المشروبات السكرية هي أخطر مما كنا نتصور، ففضلاً عن كونها السبب الرئيسي للبدانة ومرض السكرى وارتفاع ضغط الدم والسمنة وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية وقائمة طويلة من الأمراض المزمنة تدعونا للإقلال من تناولها فإننا نجد سببا جديدا يضاف لقائمة الأمراض السابقة وهي تسببها في تلف أدمغة الأطفال وذلك بتقليل قدرتهم علي التعلم وبإضعاف ذاكرتهم.
وفي تجربة أجراها علماء جامعة جنوب كاليفورنيا علي فئران قسموها لمجموعتين، واحدة لفئران صغيرة قدموا لها المشروبات السكرية والغازية بكمية كبيرة ومجموعة ثانية من الفئران البالغة قدموا لها نفس الكمية ومع مراقبة سلوكها وجدوا أن الفئران الصغيرة ظهر لديها صعوبة في التعلم والتذكر وهو ما حذر منه دكتور سكوت صاحب الدراسة بقوله إن الاستهلاك المفرط للمشروبات المحلاة بالسكر قبل البلوغ تداخلت عند الفئران الصغيرة مع قدرة الدماغ علي العمل بصورة طبيعية وبتصوير الدماغ بالأشعة ظهر وجود التهابات في منطقة قرن آمون وهي المنطقة المسئولة عن التعلم والذاكرة مما دعاه إلى التمسك بالمعايير الصحية السليمة للتغذية وضرورة ألا تتعدي الجرعة اليومية من السكر مقدار ثلاث ملاعق شاي خلال مرحلة الطفولة والمراهقة، وقد شمل التحذير جميع أنواع المشروبات الغازية ومشروبات الصودا سواء بطعم التفاح أوالليمون.
ويلخص د.حمدي عبد السميع أستاذ صحة الأغذية في جامعة طنطا مشكلة المشروبات السكرية في المنكهات ومواد التحلية الصناعية والتى يجب أن تحظر تماماً من وجهة نظره علي من هم دون الخامسة عشرة، لأن استخدام هذه المواد يسبب خللا في الخلية، مما قد يؤدي لسرطانات. ويضيف أننا نفتقد في مصر الرقابة الصناعية الدورية علي المصانع كما يحدث في الخارج، فالاتحاد الأوروبي علي سبيل المثال يقوم بتحديث قائمة المواد المحلاة الصناعية، والمنكهات والمواد الغذائية، ويستبعد الخطير منها علي صحة المستهلك، كما تنتشر في مصر مصانع «بير السلم»، التي تقوم بتصنيع علب عصير غير مرخصة ويظهر ذلك في سعرها الرخيص .أما المشروبات الغازية فقد أثبتت العديد من الدراسات تسببها في الإصابة بهشاشة العظام لاحتوائها علي فوسفوريك اسيد والكاربونيت. وتعتبر فترة ما قبل الـ15 عاما هي فترة تكون العظام في الجسم، فنوصي بعلبة واحدة في الأسبوع فقط لإشباع الحاجة النفسية للطفل مع ضرورة المنع التام لمشروبات الطاقة والتي تعمل علي تحفيز الخلية لتبذل أكثر من مجهودها الطبيعي، ومع تكرار تناول تلك المشروبات تصاب الخلية بالملل والضعف.
وينصح د.حمدي عبد السميع بأن يتم توزيع ما نتناول من سكر علي مدي اليوم، وأن تقل الجرعة المستهلكة من السكر في مرحلة الطفولة والمراهقة وبعد سن الأربعين.. ويكفي أن نعرف أن المشروبات الغازية مسئولة عن 180 ألف حالة وفاة في جميع أنحاء العالم سنوياً.
رابط دائم: