رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

مهما طالت الرحلة

أعجبتنى قصة قرأتها عن مملكة تخضع لحكم ملك يتم انتخابه

من الشعب هناك بشرط ألا تزيد فترة حكمه على سنة واحدة وفى نهاية السنة يرسلونه إلى جزيرة بعيدة موحشة يقضى بها حياته الباقية وينتخبون ملكا آخر وهكذا. وكان الملك الذى تنتهى فترة حكمه يسافر للجزيرة راكبا سفينة مزينة ومرتديا أفخر الثياب وسط مظاهر وداع حافل يشارك فيه كل أفراد شعب المملكة وكانت تلك اللحظة من أكثر لحظات الحزن والألم بالنسبة لكل ملك.

وفى إحدى المرات وقع الاختيار على شاب من شباب المملكة ليكون ملكا وكان أول شيء فعله أن أمر الوزراء بأن يحملوه إلى هذه الجزيرة ليجدها عبارة عن غابات كثيفة لا تتوقف فيها أصوات الحيوانات على شاكلتها تمتلئ بجثث الملوك السابقين التى اتت عليهم تلك الحيوانات المفترسة وعندما عاد الشاب إلى المملكة أرسل على الفور عشرات العمال وأمرهم بإزالة الأشجار الكثيفة والقضاء على الحيوانات المتوحشة وكان يزور الجزيرة كل شهر ويتابع العمل بنفسه حتى تم اصطياد جميع الحيوانات وإزالة اغلب الأشجار الكثيفة وبعدها أصبحت الجزيرة نظيفة فأمر العمال بتجميل الجزيرة بالحدائق الغناء وأشجار الفاكهة وتربية الحيوانات الأليفة ثم امر العمال ببناء بيت كبير يصلح للإقامة الطويلة فيه وبناء مرسى للسفن لتتحول الجزيرة إلى مكان خلاب يسر الناظرين، ومع ذلك قضى الملك سنة حكمه يرتدى الملابس البسيطة وينفق القليل من المال على حياته فى المملكة ويكرس أمواله كلها لإعمار الجزيرة وعندما جاء دور الملك لينتقل إلى الجزيرة ألبسه الناس ثيابا فاخرة وركب السفينة فى حفل وداع يليق به مبتسما سعيدا على عكس الملوك السابقين وعندما سأله الناس عن سر سعادته قال لهم بينما كان الملوك السابقون منشغلين بملذات الحياة الدنيا أثناء فترة حكمهم كنت أنا مشغولا بالتفكير فى المستقبل وأخطط له جيدا فأصلحت الجزيرة وعمرتها حتى تحولت إلى جنة صغيرة يمكن ان اعيش فيها بقية حياتى فى سلام وسعادة. هذه القصة تصور لنا الحياة الدنيا والآخرة فحياتك قصيرة مهما طالت بك الرحلة وعليك ان تفكر كيف تعمر الآخرة بعمل صالح تنتفع به بعد موتك حتى تجد فيها ما يسرك وعندما يحين يوم وداعك تكون من المستبشرين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

لواء مهندس ـ فؤاد على الطير

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق