رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

اليابان ترسم ملامح تواجدها فى القارة السمراء

نيروبى: مروة توفيق
كف ممتده لتضم العالم كله، تحمل افريقيا واليابان معًا على شكل رقم ستة، تتوسطه افريقيا باللون الاخضر الساطع رمز النماء والخير، ويتزين طرفه الشرقى بثلاثة الوان تمثل العلم الكيني، فالاخضر يرمز للزراعة، والاسود يمثل الشعب الكيني، اما اللون الاحمر فيرمز للنضال والدماء التى اريقت ثمناً للحرية.

هذا هو شعار قمة التيكاد السادسة التى تعقد لاول مرة منذ اطلاق مؤتمر طوكيو الدولى لتنمية افريقيا قبل 23 عاما فى القارة الافريقية.

وقد جاء الشعار ـ الذي تم اختياره بعناية من بين 20 نموذجا صممه طلبة الفنون التطبيقية بالجامعات الكينية - معبراً فهو يجسد قدرة افريقيا، وعلى وجه الخصوص نيروبي، على إستضافة المشاركون فى قمة التيكاد كماان له دلالة اخرى وهى ان القارة السمراء تمتلك مقومات الشراكة على قدم المساواة وان الشريك اليابانى يحترم رغبة الافارقة فى تناوب استضافة هذا الحدث كل ثلاث سنوات مع طوكيو.

يرجع السبب فى اختيار كينيا لاستضافة هذا الحدث الى ان نيروبى هى اكبر دولة تتلقى مساعدات من اليابان فى افريقيا جنوب الصحراء حيث حصلت وحدها على 4،5 مليار دولار من 32 مليار دولار قيمة المساعدات التى تعهدت بها اليابان فى قمة التيكاد السابقة، وتقوم طوكيو بدعم تنفيذ 16 مشروعا تنمويا فى قطاعات الزراعة و الطاقة ، فضلا عن تطوير ميناء مومباسا الذى يخدم حركة التجارة فى كينيا ويخدم منطقة شرق افريقيا كلها.

كما ان كل من نيروبى وطوكيو يحتفلان هذا العام بمرور 50 عاما على اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وحققت اليابان حتى الان 67% من المستهدف لهذة التعهدات التى ينتهى العمل بها وفقا لخطة عمل يوكوهاما العام المقبل وتشمل قطاعات البنية التحتية، والنقل والطاقة خاصة الكهربائية حيث ينشط القطاع الخاص اليابانى فيها بشكل واضح.

وهناك مشاريع تعاون ثلاثية تنفذها اليابان فى عدد من الدول الافريقية بالشراكة مع دول اخرى مثلما هو حادث فى غانا مع كل من نيجيريا وجنوب افريقيا وكذلك فى المغرب تنفذ مشروعات لتوليد الطاقة والاستثمار فيها بالتعاون مع الشركات الفرنسية.

وتعتبر مصر هى ثانى اكبر دولة فى افريقيا من حيث تواجد الشركات اليابانية بعد جنوب افريقيا اذ تعمل بالقاهرة 50 شركة اغلبها فى قطاعات النقل كالسيارات والمعدات فضلا عن الطاقة فى حين يبلغ تواجدها فى جوهانسبرج 150 شركة.

ولكن يؤخذ على اليابان عدم انخراط رجال الاعمال بقوة فى التجارة مع افريقيا اذ لايتعدى حجم التبادل التجارى بين اليابان وافريقيا 30 مليار دولار وهو رقم هزيل للغاية اذا ماتم مقارنته مثلا بالصين التى تتعدى تجارتها مع القارة 220 مليار دولار.

وهو مايفسر حرص رئيس الوزراء اليابانى شينزو ابى على اصطحاب 150 رجل اعمال، و اقامة معرض خاص للمنتجات اليابانية، فضلا عن منتدى رجال الاعمال الافريقى اليابانى الذى يعقد على هامش قمة التيكاد بهدف اتاحة الفرصة للشركات اليابانية على تعزيز وجودها فى القارة والتعرف على الامكانات والموارد التى تزخر بها القارة.

ويرجع يوشيزاوا كى مستشار مدير ادارة افريقيا بالجايكا عزوف رجال الاعمال اليابانيين عن الاستثمار فى افريقيا الى الجهل بالقارة والاعتماد على الصورة السلبية التى يصدرها الاعلام، الى جانب طبيعة الشخصية اليابانية التى لاتريد المخاطرة لذلك فهى تاخذ وقت فى دراسة اى مشروع تقبل عليه خاصة ان الحكومة لاتتحمل المخاطر وانما تتحمل جزء منها عن طريق نيكس وهى احدى شركات التامين الحكومية المسئولة عن تغطية مخاطر التجارة والاستثمار.

ويلفت يوشيزاوا كى الى ان الوضع يختلف بالنسبة لبكين حيت تتحمل الحكومة الصينية كافة انواع المخاطر على الاستثمارات، كما انها تجلب معها العمالة و لاتستعين بالافارقة فى حين طوكيو تحرص على اشراك الافارقة فى مشروعاتها على حسب تعبيره.

والموضوع الرئيس الذى تعقد تحته القمة يومى 27 و28 اغسطس الجارى هو التصنيع وهو يتفق مع اجندة التنمية الافريقية. فوفقا لنائب رئيس المفوضية الافريقية ارستوس موانشا ان قمم التيكاد السابقة كان ينقصها وجود اجندة افريقية واضحة، والان بعد ان وضع القادة الافارقة اولويات خطة تنمية القارة خلال الـ50 سنة المقبلة، وتبحث القمة كيفية تعزيز التعاون والشراكة بين الدول الافريقية واليابان فى اطار اجندة 2063 حتى تلبى طموحات وتطلعات ابناء القارة.

وبحسب ايجوشى هيديو مدير ادارة افريقيا بالوكالة اليابانية للتعاون الدولى جايكا ان قمة التيكاد تركز على ثلاثة محاور تنويع الاقتصاد الافريقى لمواجهة التحديات الخاصة بانخفاض اسعار البترول، مواجهة موجة التطرف والارهاب التى تتعرض لها القارة واخيرا مكافحة الامراض من خلال تعزيز الرعاية الصحية فى القارة.

ويحضر القمة ستة الاف شخص يمثلون 55 دولة افريقية بالاضافة للامم المتحدة، البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة والبنك الدولى وبمشاركة عدد كبير من المنظمات الدولية والجهات المانحة.

واهم مايميز التيكاد هذه المرة هو مشاركة القطاع الخاص حيث اعلنت طوكيو ان رئيس وزراء اليابان شينزو ابى يصطحب معه 150 شركة من القطاع الخاص فى مختلف المجالات لتشجيعم على الدخول بقوة فى السوق الافريقية.

وتعمل اليابان على دعم تواجدها فى القارة من خلال عدة محاور منها التعليم ونقل التكنولوجيا حيث يلفت شيننيشى كيتاوكا رئيس الجايكا ان بلاده مهتمه بتعزيز التجارة والاستثمارات مع افريقيا، ودعم وبناء القدرات، عن طريق المنح الدراسية التى تقدمها اليابان للطلبة الافارقة بهدف تحقيق التقارب والتواصل بين الجانبين على كافة الاصعدة مشيرا ان المرحلة القادمة تشهد تواجد اكثر للشركات اليابانية فى افريقيا.

ويرى رئيس الجايكا ان الامن والاستقرار العالمى لن يتحقق الا باستقرار افريقيا مشيرا الى ان اكثر من 70%من القضايا التى تناقش فى الامم المتحدة عن القارة.

وفى هذا الاطار تسعى اليابان من شراكتها مع افريقيا بجانب تصريف منتجاتها وفتح اسواق جديدة لها الى حشد دعم افريقيا للتصويت لها فى مجلس الامن الدولى للحصول على مقعد دائم لها حال توسعته خاصة ان افريقيا تمثل ثانى اكبر كتلة تصويتيه داخل الامم المتحدة بعد اسيا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق
  • 1
    ابو العز
    2016/08/25 08:11
    0-
    0+

    حتى تقنية المزارعين اليابانيين القدماء قدموها للأفارقة ..
    وهناك بعض الجهود اليابانية بتعليم الأفارقة تقنية الأستفادة من مخلفات المياه التي يستعملونها في سقاية المزروعات والأستفادة من المنتوج عالي الجودة بمشاركة الفلاح والمؤسسات اليابانية المعنية ..
    البريد الالكترونى
     
    الاسم
     
    عنوان التعليق
     
    التعليق