رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

مهرجان الخمور .. استمرار لمسلسل الاستفزاز الإسرائيلى

خالد الأصمعى
مهرجان الخمور الإسرائيلى
اقامت شركات إسرائيلية مهرجانا للخمورعلى أرض مقبرة مأمن الله فى القدس، بدعم ومساندة من بلدية الاحتلال،

فى مشهد سنوى يستفز المشاعر الدينية للعرب والمسلمين عامة والمقدسيين خاصة من سكان البلدة القديمة وحى سلوان وباب العامود والأحياء المجاورة للمقبرة لأنها تمثل تحديا صارخا لمشاعرهم وقامت شركات الخمور بتقديم بعض المشروبات مجانا للدعاية من جهة والتشجيع على إنجاح المهرجان الذى توافد عليه عشرات الآلاف من كافة ارجاء المدن والمستوطنات.

كما شاركت فى المهرجان سلاسل المطاعم العالمية وقدمت الطعام بأسعار زهيدة كنوع من التسويق والتشجيع على المشاركة، وقد اعتادت شركات الخمور فى اسرائيل على اقامة هذا المهرجان السنوى رغم التنديدات والتحذيرات من هيئة الأوقاف الإسلامية وهيئة كبار العلماء المسلمين.

بحسب الإعلانات المنشورة، ومنها على صفحة البلدية العبرية فى القدس، فقد تم عرض نحو 120 نوعًا من الخمور المحلية والعالمية على مدار يومين من الساعة السادسة مساء يوم 31 أغسطس وحتى منتصف ليل الأول من سبتمبر، حيث أحتسى المشاركون الخمور، وانطلقت حفلات الموسيقى الصاخبة بمشاركة الآلاف من الجمهور الإسرائيلى وفرق محلية وعالمية.

وأصدرت وزارة الإعلام الفلسطينية بيانا تستنكر فيه نشاط شركات الخمور الإسرائيلية ووصفته بالعنصرية السوداء، التى تطال حرمة الموتى فى مدافنهم، وخاطبت منظمات اليونسكو والمؤتمر الإسلامى لكشف عنصرية إسرائيل مطالبة بوقف هذا الإرهاب الشائن الذى لا يقيم أى وزن لحى أو ميت، ويتجاوز الكرامة الإنسانية، واعتبرتها خطوة تصعيدية خطيرة من قبل الإحتلال تجاه مدينة القدس، تأتى ضمن سلسلة الانتهاكات المتواصلة بحق المقدسات والمعالم الأثرية والتاريخية، وضمن سياسة الاحتلال الهادفة إلى دفن تاريخ المدينة وماضيها العربى والإسلامى وجزء من فكرة التهويد التى تتبعها إسرائيل فى كافة الاراضى المحتلة، مذكرة بأن مقبرة مأمن الله، تتعرض لتدنيس وتجريف مستمرين، ويسعى الاحتلال إلى تحويل جزء منها إلى سوق للخمور وحديقة للكلاب.

مقبرة ماميلا أو مأمن الله بمعنى ماء من الله أو بركة من الله هى واحدة من أكبر وأقدم المعالم الأثرية والوقفية الإسلامية فى القدس وفلسطين، وهى تضم رفاة العديد من الصحابة والمجاهدين والعلماء والصالحين منذ بداية الفتح العمرى وحتى بداية الاحتلال للمدينة عام 1948، واستكمال السيطرة عليها فى حرب 1967، وتبعد حوالى كيلومترين عن باب الخليل وتقدر مساحتها بـ 200 دونم ( كل ثلاثة دونم تساوى فدان) تضم المقبرة رفاة وأضرحة أعلام وصحابة وشهداء وتابعين مسلمين كثيرين، حيث دفنوا فيها منذ الفتح الإسلامى للقدس عام 636م، ومنذ احتلال القدس عام 1948 خضعت المقبرة للعديد من المخططات الإسرائيلية لطمس معالمها وتحويلها إلى مشاريعٍ عدة نفذ عدد منها، وتحول جزء كبير من المقبرة إلى حديقة عامة يقام فيها المهرجانات والاحتفالات اليهودية، وقد شقت الطرق فيها وفى الآونة الأخيرة بدأ العمل لإقامة العديد من المشاريع، منها إقامة «متحف التسامح» فوق مساحة قدرها 25 دونمًا وتم جرف جزء كبير من المقبرة ونبش قبورها، وحولت أجزاء كبيرة منها الى حديقة عامة تحت مسمى «حديقة الاستقلال»، بعدما جرفت وأزالت أغلب القبور، ولم يتبق منها إلا نحو 20 دونمًا، تتوزع فى وسط طرفها الشرقي، وبعض القبور فى أقصى طرفها الغربي.

وحسب موقع المركز الفلسطينى للاعلام أوضح رئيس الهيئة الإسلامية العليا فى القدس الشيخ عكرمة صبرى أن هناك محظورين فى إقامة مهرجان الخمور فى مقبرة مأمن الله، الأول أن الخمور محرمة فى ديننا الإسلامى وفى سائر الأديان الأخري، والمحظور الآخر أن المكان هو مقبرة مأمن الله، وهذا انتهاك لحرمة المقابر وقال ان الفعل ينم عن حقد دفين ومكر مدبر من نفوس احتلالية، وتسائل أليسوا هم الذين حرقوا مسجد إبطن وكتبوا عليه الشعارات العنصرية أكثر من مرة ؟ وهم الذين وضعوا قنبلة فى مئذنة مسجد الحج عبد الله فى حيفا وهم الذين أحرقوا مسجد البحر فى طبريا وهدموا جوانب وجدران مسجد السوق فى طبريا ايضا، وتابع هم الذين ألقوا القنابل الحارقة فى مسجد حسن بك فى يافا أكثر من مرة، وعلقوا رأس خنزير فى ساحته، وهم الذين اعتدوا على مسجد المجادلة فى عكا، وكتبوا الشعارات العنصرية على جدرانه وهم أصحاب الجرائم المتوالية المستمرة مَن نبش القبور وانتهك حرمات الأموات وبنى فنادق ومتاحف على رفات الموتى كما يحصل فى مقبرة القشلة فى يافا، وفى مأمن الله فى القدس وأقاموا عرض أزياء فى فندق حياة رجنسى على وقع آيات القرآن الكريم المرتلة بدلاً من الأغانى والقائمة تطول.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق