رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
وقبل ساعات من إعلان دونالد ترامب خطته التى يعتبرها أساس برنامجه كرئيس، وهى الخطة الاقتصادية التى أطلق عليها إسم «أمريكا أولا»، والتى وصفتها هيلارى كلينتون بأنها مكررة وتصب فى صالح الأغنياء فقط ولا تساعد الغالبية العظمى من الأمريكيين، إلا أن ترامب فوجىء بمنافس غير متوقع هو إيفان ماكمولين، العميل السابق فى المخابرات المركزية الأمريكية، والذى عمل مؤخرا مستشارا سياسيا للحزب الجمهورى فى شئون الكونجرس، وهو يعلن خوضه سباق الإنتخابات الرئاسية مرشحا مستقلا، وقال إنه يريد للأمريكيين الغاضبين اختيارا مختلفا، وأنه يرفض الاثنين ترامب وهيلارى. وقال ماكمولين فى تصريحات له إن ترامب مثير لمخاوف الأمريكيين وإنقسامهم، وأنه يعد تهديدا حقيقى للولايات المتحدة. فى حين اعتبر هيلارى كلينتون المرشحة الديمقراطية سياسية فاسدة. ويأتى ذلك بعد انتقاد عدد من قادة الحزب الجمهورى لدونالد ترامب ومنهم، جون كاسيتش حاكم ولاية أوهايو، الذى صرح بأن ترامب فى حاجة إلى التغيير ليصبح أكثر جدية، مؤكدا أن تصريحات ترامب لا تتحلى بأى قدر من المسئولية، وكان كاسيتش قد صرح من قبل بأنه لم يقرر حتى الأن لمن سيعطى صوته فى انتخابات الرئاسة. فى حين قال السيناتور الجمهورى بولاية أريزونا جيف فليك، أن ترامب يجب أن يكون أكثر حرصا على أصوات الناخبين فى أريزونا، وهى الولاية التى لم يفز بها الديمقراطيون منذ عام 2000، ولكنه يتوقع أن تفعلها كلينتون فى الانتخابات القادمة. وقد أثار إيفان ماكمولين الإهتمام به، خاصة أنه ليس شخصية هامشية، فقد عمل فى الخطوط الأمامية فى الحرب على الإرهاب، فى جنوب آسيا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط، خلال أحد عشر عاما من عمله فى المخابرات المركزية. ويقول ماكمولين إن الأمريكيين فى سنة واحدة فقدوا الثقة فى المرشحين المتنافسين، مؤكدا أن الوقت قد حان لتواجد جيل جديد من القيادات، وأن الأوان لم يفت بعد لكى نفعل الشىء الصحيح، ولأن أمريكا تستحق من هو أفضل من الإثنين ترامب وهيلارى، وأضاف قائلا «إننى بكل تواضع أقدم نفسى كقائد يمكنه أن يعطى الأمريكيين المستائين إختيارا أخر للرئيس. ويقول المراقبون إنه من المستحيل الأن أن يكسب ماكمولين أغلبية من أصوات الناخبين، بعد أن رشح الحزب الجمهورى ترامب رسميا، لكنه يستطيع أن يجذب قطاعا كبيرا من الجمهوريين بعيدا عن ترامب، ممن كان يمكن أن يعطوه أصواتهم، خاصة بعد تدهور شعبيته، وبالتالى تخريب فرص ترامب فى الوصول إلى البيت الأبيض. وتقول صحيفة «التايمز» البريطانية فى أكثر من تقرير لها، إن ماكمولين يتمتع بتأييد مجموعة من رجال الأعمال المقربين من المرشح الجمهورى السابق لانتخابات الرئاسة عام 2012 ميت رومان. وقد وصف جو سكاربرو العضو السابق فى الكونجرس ماكمولين بالورقة القوية، وأنه يستطيع أن يكون قادرا على إغراق حملة دونالد ترامب المترنحة. وكان ترامب فى خطاب له فى ديترويت مؤخرا قد فوجىء بالمتظاهرين يقطعون عليه الاستمرار فى خطابه عشر مرات رافضين له ولترشحه. وقد أظهر إعلان ماكمولين ترشحه الإحتجاجى، الإنقسامات داخل صفوف الحزب الجمهورى، فى وقت كان ترامب يحاول فيه إقناع حزبه المنقسم على نفسه بالوقوف وراءه ومساندته. إن ماكمولين اقتحم السباق الإنتخابى فى وقت تراجعت فيه نسبة القبول لترامب، ليصبح متراجعا عن هيلارى ب22 نقطة، بعد أن أظهرت الاستطلاعات الأخيرة حصول ترامب على 34 نقطة مقابل 46 نقطة لهيلارى. إن ما فعله ماكمولين ألقى الضوء على إقتناع عدد كبير من المحللين الأمريكيين، بناء على تقديرهم لإتجاهات الرأى العام، بأن الإثنين المتنافسين ليسا مقبولين من الناخبين.