رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

بريد السبت يكتبه - أحــمد الــبرى..
مصر خالية من روماتيزم القلب

نجحت مصر فى أن تكون خالية من أمراض خطيرة مثل الكوليرا وشلل الأطفال والبلهارسيا تقريبا، وتسير بخطى حثيثة نحو القضاء على فيروس «سي» ولكنها لم توجه الاهتمام الكافى بعد إلى مرضى روماتيزم القلب.

وهناك مجموعة صغيرة من أطباء القلب منهم د. جلال السعيد جامعة القاهرة ـ د. صلاح زاهر جامعة الإسكندرية ـ د. علاء الغمراوى المحلة، وضعوا نصب أعينهم هدفا لهم منذ أكثر من ربع قرن هو أن تخلو مصر من مرضى الحمى الروماتيزمية وروماتيزم القلب، ولاتقل مصر فى هذا الشأن عن دول العالم المتقدم الذى خلا تقريبا من روماتيزم القلب وتتمثل مشكلة الحمى الروماتيزمية فى عدة عوامل هي:

1 ـ إنها مرض الفقراء حيث تصيب فى الغالب الفئات الفقيرة التى تعانى الزحام سواء فى البيوت، أو الفصول مما يسهل انتشار العدوي.
2 ـ هذا المرض يأتى متخفيا ويذهب دون آثار واضحة فى وقتها، حيث إنه نتيجة الاصابة بالميكروب السبحى الذى يكمن فى التهاب اللوزتين أو التهاب الحلق فى النزلات البردية، فالحاصل أن الطفل يصاب به مع ارتفاع متوسط بدرجة الحرارة، وقد يصاحبه تورم بالمفاصل دون أن تعطى الأم قليلة التعلم الاهتمام الواجب بابنها، فما هى إلا بعض المسكنات والمضدات الحيوية ويختفى الأثر ظاهريا.
3 ـ قلة وعى الأطباء بالمرض والاستعمال غير المبرر للمضادات الحيوية والمسكنات دون الوصول إلى التشخيص الدقيق.
4 ـ بعد مرور الأثر الظاهرى وتأثير الجهاز المناعى يكمن الباقى فى المضاعفات، حيث يؤثر مناعيا على المفاصل وصمامات القلب، ومن الممكن أن يؤثر على الجهاز العصبى ايضا وليس هناك اهتمام كاف بمرض الحمى الروماتيزمية الذى يسبب الإعاقة فى سن الشباب.
5 ـ إنه يؤثر على شريحة عمرية مهمة: هم الاطفال والبالغون فى سن المراهقة.
6 ـ فى كثير من الاحوال لايعلم الطفل أو الشاب المصاب أنه قد حدثت له إصابة فى صمامات القلب إلا حين يكبر ويعانى متاعب شديدة.
7 ـ نرى دائما حالات لسيدات حوامل لايعلمن أن لديهن تلفا فى الصمام إلا فى الحمل المتأخر حينما يصبن بمضاعفات مثل هبوط القلب الحاد أو احتقان الرئتين، مما يستدعى تدخلا عاجلا وعناية مركزة.
8 ـ إن عواقب هذا المرض باهظة التكاليف من حيث إعاقة فئة عمرية مهمة وعدم قدرتهم على العمل.
9 ـ من هنا رأت هذه المجموعة وآخرون كثيرون من أطباء القلب والاطفال ضرورة التصدى لهذه المشكلة التى تؤثر سلبا على صحة الانسان المصري. والخطوة الاولى هى ان نعرف حجم المرض فى كل أنحاء البلاد، فليست لدينا إحصائيات دقيقة، ويتطلب الأمر مسحا لطلاب المدارس للفئات العمرية المختلفة (ابتدائى ــ اعدادى ــ ثانوى بنات وبنين ـ ريف وحضر) وذلك باستعمال الكشف بالموجات الصوتية للقلب، حيث ثبت أنه أكثر دقة عشر مرات من السماعة رغم أهميتها.. وقد تم وضع بروتوكول علمى احصائى دقيقة يشمل عينات من المحافظات كل حسب تعدادها. وكانت المشكلة التى واجهتنا هى الحصول على جهاز موجات صوتية محمول يمكن الذهاب به إلى المدارس لإتمام الفحص بها، وحاولنا الحصول عليه على مدى 3 سنوات إلى أن قامت جمعية القلب المصرية بتوفيره وتم فحص محافظة الاسماعيلية كعينة مبدئية، وثبت أن الإصابة بها بواقع ثمانية لكل ألف طالب، والآن نحن فى أحسن حال حيث وفرت وزارة الصحة ثلاثين جهازا منتشرا على مستوى الجمهورية وتبنت جمعية القلب ورئيسها النشيط د. سامح شاهين المشروع، ويتبقى لنا تمويل البحث نفسه بما يشمل ذلك من مصاريف الانتقالات وأجور الاطباء الشبان وهيئة التمريض وإدخال البيانات وغير ذلك مما قدره المختصون بنحو مليونى جنيه تكون تحت إشراف الجمعية المصرية لامراض القلب التى تدير وتشرف على المشروع.
وحيث إن رجال العلم ليس لديهم علاقات اجتماعية واسعة، فقد توقفنا عند هذا الحد وقد يسأل أحد ما هى الخطوة التالية وهذا هو المهم، فعند التعرف على المريض المصاب بروماتيزم القلب يمكن متابعته بدقة، حيث إن نسبة تكرار الإصابة بالحمى تصل إلى 70% ويمكن الوقابة منها بحقنة بنسلين رخيصة الثمن، بالاضافة إلى المتابعة حتى لايتطور المرض ويؤدى إلى هبوط بالقلب أو رجفة أذنين وما إلى ذلك.
وهذه دعوة إلى أن نتكاتف كأطباء مع المجتمع المدنى لنقضى على الحمى الروماتيزمية، ونعلن أن مصر خالية من الحمى الروماتيزمية عام 2020 كما نجحنا فى القضاء على غيره من أمراض.

د. فتحى عبدالحميد مقلدى
أستاذ بجامعة قناة السويس

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق