رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

إبداعات تجمع بين العلم والفن

حنان النادى
أصبح الفن التشكيلى فى عصرنا الحديث يعتمد فى كثير من مجالاته على البحث العلمى وخاصة الاتجاهات الحديثة فى الفنون ذات التقنيات المختلفة، فاقترن الفن بالبحث العلمى ..

وأصبح الابتكار يتيح للفنان الباحث تقديم إبداعات فنية تجمع ما بين العلم والفن، ومن خلال هذا الموضوع نقدم نموذجا علي ذلك

ظلت الفنانة والباحثة الدكتورة إيمان وجدى، مدير وحدة ضمان الجودة بجامعة أسوان ، لسنوات فى عمل تجارب بغرض اكتشاف مادة ملائمة تستخدمها فى مجال المشغولات الفنية، وبعد هذا المجهود توصلت الفنانة لمادة مكونها الاساسى مادة البوليمر “الغراء الجيلاتينى الحيوانى”، مضاف معها عدة مواد أخرى، لتنتج فى النهاية، مادة يسهل تشكيلها، استخدمتها الفنانة فى مشغولاتها الفنية بدلا من مادة البولى استر المرتفعة السعر نسبيا. وتتحدث الفنانة إيمان وجدى عن خصائص هذه المادة قائلة: تتوافر مادة البوليمر الطبيعى بأسعار زهيدة وتمتاز بالمرونة عند التسخين فيسهل تشكيلها وتقبل عمليات الحذف والإضافة والثنى، كما أنها مادة شفافة سهلة التلوين بجميع أنواع الألوان المتوفرة فى الأسواق (الصبغات الشفافة، الملونات، المخضبات، والصبغات بأنواعها)، وبذلك تتيح لممارس الأشغال الفنية الحصول على ثراء لونى واسع النطاق لا يتحقق في ظل ارتفاع أسعار الخامات الطبيعية والصناعية، كما أنها لا تتأثر عند تعرضها للهواء والشمس مما يجعلها تحتفظ بكل خواصها مهما طال زمن التخزين، وتقبل الخامة مختلف أساليب التشكيل في حالة اللدونة قبل جفافها (الضغط في قوالب، الحبال، الحذف والإضافة...) وكذلك بعد جفافها تقبل التشكيل (التفريغ، التلوين، الحرق، الكشط، التدكيك، الحياكة التطريز) وتتمتع بخصائص تشكيلية مميزة مما يتيح فرص لعمل تكرارات لتصميمات منفذة بسمك وألوان مختلقة، وتتميز بالصلابة وقوة التماسك حتى يمكن استخدامها بفراغات العمل الفني أو في تجميع أجزائه المختلفة.

وعن تجربتها فى اكتشاف المادة تقول إيمان وجدى: أثناء الاعداد لرسالة الماجستير والتى كانت عن الجلود نصف الشفافة، كنت اذهب كثيرا إلى المدابغ فوجدت العاملين هناك يصنعون الغراء من السلاتة “باطن الجلد” فأخذت معى بعضا من شرائح الغراء وعكفت فى منزلى اقوم بعمل تجارب بإضافة عدة مواد مختلفة مع التسخين لعدة ساعات، وقد ساعدنى وجود شقيق لى صيدلى وشقيقة طبيبة أسنان، فاستعنت بكتب الفسيولوجى وقمت بعمل أشكال مستوحاة من جدار المعدة او الرحم او شكل الحويصلة الهوائية، بعدها عرضت المادة على الدكتورة زينب صبرة رئيس قسم الأشغال الفنية بكلية التربية الفنية “جامعة حلوان” والتى رحبت بالفكرة وارسلتنى لمركز البحوث بالدقى وقد ظللت لمدة عامين فى عمل تجارب بالمركز لقياس الصلابة والصلادة والمرونة والشفافية والإعتام إلى أن تحكمت فى نسب الإضافات والوقت المطلوب، وقد قمت بإجراء تجربة عملية أمام بعض أساتذة القسم بالكلية، الذين لم يقتنعوا بالمادة الجديدة، فقمت بتجهيز المادة أمامهم فى حمام مائى، وبعد الانتهاء وجفافها، قمت بإعادة تسخينها فظلت كما هى بدون اى تأثير او ذوبان.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق