الهدوء .. لون الزرع .. رائحة الجدران العتيقة .. كل ركن من أركان المكان تنقلك قرونا إلي الوراء و كأنك بطل أحد الحواديت القديمة، تتجول بين طرقات القصر و سراياته، وترى أطياف الملوك و الأمراء تحوم حولك.. تستمع إلي حكاياتهم و ضحكاتهم، ومن بعيد يأتي صوت الموسيقي الناعم ليتناغم مع فخامة المكان و سحره.. إنه قصر محمد علي بالمنيل .. أحد أكثر القصور فخامة ، تجعلك تلهث من روعة زخارفه وألوانه.

بناه الأمير محمد علي توفيق علي مساحة 14 فدانا ، وقد كانت جميع تصميمات القصر لهذا الفنان الأمير و أشرف بنفسه على تنفيذه منذ عام 1903 و حتى 1937 ، و ما يثير في النفس الشجون أن القصر بكل إبهاره و إتقانه نفذ بأيدي مصريين وليس مهندسين أوروبيين كما في بعض القصور . شيده الأمير على الطرز الإسلامية من عثمانية و أندلسية و مغربية و شامية ، و تنوعت فيه السرايات ولكل منها قصة، فنجد سراي العرش تحتوي علي لوحات لأفراد الأسرة العلوية و لوحات لمناظر طبيعية لمصر بريشة الفنان التركي « هدايت » ،أما الطابق الثاني فيضم غرفة الأوبيسون ، وجميع جدرانها و أثاثها مغطي بنسيج الأوبيسون المصنع في فرنسا ، و هناك برج الساعة و المتحف الخاص الذي يضم التحف الثمينة و المخطوطات النادرة التي جمعها الأمير من جميع أنحاء العالم، وهناك سراي الإقامة و القاعة الذهبية و المسجد الأثري الذي اهتم به اهتماما خاصا في عمارته بصورة لم نشهدها في مسجد من قبل .
رابط دائم: