رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

مواجهة «الإسلام السياسى» .. دروس من ماضى الغرب

عـزت إبـراهيم
يطرح جون م. أوين أستاذ العلوم السياسية وزميل معهد الدراسات المتقدمة فى الثقافة فى جامعة ولاية فرجينيا.

من بين مؤلفاته كتاب صراع الأفكار فى عالم السياسة الدولية (برينستون) وكتاب السلام الليبرالي، الحرب الليبرالية، فى كتابه فكرة أن تيارات «الإسلام السياسي» فى كثير من الأحيان تقارن مع تيارات فكرية من الماضى مثل الفاشية أو الحكم الدينى بإسم المسيحية ثم يقدم لنا سؤالا ويحاول الإجابة عنه وهو: هل هذا القياس صالح..؟ وكيف ينبغى أن يستجيب العالم الغربى اليوم لتحديات الإسلام السياسي؟

يتخذ الباحث نهجا خاص به للإجابة عن هذا السؤال، ويسعى لتتبع مدى صلاحية مقارنة مواجهة الإسلام السياسى اليوم بالصراع والصدامات الفكرية الطويلة الأخرى فى التاريخ الغربى من خلال دراسة صراعات الماضى التى مزقت أوروبا والأمريكتين، وكيف أنها كانت مدعومة من قبل شبكات سرية تذكى التطرف والثورة، وأثار التدخلات الخارجية والصراعات الدولية ثم يخرج أوين بستة دروس رئيسية لإثبات أن كثيرا مما نعتقده حول «الإسلام السياسي» هو خطأ من وجهة نطره.

يركز أوين على أصول وديناميات الصراع فى القرن العشرين بين الشيوعية والفاشية، والديمقراطية الليبرالية وصراعات القرنين الثامن عشر والتاسع عشر بين أنصار الملكية وأنصار الجمهورية والحروب بين الكاثوليك واللوثريين والكالفينيين فى القرن السابع عشر، وغيرها، ثم يطبق أوين المبادئ المستخلصة من نجاحات وأخطاء الحكومات خلال هذه الصراعات على المناقشات المعاصرة التى تخص منطقة الشرق الأوسط. ويخلص أوين إلى أن الصراعات الأيديولوجية تستمر لفترة أطول مما يعتقد معظم الناس وأن الأيديولوجيات ليست متجانسة تماما وأن التدخلات الخارجية هى القاعدة وأن الدول قد تكون رشيدة وأيديولوجية فى الوقت نفسه إلا أن الأيديولوجية قد تفوز عندما تكون الدول التى تجسدها تتفوق على دول أخرى عبر مجموعة من التدابير وربما تفاجأ بالفكر الذى يفوز فى نهاية المطاف.

وعند النظر إلى تاريخ العالم الغربى ذاته، والأسئلة الكثيرة عن الكيفية التى خرجنا بها من تلك التجارب بشأن ما ينبغى عمله لتنظيم المجتمعات، فإن مواجهة تيارات الإسلام السياسى تنطوى على بعض الحكم التقليدية التى يمكن الخروج بها من الاضطرابات الحالية فى العالم الإسلامي.

فى التعامل مع صعود الإسلام السياسي، يحذر «أوين» صناع السياسة من التقليل من قابلية الأفكار التى يرونها «متخلفة» من البقاء والتمتع بعمر طويل، مشيرا إلى أن استمرار شبح تفجر الحروب الطائفية فى أوروبا والقبول الواسع للشيوعية والفاشية حتى بين المثقفين فى الغرب الليبرالى حتى الأيام الحاضرة.

ويقول أنه يجب على واضعى السياسات أن يخطو خطواتهم بعناية قبل محاولة استمالة ما يسمون بالاسلاميين المعتدلين وعزل المتطرفين. ويستشهد بسياسة الولايات المتحدة فى أوروبا أبان الحرب الباردة، حيث وقعت شراكة بين واشنطن والاشتراكيين الفرنسيين ولكنها استبعدت الشراكة مع الإشتراكيين الايطاليين بعد ان تيقنت أنهم يميلون إلى موسكو.

فى المعارك الأيديولوجية الثلاث الكبرى فى الغرب، يقول أوين فى مرتين منهما لم يكن هناك فائز. وتجاوزت أوروبا الصراع الطائفى من خلال اعتماد نموذج العلمانية، مثلما حدث فى هولندا، فى خروج على البابوية أو حكم البروتستانتية. وأدت المعارك بين النظام الجمهورى والنظام الملكى إلى النموذج الهجين فى بريطانيا، لا ملكية مطلقة ولا الجمهورية الراديكالية. وفى المعركة بين الفاشية والشيوعية، فازت الليبرالية فى نهاية المطاف بهزيمة ألمانيا النازية وروسيا السوفيتية. لماذا..؟ يجيب «أوين» أن نجاح أو فشل الدول الرائدة أو القائدة هو ما يحدد كيفية يسير الصراع الأيديولوجي. فقد فازت الرأسمالية الأمريكية، على سبيل المثال، لأنه كانت ناجحة اقتصاديا ودولياً.

فى المعركة بين أنصار الدولة المدنية والإسلاميين، يقول أوين إن ايران الاسلامية وتركيا العلمانية بنطبق عليها القياس السابق حيث «دولة الريادة» فى تطبيق أيديلوجية بعينها. والمفارقة أن الدولتين لا تحظيان بثقة كبيرة فى المجتمعات السنية فى الشرق الأوسط التى تشكل الغالبية. ويعد كتاب أوين هو مجرد تحفيز على التفكير فى تشابك الأيديولوجية واختلاط الجهات المؤثرة مع المصالح الوطنية والمحلية بالنظر إلى مئات الأطراف الفاعلة فى الشرق الأوسط اليوم، من البربر فى شمال أفريقيا إلى الأكراد فى بلاد الشام ومن تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب إلى حزب الله فى لبنان، ناهيك عن الصراعات القبلية والإقليمية داخل البلدان.

الكتاب: مواجهة الإسلام السياسي: ستة دروس من ماضى الغرب

المؤلف: جون أوين

الناشر: مطبعة جامعة برينستون

الطبعة الشعبية: ٢٠١٦ ث

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق