وسط تفاؤل عالمى إزاء امكانية التوصل لاتفاق نهائى لوقف إطلاق النار فى سوريا، أعلنت واشنطن أن وزيرى الخارجية الأمريكى جون كيرى والروسى سيرجى لافروف اتفقا خلال مكالمة هاتفية على تمديد الهدنة فى سوريا لمدة ٤٨ ساعة إضافية تنتهى مساء اليوم.
وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن كيرى ولافروف بحثا الهدنة السارية فى سوريا و»اتفقا على تمديد وقف العمليات العدائية لمدة ٤٨ ساعة إضافية».
وكانت موسكو قد أعلنت تأييدها تمديد العمل بالهدنة فى كل أنحاء سوريا لمدة ٤٨ ساعة، مشيرة إلى أن لافروف دعا كيرى إلى الضغط على قوات المعارضة المعتدلة لتنأى بنفسها عن جبهة فتح الشام - جبهة النصرة سابقا - قبل إعلانها فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة.
ومنذ دخول اتفاق وقف الأعمال القتالية حيز التنفيذ، توقفت المعارك بشكل كامل تقريبا بين الجيش السورى ومسلحى المعارضة على مختلف الجبهات، باستثناء بعض الضربات المتقطعة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى اعتبر فيه جان مارك إيرو وزير الخارجية الفرنسى أن وصول المساعدات الإنسانية إلى المدن المحاصرة فى سوريا هو «محك» أساسى لنجاح الهدنة السارية، بموجب الاتفاق الأمريكى - الروسي، محذرا من أى استهداف للمعارضة المعتدلة.
وقال إيرو، خلال زيارة إلى كييف إن «المحك هو وصول المساعدات الإنسانية إلى سكان المناطق المحاصرة. هذا أمر حاسم وخصوصا فى حلب، وإذا لم يتحقق فإن الإعلان عن هدنة لن تكون ذا مصداقية».
كما أبدى الوزير الفرنسى حذرا إزاء الاتفاق الأمريكى - الروسي، مشيرا إلى أن واشنطن لم تطلع حلفاءها على «تفاصيل» الاتفاق، ومحذرا من أن تنفيذ الاتفاق يجب أن لا يتم على حساب المعارضة المعتدلة.
وقال «لا يمكن للروس أن يستمروا فى شن غارات أحادية قائلين نحن نضرب الجماعات الإرهابية».
وفى موسكو، دعا جينادى جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسى إلى ضرورة دعم مجلس الأمن الدولى اتفاق موسكو مع واشنطن حول سوريا لتجنب التفسيرات خاطئة له.
وعلى الصعيد الميداني، لم تتحرك قوافل المساعدات التى يفترض أن تؤمن الإمدادات إلى المناطق المحاصرة فى سوريا، وذلك بالرغم من أن الهدنة المتفق عليها والتى دخلت حيز التنفيذ منذ أدت إلى تراجع ملحوظ فى أعمال العنف.
وفى الوقت ذاته، قالت وكالة أنباء الأناضول الرسمية إن فاليرى جيراسيموف رئيس هيئة الأركان الروسية زار تركيا أمس حيث التقى مع خلوصى آكار رئيس الأركان التركي، وبحث الجانبان الوضع فى سوريا وسبل التعاون العسكرى بين البلدين.
ومن ناحيتها، اتهمت منظمة «هيومان رايتس ووتش» القوات التركية بقتل ٢٤ مدنيا، من بينهم ستة أطفال، الشهر الماضى فى هجوم شنته على مواقع كردية فى سوريا، محذرة من أن المواطنين العاديين يتحملون الوطأة الكبرى من الصراع.
رابط دائم: