فى سلام .. كل يمضى فى طريقه.. لا يرمق هذا بنظرة «ازدراء» لغيره، لأنه اختار لنفسه زيا معينا، ولا يرمى ذاك بكلمة جارحة لأنه قرر «الاختلاف».. الاحترام هنا عنوان العلاقات.. والتسامح أساس التعاملات.
ولا يقف الأمر عند حدود «الاحترام عن بعد» ، بل تنشأ الصداقات الوثيقة بين «المختلفين» دون أدنى حاجز نفسي، أو عائق فكري.. فالاحترام ليس صوريا زائفا، بل يأتى عن اقتناع راسخ بحق الآخر فى الاختيار، مادام لا يؤذى غيره أو يتعدى على حرية المحيطين به.
فى مدينة أوجسبورج بألمانيا، التى استحقت لقب «مدينة السلام»، يحيا مواطنوها فى تآلف تام، رغم أن ٤٠٪ منهم من المهاجرين، ويؤمنون بأديان مختلفة، وتشكلوا من ثقافات متنوعة.. لكن فكرة واحدة تجمعهم، وهى أن الأصل فى الأشياء هو الاختلاف. مع ذلك فهم يقرون بأن قبول هذا الاختلاف ليس أمرا عاديا أو سهلا، بل يتطلب الكثير من الشجاعة ومجاهدة النفس، وهو ما استطاعوا بلوغه بنجاح، ونفذوه فى صمت ، لا كمثل «أقوام» تقول ما لا تفعل!
رابط دائم: