مع بدء العد التنازلى لحسم معركة السباق الرئاسى الأمريكى بين المرشح الجمهورى دونالد ترامب ومرشحة الحزب الديمقراطى هيلارى كلينتون فى نوفمبر المقبل نشطت حرب المعلومات الالكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعى «سوشيال ميديا» وأصبحت أكثر ضراوة وتأثيرا على الحملات الانتخابية لمرشحى الحزبين ،وهو ما جعل وسائل الدعاية الانتخابية الحالية تختلف تماما عن تلك التى كانت متبعة فى حملات الرئيس باراك أوباما الذى يستعد لمغادرة البيت الأبيض خلال الاسابيع القليلة القادمة .
جاء ذلك عبر مائدة مستديرة نظمتها السفارة الأمريكية بالقاهرة خلال «فيديو كونفرانس» جمع بين ممثلى صحف ومواقع مصرية والخبير الانتخابى بروفيسور ستيفن روبرتس أستاذ الإعلام بجامعة جورج واشنطن ورئيس مكتب نيويورك تايمز السابق فى العاصمة الأمريكية واشنطن، بحضور الملحق الاعلامى برايان سكوت وعدد من أعضاء السفارة والباحثين فى الشأن الأمريكى .
وقال روبرتس ردا على سؤال لـ «الأهرام» حول تأثير حرب الشائعات التى تطلقها « السوشيال ميديا» على الانتخابات الأمريكية أن وسائل التكنولوجيا الحديثة تستخدم لمساعدة المرشحين فى حملاتهم الانتخابية وسرعة وصول المعلومة وردة الفعل عبر «فيس بوك وتويتر» ،الا انه يتم استغلال هذه الوسيلة فى الوقت ذاته للترويج للشائعات التى تنتشر بسرعة رهيبة على الفيس بوك ،والتى من شأنها أن تؤثر على المرشح، وهناك الكثير من الشائعات التى يطلقها ممثلو الحملتين عبر وسائل التواصل الالكترونية وأشهرها» الفيس بوك والانستجرام وتويتر» لنيل كل مرشح من الآخر وقد ازدادت حدتها مع قرب موعد الانتخابات.
وأضاف أن عدد مستخدمى الـ «فيس بوك» حاليا يتخطى الـ 2 مليار ، وهو ما يؤكد قوة تأثير «السوشيال ميديا» على شعوب العالم ، وفى الانتخابات الأمريكية توظف هذه الوسيلة لترسيخ رسائل للناخبين عبر فيديوهات موجهة على «اليوتيوب» للتواصل معهم بشكل حى ومباشر.
وأوضح الخبير الانتخابى الذى قام بتغطية 30 حملة انتخابية فى الولايات المتحدة الأمريكية أن وسائل التواصل الاجتماعى الحديثة لا تستطيع التأثير على عقل وقرار الناخب الأمريكي، الا انها تقوم بتسهيل عملية التواصل الكترونيا وسرعة نشر المعلومات اكثر من السابق ،الى جانب تنظيمها للعملية الانتخابية ، وهو ما يسهل الأمر على الناخب والمرشح فى كل الولايات الأمريكة.
وذكر روبرتس وفقا لاستطلاعات الرأى ان فرص هيلارى كلينتون للفوز فى انتخابات الرئاسة الأمريكية أعلى من منافسها الجمهورى ترامب رغم انه يملك قاعدة تصويتية عريضة ، مدللا على ذلك بان 53% من الناخبين الأمريكيين من النساء ويفضلن التصويت للديمقراطيين. لافتا ايضا الى وضع كلينتون كوزيرة سابقة للخارجية الأمريكية فى الفترة الرئاسية الأولى لأوباما أتاحت لها الخبرات والفرص، ودعمت موقفها الحالى كمرشحة للرئاسة ،كما انها خلال حملات الرئيس أوباما الانتخابية كانت تجمع له الأصوات والمال وهو ما جعلها تملك معلومات و قاعدة بيانات عريضة «داتا» ،حول الناخبين الذين يتفقون معها والمتطوعين من ارقام هواتفهم المحمولة وبريدهم الالكترونى وحساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى ،كما انها تملك أيضا قدرة التاثير عليهم ليتوجهوا لصناديق الاقتراع لانتخابها بحكم ممارستها الطويلة للعمل الانتخابي. ولكنه قال ان دونالد ترامب بالمقابل قد تفوق على هيلارى كلينتون تكنولوجيا ولاسيما فى استخدام حملته لـ «تويتر» فقد حصد أكثر من 7 ملايين متابع،كما انه نجح فى الوصول لشريحة كبيرة من الناخبين الأمريكيين بحكم خبرته السابقة فى الاعلام والبرامج التليفزيونية من خلال تعامله مع الجمهور.
وقدم بروفيسور روبرتس تحليلا سريعا حول شخصية المرشحين قال إن مشكلة ترامب هى شخصيته التى تتسم بالحدة والعصبية والتمسك بآرائه وعدم المرونة ،كما انه يحب جدا رؤية اسمه فى الملصقات والاعلانات على طريقة «البرندات» الشهيرة، أما كلينتون فلديها مشكلة كبيرة هى وزوجها انهما غير صادقين ودائما يخفيان شيئا بداخلهما ،وهذه عيوب جوهرية فى شخصية المرشحين هيلارى وترامب، وقال: «الناخب الأمريكى ينتخب فى النهاية من يثق به».
رابط دائم: