بعد ساعات من فشل المجموعة الدولية لدعم سوريا فى استئناف اتفاق وقف إطلاق النار المعلن بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية منذ أسبوعين، أعلن الجيش السورى عن بدء هجوم عسكرى جديد ضد التنظيمات الإرهابية فى مدينة حلب.
ففى نيويورك، اجتمعت المجموعة على هامش اجتماع الأمم المتحدة السنوى من أجل محاولة حث الطرفين على استئناف العمل باتفاق الهدنة الذى أعلن عنه فى التاسع من سبتمبر الحالى وتضمن تطبيق وقف إطلاق النار فى سائر أنحاء البلاد وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وإمكانية التعاون العسكرى المشترك لاستهداف الجماعات الإرهابية المحظورة، والعودة إلى مائدة المفاوضات بهدف التوصل إلى حل سياسى للأزمة.
وأعلن سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى فى تصريحات صحفية أدلى بها عقب الاجتماع أن الاجتماع لم يسفر عن نتائج ملموسة، مضيفا أن المجموعة ستواصل المشاورات لتسوية الأزمة السورية.
ودعا لافروف المعارضة السورية إلى اتخاذ خطوات لتسوية النزاع، مشيرا إلى ضرورة عدم السماح لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابى باستغلال الوضع فى البلاد، كما حث مجلس الأمن الدولى على النظر فى إضافة مجموعات أخرى من المعارضة المسلحة إلى قائمة المنظمات الإرهابية.
ومن جانبه، قال جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى «تبادلنا الأفكار مع الروس وننوى التشاور بشأن تلك الأفكار»، لكنه أضاف»أنا أقل عزما اليوم عما كنت بالأمس بل أننى أكثر إحباطا».
وفى السياق نفسه، قال ستافان دى ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا للصحفيين «كان اجتماعا مطولا وشاقا ومخيبا للآمال، إلا أن الأنباء الجيدة هى أن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على العمل المكثف بشأن إمكانية استئناف الهدنة».
جاء هذا فى الوقت الذى شهدت فيه الأحياء الشرقية بمدينة حلب قصفا جويا عنيفا، بعد إعلان الجيش السورى بدء هجوم على المنطقة.
وقال مصدر عسكرى سورى إن الضربات الجوية التى ينفذها الطيران تستهدف «مقرات قيادات الإرهابيين»، مشيرا إلى أن الجيش بدأ العمليات الاستطلاعية والاستهداف الجوى والمدفعي، وقد تمتد هذه العملية لساعات أو أيام قبل بدء العمليات البرية».
وأكد المصدر أن الجيش طالب فى بيان له المواطنين بـ»الابتعاد عن مقرات ومواقع العصابات الإرهابية المسلحة»، مشيرا إلى أن «لا مساءلة أو توقيفا لأى مواطن يصل إلى نقاط الجيش السوري».
وفى أنقرة، اتهم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة بتزويد المقاتلين الأكراد فى شمال سوريا بالأسلحة خلال الأسبوع الجاري.
وقال أردوغان فى تصريحات للتليفزيون التركى إن «الولايات المتحدة سلمت أسلحة مشحونة على طائرتين لجماعة تصفها أنقرة بأنها إرهابية «.
وتزامن ذلك مع إعلان الجنرال جوزيف دانفورد قائد هيئة أركان القوات الأمريكية عن أن واشنطن تدرس تسليح وحدات الحماية الكردية للمشاركة فى معركة استعادة مدينة الرقة المعقل الرئيسى لتنظيم داعش الإرهابى فى سوريا.
رابط دائم: