رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
وهيأ له شيطانه أن أموال أبيه سوف تنتقل إلى بيوت أزواجهن، ودارت الأيام ولعب الشيطان برأسى فصنعت الصنيع نفسه باستغلال توكيل عام حرره لىّ, مع فارق واحد هو أنه مازال على قيد الحياة، واستمررت فى خطتى للاستحواذ على كل شيء حتى تمكنت من نقل جميع الممتلكات باسمى، وبرغم اننى كنت أعلم خطأ ما صنعته إلا اننى تماديت فى الأمر، ولم أشعر بوخزة الضمير أبدا، فأبى هو الذى ارتكب الخطأ، ولم أفعل شيئا من ذلك، إنما نقلت الممتلكات باسمى حيث اننى أتعب فيها، وأديرها بمفردى، وأعطيهم عائدا كبيرا يكفى مصاريف الأسرة ويزيد على حاجتهم، وقد سافرت إلى الخارج لبدء مشروع جديد، وباعدت الأيام بيننا، ثم فوجئت يوم الجمعة الماضى، وأنا أتصفح جريدة الأهرام برسالة أبى تتصدر صفحة بريد الجمعة، وقد حملت عنوان «الفزع الأكبر» فأصابتنى حالة اضطراب شديدة، واتصلت بأسرتى فى القاهرة، وقلت لهم ما الذى فعله أبي، ولم أجد أحدا يجيبنى على أسئلتى، ورفضت شقيقاتى الحديث معى، ولم أتمكن من الاتصال بأبى وأمي، وانى استصرخك أن تتصل بأبوى فى أسرع وقت، وأن تجمع عماتى وشقيقاتي، لتقسيم ما بحوزتى من أموال بما يرضى الله، وأرجو أن يتقبل الله توبتي، وانى برىء من كل مليم حرام دخل بيتي، والله المطلع على سريرتى، وأسأله العفو والمغفرة وأن ينجينى من كل مكروه، فكما قلت يا سيدى لا شيء يعادل راحة البال، وما أصعب أكل أموال الناس بالباطل، ولك الجزاء الأوفى لصنيعك عند الله. > ولكاتب هذه الرسالة أقول : سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا به، فكلماتك وسرعة تراجعك عن طريق الظلم وأكل الأموال بالباطل أكبر دليل على أن الانسان لا يتعظ إلا عندما يجد حصاد من سبقه إلى هذا الطريق ماثلا أمام عينيه، فلقد استوعبت الدرس مما حدث لأبيك الذى هرع إلى الأراضى المقدسة طالبا عفو الله، وما كان الله ليعفو عن هذا الذنب إلا باعادة الحقوق إلى أصحابها، فأصبح لزاما أن تستجيب لندائه، وإلا طالك الذنب أنت أيضا، ولتكن فى رسالتك عبرة وعظة لكل من يزين له الشيطان سوء عمله فيراه حسنا، وسوف أتواصل معكم بعد عودة أبويك من الحج، وليدبر الله أمرا كان مفعولا.