رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

مصر تحتفل باليوم العالمى
قلوب المصريين تبحث عن علاج

تحقيق ــ وجيه الصقار
تحتفل مصر بـ«اليوم العالمى للقلب» الذى أصبحت أمراضه السبب الأول للوفاة فى مصر وبنسبة 46% من نسب الوفيات خاصة بين الشباب ، وتمثل السمنة وارتفاع الضغط والتدخين ومرض السكر أهم عوامل الإصابة ، بينما تمثل متوسطات سن الإصابة للرجال 45 عاما ، والنساء من 55 عاما ، فيدخلون دائرة الخطورة بأمراض القلب بينما نجد ضغط الدم فى مصر بلغ 38.7% فى الرجال و40.8% للنساء ،

حيث تبين أن الوراثة ونمط الحياة ونوعية الغذاء والتدخين لها تأثير كبير فى الإصابة بأمراض القلب ، وهى تتسبب فى نسبة وفيات أعلى من وفيات جميع أنواع أمراض السرطان.



وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن هناك 500 حالة وفاة تحدث كل عام فى مصر لكل 100 ألف شخص فى حين أن الإصابة فى الدول المتطورة تبدأ بعد سن 55 عاما ، ولعل مؤشرات معهد القلب تكشف عن درجة الإصابات لأنه يستقبل نحو ألفى مريض يوميا وتجرى به نحو 15 ألف عملية جراحية سنويا مما يحتم تنظيم مشروع قومى لمواجهة المرض.

بداية يؤكد الدكتور هانى عبد الرازق أستاذ أمراض القلب أن هناك بالفعل زيادة واضحة فى معدت الإصابة بأمراض القلب طالت أعمارا صغيرة ، فأظهرت دراسة بين الجامعات المصرية ومعهد القلب القومى باشتراك مع جمعية القلب الأوروبية أن المريض المصرى يصاب بالأزمات القلبية فى سن مبكرة عن المريض الأوروبى بنحو 10 سنوات لعدة أسباب تبدأ بالسن ، فنسبة اصابة بتصلب الشرايين تزيد مع التقدم فى السن، كما أن النوع له دور فى الإصابة ففى حالة المرأة تكون أقل من الذكور مع مرض السكرى وقبل انقطاع الطمث ، وهناك عامل وراثى يمكن إنكاره فى تصلب الشرايين حيث إن النسبة تزداد بين الأبناء إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما يعانى من أمراض بالقلب.

وتزداد العيوب التكوينية بين الأبناء إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما يعانى عيبا تكوينيا فى القلب ، مما يزيد من أهمية فحوص ما قبل الزواج ، ونظرا لخطورة الإصابة بضغط الدم المسبب لأمراض القلب ، يجب على مريض الضغط الإقلال من ملح الطعام وانقاص الوزن وممارسة الرياضة والحرص على تناول العلاج لمواجهة ارتفاع نسبة الكوليسترول فى الدم ، والذى يعتبر من العوامل الخطيرة التى يمكن إنكارها . وهناك عدة توصيات من جمعية القلب الأمريكية والأوروبية بتحديد نظام غذائى ، ونسب معينة لكل مريض حسب عوامل الخطورة الأخرى المصاحبة ، والدراسات الحديثة كشفت عن عقاقير أثبتت فاعلية كبيرة فى خفض نسبة الكوليسترول فى الدم إضافة للنظام الغذائى لمرضى السكرى وما قبل الإصابة بالسكرى ، الذى يعد أحد أهم أسباب الخطورة المسببة لأمراض تصلب الشرايين ، بعد أن أظهرت الدراسات أن نسبة المصريين المصابين بالسكر تزيد علي 13% ، فالسكرى يسهم فى زيادة مشكلات الكلى والفشل الكلوي وفقد الإبصار ، فكلما كانت نسبة السكر فى الدم تحت السيطرة قل معدل الإصابة بمضاعفات السكر.

خطر التدخين

وأضاف أن التدخين يعتبر أحد عوامل الخطورة الشديدة المؤدية للأزمات القلبية ، ومع أن نسبة التدخين فى العالم وحوض المتوسط فى تراجع مستمر ، لكن للأسف النسبة فى مصر فى تزايد على الرغم من وجود تشريع تم اقراره فى مجلس الشعب من سنوات بتجريم التدخين فى الأماكن العامة ، ولكن يجد طريقه للتنفيذ، كما أن السمنة وعدم ممارسة الرياضة من المشكلات الكبيرة فى مصر ، فأظهرت منظمة الصحة العالمية أن مصر تتصدر نسبة السمنة بين النساء ، والمركز الرابع بين الرجال ، وهذا يرجع للأنظمة الغذائية غير الصحية ، إضافة لعدم ممارسة الرياضة ، فقد كشفت دراسات جمعية القلب الأمريكية أن كل دور ينفق على الوجبات السريعة يواكبه زيادة فى نسبة السكر فى الدم وارتفاع ضغط الدم ، وينتج عنها ازمات القلبية، مما يؤكد أنها تتداخل فى عوامل الخطورة المختلفة ، كما أن للتوتر العصبى وتلوث الهواء دورا خطيرا فى الإصابة بأمراض القلب خاصة الأشخاص الواقعين تحت ضغوط نفسية ، إضافة للذين يعيشون فى محيط تلوث هوائي، كما أظهرت دراسة يابانية أن أعلى معدت أعمار فى جزيرة أوكيناوا باليابان وهي: 88 سنة للإناث و87 سنة للذكور، عتمادهم فى الغذاء على الأسماك وأسلوب الحياة الخالى من الضغوط النفسية ، فى الوقت الذى أسهم فيه التقدم العلمى والطبى المتدفق فى وسائل التشخيص الدقيق فى رسم القلب بالمجهود أو الموجات صوتية ، لذلك هناك أهمية قصوى للتقليل من تناول الأغذية الغنية بالدهون خاصة الحيوانية ، وكذلك الكحوليات التى تزيد مستوى الدهون فى الدم.

ويؤكد الدكتور محمد محسن إبراهيم أستاذ القلب بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب ، أن 33% من المصريين البالغين فوق سن الـ 40 مصابون بارتفاع ضغط الدم ، وهو أحد المسببات الأساسية للجلطات القلبية لذلك بد من خلق وعى بهذه المشكلة حيث أن نصف مرضى الضغط يعلمون أنهم مصابون بارتفاع ضغط الدم ويتناولون العلاج للسيطرة عليه، كما أن نمط الحياة العصرية الناتج عن عدم الحركة والجلوس لمدة طويلة أمام الكمبيوتر أو التليفزيون يعرض للوفاة فى سن مبكرة واحتمال إصابة بنسبة 15% -20% ، لذلك يجب الحركة أو المشى عشر دقائق كل ساعة ، مع الحرص على خفض ضغط الدم، وتجنب الانفعالات والتوتر والتدخين والكحول ، والتحكم فى نسبة الكوليسترول والسكر فى الدم ، والمحافظة على اللياقة البدنية وممارسة الرياضة بانتظام.

وقال: إن أحد المسببات الخطيرة لأمراض القلب تتمثل فى ارتفاع الإصابة بضغط الدم المرتفع ، ودلت الدراسة على أن انتشار هذا المرض بمصر يفوق المعدلات الدولية مما يتطلب معه رفع درجة الوعى بين المواطنين والمرضى والاطباء أيضا، للحد من انتشار المرض والوقاية منه ومنع مضاعفاته ، فبعد أن كانت وفيات الاطفال والحميات والأمراض الطفيلية والمعدية تشكل السبب الرئيسى لتدهور الحالة الصحية فى مصر فإنه مع ازدياد الهجرة للمدينة وتغير نوع الغذاء بل وممارسة الحياة العصرية بكل عيوبها ، زادت معدلات انتشار الأمراض غير المعدية أو التى تصاحب تقدم السن وعلى رأسها ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته والسكر وتصلب الشرايين ، حيث دلت الإحصاءات الأخيرة على أن ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته يمثل احدى المشكلات الصحية الخطيرة فى مصر، يسبب انتشار معدلات الإصابة بأمراض الشرايين التاجية والفشل الكلوى ونزيف المخ .

وأضاف الدكتور محمود الشربينى أستاذ العناية المركزة بجامعة القاهرة أنه بالنسبة لإصابات الشباب فترتبط هذه المرحلة السنية من تقليد للكبار مثل التدخين وتناول الكحوليات والسلوكيات الغذائية الخاطئة ، والتى تسبب السمنة ، وطريقة أداء المذاكرة والدروس حيث يجهد الطالب نفسه من اجل تحقيق أقصى درجات التفوق ، وفى الوقت نفسه فإنه ينصرف عن ممارسة الرياضة اليومية لاعتقاد الآباء والمدرسين أن التربية الرياضية نوع من الرفاهية أو التعطيل ، كما أن من الاسباب الرئيسية لإصابات القلب الاعتماد على الوجبات الجاهزة المشبعة بكميات كبيرة من الدهون ، لذلك فإن هناك 3 أنواع من الأمراض تصيب القلب وتشمل أمراض الشريان التاجى ، وتتمثل فى تصلب الشريان ، وضغط الدم .

كما أن هناك أمراض روماتيزم القلب ، والتى تنشأ عن إصابة الحلق واللوزتين بميكروب مما يؤدى للإصابة بالحمى الروماتيزمية لدى الأطفال من7 ـ 14 سنة.. وذلك نتيجة اختلاط الاطفال فى الفصول والاماكن المزدحمة ، فينتشر الفيروس بينهم فتحدث العدوى ، وكذلك الأمراض الناتجة عن عيوب خلقية بالقلب وتكون الإصابة عادة فى الأشهر الثلاثة الأولى من عمر الجنين فى حالة تناول الأم بعض الأدوية أو التعرض للاشعة ، وكما الحال مع زواج الاقارب وأمراض الوراثة ، وتدخين الأم فى فترة الحمل .

كما أن نمط حياة المصريبن وطبيعتهم لهما دور فى الإصابة بأمراض القلب الناتجة عن الضغوط العصبية حيث ترتفع فى المدن عنها بالقرى نتيجة التوتر والانفعالات فيحدث ارتفاع فى الضغط والإصابة بمرض السكر، وانتشار التلوث وتسبب قصور الشريان التاجى فضلا عن انخفاض الوعى بنظام الغذاء المتكامل ، ويلاحظ أن سكان السواحل بمصر يتناولون الاسماك بانتظام، فتقلل الكوليسترول المسبب لتصلب الشرايين ، إضافة لاستخدام زيت الزيتون بدلا من السمن البلدى فيقلل الإصابة بقصور الشريان التاجي.

وقال: إن هناك نظاما وضعته الجمعية الكندية لأمراض القلب حول مخاطر ومسببات المرض بأسلوب الترقيم حيث يكون الرقم الناتج عن إجابات الشخص مؤشرا للإصابة بالمرض وأعطى درجات لكل منها ، وهى ارتفاع ضغط الدم وله (3) درجات والتدخين (3) درجات ، والتدخين السلبى - أى غير المباشر( درجة) وارتفاع الصوت فى البيئة (3) ووجود تاريخ مرضى بالأسرة (3) درجات ، ووفاة قريب بالدرجة الأولى قبل سن55 عاما ، (درجتان) والسمنة المفرطة( درجتان) ومرض السكر( درجتان) ، وعدم ممارسة الرياضة (درجتان)، يصل المجموع الكلى إلى (21) درجة والمؤشرات أكدت أن النتائج التى تصل إلي13 درجة فما فوق تمثل مرحلة خطيرة ، جدا ومؤشرا للإصابة بأمراض القلب ،.وأن إحدى الوسائل الفعالة حاليا لعلاج إصابات القلب تتمثل فى استخدام القسطرة التشخيصية، ويقوم بها طبيب متمرس وتستغرق 10 ـ 20 دقيقة فى العادة ، ووجد 30% ـ 40 % من الحالات المصابة بالضيق تعود لحالتها بعد التوسيع وتحتاج إلى اعادة توسيع، ويجب على من تجاوز سن الـ50 إجراء فحوصات دورية للدهون، والسكر فى الدم، وأيضا عمل رسم قلب بالمجهود على الأقل كل 3 سنوات ، وعند الشعور بأى آلام أو مجهود شديد، عليه بسرعة التواصل مع طبيب القلب لمعرفة سبب ذلك.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق