رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

خواطر مراسل
تحديات التنمية فى مرحلة ما بعد قمة «نيروبى»

نيروبي: زكريا عثمان
تواجه التنمية فى أفريقيا كثيرا من التحديات والعراقيل التى تحول دون تحقيقها أو على الأقل دون الاستفادة منها على الوجه الأمثل.

ويعد من أبرز هذه التحديات تدنى الأسعار العالمية للسلع والمواد الأولية وخاصة الافريقية وتدهور الأنظمة الصحية بالقارة وتفشى الأمراض المعدية بها وتزايد خطر التطرف والهجمات الإرهابية والصراعات الدامية وتصاعد موجة الراديكالية فى الكثير من مجتمعاتها، وهو ماجعل «إعلان وخطة عمل نيروبى تهتم بإبراز تلك المعوقات وتطرح حلولا فاعلة وجادة لها يتم السعى لتنفيذها فى مرحلة ما بعد قمة تيكاد نيروبى 2016 وحتى القمة المقبلة عام 2019.

يرى المراقبون أن دول القارة السمراء لن تقوى على تطوير نفسها وتحسين أدائها ورفع مستوى نموها وتطوير معدلات دخل أبنائها خلال الفترة المقبلة وحتى عام 2019 مالم تبتعد تماما عن الاعتمادية الكلية على بيع وتصدير السلع والمواد الأولية كرافد أساسى يسهم بنصيب الأسد فى إجمالى ناتجها المحلى وموارد دخلها القومي. وتضمنت «خطة عمل نيروبي» لمجابهة هذا المعوق بندا أساسيا يؤكد ضرورة تحفيز التحول الهيكلى للاقتصاديات الافريقية فى فترة ما بعد قمة نيروبى من خلال تنويع مصادرها وتوجيهها إلى التصنيع لتصبح قادرة على تحويل هذه المواد الأولية إلى منتجات وطنية تصدر بعضها وتطرح بعضها الآخر فى السوق المحلية لها، بما يساعد على رفع معدلات النمو المنخفضة بها وتوفير فرص عمل لأبنائها.
وفى سبيل تحويل الاقتصاد الافريقى إلى التصنيع والتنويع ينبغى التركيز خلال الأعوام القليلة المقبلة على الاستثمار فى مجالات البنية التحتية عالية الجودة كبناء الموانئ والمرافق والطرق والكبارى من ناحية والاستثمار فى مجالات الطاقة المتجددة وسلاسل المنتجات الغذائية، بما يؤدى إلى توفير فرص عمل ووظائف من خلال تفعيل مبادرة «تعليم الأعمال فى القارة الأفريقية.

وفيمايتعلق بمخاطر تدهور النظم الصحية وتفشى الأوبئة والأمراض المعدية والتى تعد أحد أكبر معوقات التنمية وتحدياتها فى القارة الافريقية. أوضح الخبراء والعلماء والباحثون أن تحسين الصحة العامة يمكن أن يتم عن طريق تحفيز النظم الصحية الهادفة إلى تحقيق جودة الحياة وخفض معدل الوفيات باعتبارها أحد أسمى الأهداف لمرحلة ما بعد قمة تيكاد نيروبي.
وللوقاية والرعاية، ناقش المتخصصون وفور انتهاء القمة مجموعة من الوسائل التى تهدف إلى تطوير وتحسين ومحاكاة أفضل وسائل ونظم التغطية الصحية العالمية وبما يتماشى مع ظروف كل دولة أفريقية على حدة.

كما بحثوا أيضا أبرز السبل للكشف المبكر عن الأمراض والأوبئة وسبل الوقاية منها.وباتفاق الجميع، يتمثل المعوق الأساسى والأول لتنمية قارتنا فى خطر الإرهاب وانتشار الفكر التكفيرى والمتطرف، فضلا عن تفجر الصراعات الدامية الناجمة عن أسباب وداوفع عرقية أو طائفية أو سلطوية أو غيرها. ويستلزم حل هذا الإشكالية تحفيز الاستقرار المجتمعى المفضى إلى الرخاء المشترك والمبنى على ضرورة استتباب الأمن العام وعلى تعميق القناعة الذاتية لدى كل فرد افريقى بما لديه من فرص عمل ودفعه إلى تحمل مسئولية أخلاقية ومجتمعية تحول دون انزلاقه فى تبنى أفكار راديكالية من أى نوع أو الوقوع فى براثن الإرهاب أو التكفير الأعمى غير المبرر.
وهكذا يأمل الكثيرون فى فترة مابعد قمة تيكاد نيروبى فى وضع كافة المقترحات والأطروحات والتوصيات والقرارات المنبثقة عن البيان الختامى فى حيز التنفيذ وإيجاد الآليات اللازمة لذلك. ويقع القدر الأكبر من المسئولية فى تحقيق ذلك الأمر على كاهل الدول الافريقية التى تعد وبامتياز المعنية بتحويل هذا الطرح أو ذاك إلى إنجاز يحسب لها ويحسن من وضعها ويعود مردوده بالخير على أبنائها وشعوبها.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق