رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

البحيرة :التعديات على المناطق الأثرية

إمام الشفي
العشوائيات
تعد محافظة البحيرة واحدة من كبرى المحافظات العشوائية حيث تضم 86 منطقة عشوائية قديمة تدق أجراس خطر لا نهاية لها تنتشر فى جميع مدن ومراكز المحافظة، فضلا عن القرى والأحياء العشوائية الكاملة التى ظهرت فوق أملاك الدولة والأراضى الزراعية وخطوط السكة الحديد والتى تتجاوز 250 ألف حالة تعد ، و186 تلا أثريا تمثل أكثر من 2000 فدان التهمتها التجمعات العشوائية حتى خلفت جيلا جديدا من المنشآت العشوائية يقطنها أكثر من مليون مواطن، مما يستدعى فرض آليات جادة وتحركا سريعا للحفاظ على ماتبقي.

يؤكد الدكتور علاء رشدى المدرس بجامعة دمنهور، أن البحيرة كانت تضم 86 منطقة عشوائية منها 9 مناطق غير آمنة تم أخيرا رصد 21 مليون جنيه لإعادة بناء منطقة الكسارة برشيد بشكل حضارى والتى يجرى فيها العمل الآن على قدم وساق، وكذلك إزالة المنطقة الواقعة خلف مدرسة عيسى موسى بمدينة كوم حمادة وتعويض أهلها بمساكن بديلة، وتوفيق أوضاع قاطنى منطقة أبوبطيحة بحوش عيسى مع التزامهم بالمخطط التفصيلى والاشتراطات البنائية، بالإضافة إلى أنه تم تطوير 18 منطقة أخرى من هذه المناطق, فضلا عن 14 منطقة عشوائية موجودة حاليا بمدينة دمنهور و10 بأبوالمطامير، و8 بكوم حمادة و6 بأبوحمص وغيرها.

وتحتل مدينة إدكو مقدمة المدن الأقل فى المناطق العشوائية بمنطقة واحدة هى الإصلاح الزراعي، ثم تليها المحمودية بثلاث مناطق وهى الكوادي، والمنشية، وكفر إمليط.

يقول الدكتور عصام القاضى عضو مجلس النواب بالبحيرة إن العشوائيات زحفت على نحو مساحة 2000 فدان، تمثل 186 تلا أثريا بالبحيرة تعرضت خلال ثورتى يناير ويونيو لهجمة شرسة من تعديات المواطنين بالبناء وإقامة المنازل العشوائية والأسوار والتنقيب بداخلها عن قطع أثرية تحت غطاء الحفر لوضع القواعد والأساسات، والغريب أنه تم ترفيق بعض هذه المناطق رغم أن أراضى التلال الأثرية تعد ثروة لاتقدر بثمن.

وأشار عصام القاضى إلى أن العديد من المواطنين قاموا بالتعدى على مساحات تتخطى 12 فدانا من مساحة 480 فدانا بتل كوم فيرين بمركز الدلنجات التى تعتبر من أهم وأشهر التلال الأثرية فى البحيرة، فضلا عن تعديهم على 55 فدانا بتلال دفشو بكفرالدوار والبرنوجى بدمنهور ونجع الزعبان، وتلال أخرى مثل حمور، والكريون، والهلباوي، وكوم البركة وغيرها.

موضحا أن هناك قفزة فى إجمالى التعديات على أملاك الدولة وخطوط السكة الحديد والأراضى الزراعية فى البحيرة، تتجاوز 250 ألف حالة من أجود الأراضى وحولتها إلى كتل خرسانية من البناء العشوائى بعيدا عن المخطط تمثل حزاما ناسفا حول جميع مراكز ومدن المحافظة، ويقوم الأهالى بمد خطوط الصرف فى نهر النيل والترع وعلى الحقول مما ينذر بكارثة صحية مع عدم تدخل المسئولين.

وكشف صبرى رضوان المحامى عن أن مشكلة العشوائيات بدأت فى الظهور عام 2003 عندما قرر وزير الاسكان تحديث الحيز العمرانى للقرى وذلك بأن كلف مكاتب استشارية لكن شابها أخطاء كثيرة حتى إن احد المكاتب أعد دراسة حيز عمرانى لأجزاء من مدينة على أساس أنها قري، فى حين تم عمل تقرير حيز عمرانى لثلاث قرى مع أنها جزء لا يتجزأ من دمدينة دمنهور منذ عام 1960 مدللا على ذلك بإعداد المكتب الاستشارى ثم اعتماد الحيز العمرانى لقرية عزب شبرا بطاقة استيعابية 1114 نسمة حيث إن عزب شبرا تضم كلية الشريعة والقانون ومدرسة أحمد زويل الثانوية، وهى امتداد عشوائى للمدينة والبناء مازال مستمرا حتى الآن.

وقال صلاح الجمال إن عزب الحوشي، وعتمان، والقلعة بدمنهور يعيش معظم سكانها فى علب وعشش من الخشب تحولت لاسطبلات للحمير والبغال ومقالب عمومية للمخلفات الخطيرة وأكوام القمامة التى تحيط بهم من كل جانب، كما تحولت الشوارع إلى بحيرات من مياه الصرف الصحى مما أدى لانتشار الحشرات والعقارب والأفاعى التى تسكن منازلنا وانبعاث الروائح الكريهة للغاية، وهذه المناطق تلاصق جبانات المسلمين التى لم تسلم من التعديات تحت سمع وبصر جميع المسئولين.

وأوضح أحمد محفرش أن المناطق العشوائية بأبوالمطامير وحوش عيسى يسكنها الهم والتخلف منذ سنوات طويلة خصوصا مناطق الطرانة، والجبانة، وعنبر، وأبو بطيحة، والسبرتو حيث باتت مناطق موبوءة تفوح منها رائحة الموت وبؤرا سيئة السمعة بدت مشاهد التهميش والاهمال واضحة عليهم فى ظل قسوة الحياة وانعدام الكثير من الخدمات واهدار حقوق سكانها الذين لا يجدون أسبابا للبقاء ولا سبلا للحياة الكريمة خاصة الأطفال المحرومين من أبسط حقوقهم الصحية والتعليمية ولابد من الاسراع فى تهذيب تلك المناطق والعمل على تطويرها.

أما غانم مصطفى سليم الذى يعيش حياة تبعث على الغثيان حتى الموت فى منطقة الاصلاح الزراعى بمدينة إدكو، التى يقطنها نحو 5 آلاف نسمة وتفتقد كل مقومات الحياة البدائية فيقول أقيم وعائلتى المكونة من 28 فردا فى هذا المكان غير الآدمى منذ عشرات السنين .

فى حين يرى الدكتور السيد شحاته أستاذ علم الاجتماع بجامعة دمنهور، أن القضاء على العشوائيات يحتاج إلى تخصيص 5% من ميزانية الدولة لهذا الغرض مع أهمية وجود تعاون مشترك بين جميع الأجهزة لأن القضاء على العشوائيات ليس مسئولية وزارة الإسكان وحدها، مناشدا الجمعيات ورجال الأعمال والمؤسسات المدنية أن تقوم بدورها تجاه تلك العشوائيات إذ أن الحكومة وحدها لن تستطيع القضاء على الظاهرة لذا يجب أن تفرض رسوما تستقطع من أصحاب «الكومباوندات» والمنتجعات والتى تصل لأكثر من 9 ملايين لحساب صندوق تطوير العشوائيات، مشددا على أنه ينبغى أن يكون هناك تكافل اجتماعى وأن يقوم الأغنياء بمسئولياتهم الاجتماعية تجاه الفقراء والمحرومين الذين يعيشون تحت الأرض .

من جانبه يؤكد الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة أن العشوائيات تمثل حاليا واحدة من أهم القضايا الأساسية التى تشغل بال القيادة السياسية الآن ، ولدينا 9 مناطق عشوائية غير آمنة ونسابق الزمن لتنميتها وتعد منطقة الكسارة برشيد نموذجا لخطة التطوير، فتم تخصيص 21 مليون جنيه لإعادة بنائها بشكل حضاري.

وتم التنفيذ الفعلى لتسليمها منتصف العام المقبل ونمضى فى المناطق الأخرى من خلال وضع «أطلس» لكل منطقة على حدة كتسجيل وثائقى قبل وبعد التطوير الحضرى لها ، وبناء عليه يتم تنفيذ مشروعات المناطق العشوائية وغير الآمنة وفقا لخطة عمرانية متكاملة ودراسة اجتماعية واقتصادية وخطة زمنية فى إطار مشروع التطوير الحضارى وأوشكنا على نقل المناطق الأخرى فى عمارات مقامة بالفعل، وسيتم إزالة كل منطقة لسرعة إنشائها وإعادة المواطنين إلى أماكنهم الأصلية بالإضافة إلى تنفيذ مشروع المجمع السكنى لمتضررى السيول على مساحة 14 فدانا، بالتعاون مع القوات المسلحة بإستثمارات 35 مليون جنيه، وذلك ضمن سعى الدولة التى وضعت قضية العشوائيات على رأس أولوياتها بهدف القضاء عليها تماما وتوفير مساكن مناسبة تليق بالمواطن المصري.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق