بمجرد أن تشرق شمس أول أيام العيد، حينها تدب الحياة في الشوارع، ويتجمع الأطفال في عمر الزهور، والشباب جاءوا من أرجاء القرية، غلبت علي ملابسهم الملامح الريفية، بجلابيبهم الفضفاضة كل منهم يمسك بحبل دابته بيد، والأخرى تحمل عصا يسوق بها رأس أضحيته، وقد زينت أعناقها بشيلان بيضاء، وأخرى علقت عليها بالونات ملونة، كما تعزف الأغاني الفولكلورية والتى لن تسمعها سوى هنا، في قرية «قمن العروس» التابعة لمركز الواسطى ببني سويف.
ووسط أجواء احتفالية، يأتى الصغار ليطوفوا خلف الذبائح أرجاء القرية فيما يشبه موكب العرس، مرددين وراء صاحبها أناشيدهم المعهودة والغريبة ومنها يا علف اللحم السمين إحنا ولاد الجزارين.
وعن هذه المظاهر الغريبة يقول الحاج سيد أبو مدين جزار بالقرية: ورثنا هذه العادات عن أجدادنا وهو ما يميز القرية دون غيرها، وتتوارثها الأجيال عاما تلو الآخر ابتهاجا وفرحة وإرضاء للأطفال الذين يجدون ضالتهم فيها سواء بالسير خلف الماشية وإنشاد الأغاني أو تلطيخ أياديهم وأرجلهم بدماء الذبيحة، أما الهدف الرئيسي من ورائها فهو تعريف المستهلك بحالة الماشية المعدة للذبح، وطمأنته قبل الشراء، خاصة أن معظم الجزارين بالقرية يذبحون مواشيهم في الشارع أمام المارة نظرا لعدم توافر سلخانة.
رابط دائم: