رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

«حماة الديار».. فصيل مسلح جديد فى لبنان

> بيروت ــ عبداللطيف نصار
«حماة الديار» حركة ظهرت في شمال لبنان منذ عامين وتثير التساؤلات المريبة حول هدفها وظروف إطلاقها والجهات التي تقف وراءها، فهل هي محاولة لاستنساخ تجربة ميليشيات الحشد الشعبي بالعراق،أم أنها نسخة مكررة من سراي المقاومة التابعة لحزب الله التي تنتشر في ربوع لبنان بحجة مساندة المقاومة لتكون ظهيرا شعبيا لها،وهل هي حركة مدنية أم مسلحة،وماردود الفعل التي أثارتها؟

«حماة الديار» حسب معارضيها موجودة في شمال لبنان ويترأسها رالف الشمالي، وتزعم أنها حركة مدنية، ولكنها نشرت في صفحتها على فيسبوك، مقاطع فيديو مؤيدة للجيش ودعوات لأنشطة برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي وأناشيد تدعو للثأر من الإرهابيين، بالإضافة صور تدريبات عسكرية ما يؤكد أنها ليست مدنية،خاصة وأنها نشأت في الشمال حيث طرابلس كبري مدن شمال لبنان والأغلبية السنية والصراع العلني بين العلويين في جبل محسن والسنة في باب التبانة،وكذلك مدينة عرسال ذات الأغلبية السنية،التي تشهد قتالا عنيفا في جرودها بين الجيش اللبناني وحزب الله من ناحية وبين داعش والنصرة من ناحية أخري.

يري البعض أن هذه الميليشيا الجديدة،ماهي إلا فصيل شقيق لسرايا المقاومة التابعة لحزب الله المصنف جماعة إرهابية، لاسيما أن علامات الاستفهام تكثر حول ظهورها المفاجئ وعلاقتها بالجيش اللبناني،حيث ترفع الحركة شعار دعم الجيش في العلن، مع أنها تتلقى دعما وتدريبا من أحزاب سعت في السنوات الأخيرة إلى ضرب الجيش.

ويخشي معارضو الحركة من تحولها إلي مايشبه تجربة الحشد الشعبي العراقي الموالية لإيران، لتكون ضد أهل السنة في الشمال حيث الأغلبية السنية والمسيحيين وقلة علوية في جبل محسن بطرابلس، حيث إن أغلب أفرادها من العلويين.

وبمجرد ظهور الحركة إلي العلن ،أصبحت محور حديث السياسيين ورجال الدين في شمال لبنان لمدة شهر تقريبا، حتى أتى وزير الداخلية والبلديات الى قلب طرابلس وأكد أنه سيطلب من مجلس الوزراء حل هذه الجمعية.

قائد الحركة هو رالف شمالي شاب ثلاثيني أسس «حماة الديار» برفقة 25 شخصا كانوا معه في الجامعة، وهي تأسست من دون دفع من أحد ولا رغبة من أي فريق سياسي أو عسكري أو ديني.

وأثار مكتب الحركة في طرابلس ريبة رجال الدين في المدينة، وذلك بالرغم من وجود العشرات من أبناء المدينة الذين يقاتلون إلى جانب التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق، وحتى اليوم قتل منهم العشرات في عمليات إنتحارية، وبعد تهديدات كثيرة تلقاها منتسبو الحركة في طرابلس ،بالقتل والذبح، قام شمالي بحل المجموعة في طرابلس عبر تقديمهم استقالاتهم حفاظا على أرواحهم.

يقول شمالي لوسائل الإعلام اللبنانية إن النعرة الطائفية تتصاعد من طرابلس ، حيث التيارات السلفية، وهناك حصلت المعارك مع الجيش اللبناني في منتصف 2014، وأول حملة شنت على الجمعية أتت من الشيخ داعي الإسلام الشهال مؤسس السلفية الجهادية في لبنان، وتبعه المطلوب شادي المولوي والمحامي طارق شندب، والنائب معين المرعبي المعروف بسياسته التاريخية والوطنية،ويؤكد شمالي أن الحركة داعمة للمؤسسات اللبنانية وهي حركة وطنية عابرة للطوائف ، وهذا الأمر هو الذي أرعب هؤلاء ،لأن هذه الحركة مخيرة وليست مسيرة.

ويؤكد شمالي أن الحركة لاتتلقي تمويلا من أي فريق ،ومصدر تمويلها الوحيد هو مبلغ 10 دولارات شهريا ثمن الاشتراك من المنتسبين ،وذلك لدفع إيجارات المكاتب،وقد أصبح عدد المنتسبين لحماة الديارأكثر من 4000 شخص ، وقد وصلت الجمعية إلى هذا الرقم من المنتسبين الملتزمين في سنة ونصف السنة، وفي حال استمرت على هذا النهج فهي ستتوسع أكثر، وبين هؤلاء شبان وشابات من كل الأحزاب والطوائف وبعضهم لديهم مسئوليات في أحزابهم، والإتفاق الأساسي بين المنتسبين أن الجميع يريد الجيش اللبناني لضمان حياتهم وحياة أولادهم،فمنتسبو»حماة الديار» يخدمون الجيش اللبناني عبر التوجيه، وخصوصا الشبان من عمر الـ15 وما فوق للمؤسسة العسكرية، بدل التحمس لحركات متطرفة، ولكي يتشجعوا على الانخراط في المؤسسة العسكرية وخدمة الوطن. ويرد شمالي علي رغبة وزير الداخلية بحل الجمعية قائلا لا يستطيع أحد حل الجمعية لأنها قانونية وتعمل ضمن الترخيص، ولم يحصل التعدي على الترخيص يوما،لأن كل ما تفعله الحركة هو ضمن الترخيص الممنوح لها من وزارة الداخلية، والذي يتضمن بندا يقول «يسمح لحركة حماة الديار القيام بنشاطات عسكرية بعد موافقة مسبقة من قيادة الجيش»، وهذا البند وقع عليه وزير الداخلية.

ولكن ماعلاقة قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي بـ«حماة الديار»؟

منذ تأسيس الحركة ، لم يكن قائدها رالف شمالي على علاقة بقائد الجيش ، ولكنه التقى قائد الجيش مرتين فقط، ،ويشدد شمالي أنه يحترم قهوجي لأنه لم يرفض يوما طلبا للجمعية لإقامة نشاطات مشتركة مع الجيش اللبناني في الثكنات او مع موسيقى الجيش لإقامة اللحمة.

ويرفض شمالي كل الاتهامات الموجهة للحركة في طرابلس بأنها «حشد شعبي» مثل العراق ،ويرجع اتهامات رجال الدين في طرابلس للحركة لخوفهم بعدما شعروا أن قسما كبيرا من الشارع السني مال نحو الحركة وسار نحو الانفتاح الفكري وتقبل الآخر والابتعاد عن التطرف،والمشكلة الأساسية هي أن المعترضين لا يريدون التحرر الطائفي ويرغبون بالإبقاء على الطائفية، بالرغم من أن محاربة الإرهاب تكون عبر كسر الحاجز الطائفي بين الطوائف، وعندما يحصل الانفتاح يتم إنقاذ لبنان، لأن الارهاب هو عقائدي ديني متشدد،مؤكدا أن الشباب من السنة يشكلون مانسبته بين60 %الى 70% من أعضاء حماة الديار.

قناة الجديد اللبنانية أذاعت تقريرا حول «حماة الديار» واصفة إياها بأنها فصيل مسلح جديد يهدف إلى دعم الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية اللبنانية.

وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق علق على ملف جمعية حماة الدياروهو في زيارة لطرابلس مطلع هذا الشهر بالقول: «لا تحمى الديار بالمزيد من القوى المسلحة غير الشرعية ونحن سنتقدم بطلب للحكومة لإلغاء الترخيص المعطى للجماعة».

ولاقي تصريح المشنوق ارتياحا داخل الأوساط الإسلامية والسنية في طرابلس، كما أن القيادات الطرابلسية في الحركة، سارعت إلى تقديم إستقالاتها.

زعيم الدروز النائب وليد جنبلاط قال عبر صفحته علي أحد مواقع التواصل الاجتماعي : « من الذي اخترع بدعة «حماة الديار»؟،مؤكدا أن «الجيش وحده يحمي الديار لسنا بحاجة إلى هذه البدعة الجديدة»،وغدا تحت شعار حماة الديار ستخلق ميليشيا جديدة سموها كما شئتم وستوزع رخص سلاح على جميع أنواع الشبيحة».

النائب السني معين المرعبي قال عبر التليفزيون إن «حماة الديار» يرعاها حزب الله وأشخاص بالدولة كقائد الجيش العماد جان قهوجي.

مؤكدا «إذا كان قائد الجيش يريد انشاء ميليشيا فماذا نترك لغيره؟ وهل يجوز لمن يحمي البلد إنشاء ميليشيا؟».

فهل تستمر حركة «حماة الديار» في نشاطها لتزيد الشارع اللبناني احتقانا وانقساما وسط خوف متزايد لدي السنة من سلاح حزب الله الذي خرج خارج حدوده ليقاتل في سوريا والعراق،ومن سلاح ميليشيا جديدة مسلحة بالرغم من حصولها علي موافقة مسبقة من وزارة الداخلية ،وعلي علاقة جيدة بالجيش اللبناني،ويمثل السنة في صفوفها مابين 60-70%،أم أن قادة السلفية الجهادية شمال لبنان يضخمون الأمور لأنها ضد مصلحتهم في تبني وجهة نظر داعش والنصرة،أم سيتخذ مجلس الوزراء المنقسم علي نفسه خطوة جريئة ويلغي تصريح جماعة مصرح لها بالإنشاء وتتخطي الطائفية والمذهبية في بنيتها،ام تستمر الحال كما هي عليه مثل كل شئ في لبنان؟.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق