رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

.. والقصيدة تقول

فى العالم المملوءِ أخطاءَ


مطالبٌ وحدكَ ألا تخطِئَ

لأن جسمكَ النحيلْ

لو مَرة أسرعَ أو أبطأَ

هوى، وغطى الأرضَ أشلاءَ

>>>

فى أيِّ ليلةٍ ترى يقبع ذلك الخطأ

فى هذه الليلة! أو فى غيرها من الليالْ

حين يغيض فى مصابيح المكان نورها وتنطفئْ

ويسحب الناس صياحَهم

على مقدمِك المفروش أضواءَ

حين تلوح مثلَ فارس

يجيل الطرْفَ فى مدينتهْ

مودعاف يطلب ود الناسِ، فى صمت نبيلْ

ثم تسير نحو أولِ الحبال ِ

مستقيماً مومِئا

وهم يدقون على إيقاع خطوِك الطبولْ

ويملأون الملعبَ الواسعَ ضوضاءَ

ثم يقولون: ابتدئْ

>>>

فى أى ليلةٍ ترى يقبع ذلك الخطأ ْ

حين يصير الجسم نهبَ الخوفِ والمغامرة ْ

وتصبح الأقدام والأذرع أحياءَ

تمتد وحدها

وتستعيد من قاع المنون نفسَهَا

كأنَّ حيّاتِ تلوتْ

قططا توحَّشت، سوداءَ بيضاءَ

تعاركتْ وافترقتْ على محيطِ الدائرة ْ

وأنت تبدى فنَّك المرعبَ آلاءَ وآلاءَ

تستوقف الناس َ أمامَ اللحظة المدمرة ْ

وأنت فى منازل الموت تَلجّ عابثا مجترئا

وأنت تفلت الحبالَ للحبال

تركتَ ملجأ، وما أدركتَ بعد ملجأَ

فيجمد الرعب على الوجوه

لذة، وإشفاقا وإصغاءَ

حتى تعود مستقرا هادئا

ترفع كفيك على رأس الملأ

>>>

فى أى ليلة ترى يقبع ذلك الخطأ

ممددا تحتك فى الظلمةِ

يجترٌ انتظارَه الثقيلْ

كأنه الوحش الخرافى الذى

ما روضتْ كفّ بشرْ

فهو جميلْ

كأنَه الطاووسُ

جذابٌ كأفعى

ورشيقٌ كالنِمرْ

وهو جليلْ

كالأسد الهادئ ساعةَ الخطرْ

وهو مخاتل، فيبدو نائما

بينا يعدّ نفسه لوثبة مستعرة ْ

وهو خفيّ لا يرى

لكنه تحتك يعلك الحجرْ

منتظرا سقطتكَ المنتظرة ْ

فى لحظةٍ تغفل فيها عن حساب الخطوِ

أو تفقد فيها حكمةَ المبادرة ْ

إذ تعرض الذكرى

تغطى عريَها المفاجئا

وحيدة معتذرة ْ

أو يقف الزهو على رأسكَ طيراً

شارباً ممتلئا

منتشيا بالصمتِ

مذهولا عن الأرجوحةِ المنحدرة ْ

حين تدور الدائرة ْ

تنبض تحتك الحبال

مثلما أنبض َ رامٍ وترَه ْ

تنغرس الصرخة فى الليل ِ

كما طوح لصّ خنجره ْ

حين تدور الدائرة ْ

يرتبك الضوء على الجسمِ

المهيضِ المرتطم ْ

على الذراع المتهدل الكسيرِ والقدم ْ

وتبتسم ْ

كأنَّما عرفتَ أشياءَ

وصدقتَ النبأْ.

من ديوان «مرثية للعمر الجميل» 1972

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق