مع استمرار تماسك اتفاق هدنة وقف إطلاق النار فى سوريا لليوم الثالث على التوالي، شدد ديمترى بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية «الكرملين» على أن المهمة الرئيسية الآن الفصل بين المعارضة المعتدلة فى سوريا و»الجماعات الإرهابية»، بهدف تعزيز الهدنة الهشة هناك.
وأكد المتحدث الروسى أن وقف إطلاق النار فى سوريا يبعث على الأمل فى التوصل لتسوية سلمية للصراع هناك، والدفع بالعملية السياسية إلى الأمام.
يأتى ذلك فى الوقت الذى كشفت فيه صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن أن اتفاق الهدنة الأمريكى - الروسى عمق الخلاف بين جون كيرى وزير الخارجية وآشتون كارتر وزير الدفاع، بسبب تحفظات الأخير على التعاون العسكرى الأمريكى الروسى فى مواجهة الإرهابيين فى سوريا.
وأكد تقرير الصحيفة أن كارتر يعتبر من أبرز المسئولين فى الإدارة الأمريكية الذين عارضوا الاتفاق وكانوا السبب وراء المباحثات المطولة داخل المعسكر الأمريكى خلال مباحثات جنيف الأخيرة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى اعترف فيه الجيش الأمريكى بأن ثلاث ضربات على أهداف لتنظيم داعش فى سوريا خلال الأيام الستة الماضية، ربما أسفرت عن ضحايا مدنيين.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية فى بيان إن الضربات التى نفذت قرب دير الزور فى ٧ سبتمبر الجاري، وقرب الرقة فى العاشر من الشهر الحالى وقرب الشدادى فى ١٢ من نفس الشهر ربما أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين. وتزامن الاعتراف الأمريكى مع إعلان الجيش الإسرائيلى أن طائراته قصفت مجددا مواقع للجيش السورى ردا على سقوط قذائف فى الجولان المحتل، وذلك بعيد ساعات من نفيه تأكيدات دمشق أنها أسقطت طائرتين إسرائيليتين أثناء غارة مماثلة.وتؤكد كافة الأطراف كامل دون سقوط قتلى من المقاتلين بعد بدء سريان وقف جديد لإطلاق النار فى الصراع بين الرئيس السورى بشار الأسد وخصومه فيما تبذل جهود حذرة لتوصيل المساعدات إلى المناطق المحاصرة.
وبعد ٢٤ ساعة من بدء سريان الهدنة، أعلن ستافان دى ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا أن الوضع تحسن كثيرا، قائلا إنه ينبغى السماح بتوصيل مساعدات الأمم المتحدة فى وقت قريب بما فى ذلك إلى منطقة شرق حلب المحاصرة التى تخضع لسيطرة المعارضة.
وفى أنقرة، أكد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أن »المرحلة التى وصلنا لها خرجت من كون الأزمة السورية متعلقة بسوريا فحسب، وتحولت إلى قضية بقاء لتركيا دولة وشعبا، ولذلك قررنا أن نكون ذوو فعالية أكبر فى الميدان ضد المنظمات الإرهابية من خلال عملية درع الفرات». وزعم أن «تركيا لا تطمع فى الأراضى السورية، وسوريا للسوريين، وعلى الجميع أن يعى هذا، ولكننا فى الوقت نفسه لا نريد لأحد أن يستقطع شيئَا من أراضيها».
رابط دائم: