احذرى ابتلاع الأطفال أجساما غريبة

د. جمال السعيد، أستاذ جراحة الأطفال بطب الأزهر، يوضح، أن 98% من ابتلاع الأطفال الأجسام الغريبة يكون بصورة عرضية مثل العملات المعدنية، أجزاء المجوهرات، البطاريات القلوية، الإبر، الدبابيس أو المفاتيح الصغيرة، ومن حسن الحظ أن معظمها يمر عبر القناة الهضمية دون تدخل طبى ونحو 10% إلى20% يحتاجون إلى منظار للمرىء والمعدة بينما 1% فقط يحتاج إلى تدخل جراحى. لكن هناك نوعاً جديداً من الأجسام الغريبة وهى الأخطر على حياة الأطفال وهى كرات الكريستال الزخرفية الصغيرة التى تجذبهم بأشكالها وألوانها المختلفة والتى تستخدم كديكور فى تزيين المنازل والمكاتب فيلتقطها الأطفال ثم يبتلعونها، وتتكون هذه الكريات الصغيرة الحجم ( 1-4 مم) من البوليمرعالى الامتصاص (SAP) لذلك فإنها عندما تلامس محلولاً مائياً فإنها تمتص الماء 500 مرة من وزنها وتنتفخ من 30 إلى60 مرة من حجمها الأصلى، وقد يؤدى ذلك إلى مضاعفات خطيرة مثل انسداد بالأمعاء الدقيقة، ثقب بالأمعاء، التهاب بريتونى حاد، وقد تؤدى إلى الوفاة إذا لم يتم التشخيص والعلاج مبكرا.

وأخيرا نشرت مجلة ِِِِِِِ«جراحة الأطفال» الدولية بحثا أشرف عليه الدكتور جمال السعيد، أكد فيه أن حالات ابتلاع كريات الكريستال الهلامية تحتاج إلى التشخيص المبكر للتأكد من الحالة حيث كانت كل الحالات التى عولجت لم يكن الآباء على علم بابتلاع أطفالهم لهذه الكرات أو الأجسام الغريبة عموما، وعمل منظار لاستخراجها بصورة عاجلة حتى لا تؤدى إلى مضاعفات قد تودى بحياة الطفل.. كما يجب توعية الآباء عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة لعدم استخدام تلك الكرات فى ديكورات المنازل التى قد يوجد فيها الأطفال حتى لا تكون فى متناول أيديهم.

وأضاف أن البحث اشتمل على ثلاث حالات تراوحت أعمارهم بين 7 و12 شهرا، كانوا يعانون قيئا مستمرا وانتفاخا بالبطن وكانوا يعالجون على أنها نزلات معوية فتعرض أحدهم لكى جدار البطن اعتقادا من أهله أنه سيزيل هذا الانتفاخ وبعد الكشف وعمل التحاليل اللازمة والأشعات تبين وجود أجسام غريبة هلامية مسببة الانسداد المعوى فتم عمل استكشاف بالبطن واستخراج هذه الأجسام.. وبعد تحسن حالات الأطفال الصحية خرجوا جميعا بصحة، حالة أخرى طفلة 9 أشهر، كانت تعانى نوبات متكررة من القىء، وبالكشف الطبى عليها وبعد عمل الأشعة السينية على البطن أظهرت علامات انسداد معوى، وبعد عمل الموجات فوق الصوتية والأشعة المقطعية والرنين المغناطيسى على البطن تبين وجود جسم كروى شفاف يملأ تجويف الإثنى عشر مسببا انسداده كاملا. والآن وبعد قراءة هذه السطور.. هل ستتركين طفلك مرة أخرى يكتشف العالم من حوله من خلال فمه وابتلاعه أشياء قد تودى بحياته؟