عن دار غراب للنشر والتوزيع، صدرت رواية «سرية قندهار» للروائى والسيناريست عبد المقصود محمد وكما هو متوقع من اسم الرواية ، فإن أحداثها تفضح خبايا التنظيمات الإرهابية وتفكيرها وممارساتها.
وتبدأ أحداث الرواية من داخل مصر، حيث إن البطل شاب مصرى عادى يسكن بيتك وتراه فى شارعك ومن الممكن أن يكون أحد أقاربك أو حتى ابنك أو يكون أنت شخصيا!.
وانزلقت قدم البطل الذى فضل الكاتب عدم ذكر اسمه فى هاوية الاستقطاب لأكثر من دافع على رأسهما الدافع الاقتصادى وقلة الفرص وربما انعدامها فى وجهه بعدما تخرج فى الجامعة وارتبط عاطفيا بفتاة لا يستطيع أن يقدم لها أى شىء من الأشياء التى يفترض أن يقدمها لها ليبدأ معها حياة أسرية جديدة.
وأخذت الأحداث تتطور بخطوات متسارعة تفضى كلها إلى بعضها بمنطقية لا تملك أمامها إلا الحسرة، فقد وجد هذا الشاب نفسه يبحث عن عمل فاستقطبه من يعرفون كيف يصطادون فى الماء العكر، ليجد نفسه فجأة فى أفغانستان بدعوى أنه مسافر للعمل ولبناء نفسه، فإذا به عضو فى تنظيم القاعدة أمام الشيخ أسامة بن لادن.. بل وأحد حراسه الشخصيين لما شهد له من قوة وبراعة فى التدريبات، حتى أنهم أطلقوا عليه «الأسد الإفريقى».
والرواية كالكثير من المؤلفات التى تعرضت لقضية التنظيمات المتطرفة باسم الإسلام وهو منها براء، لكن ما يميزها عن حق، هو تلك القدرة على رسم المشاهد بألوان تكاد تراها ونسج الحوار بنفس الصيغة التى يتوقعها القارىء والتى تدور فى ذهنه تماما مثل أبطال الرواية.
وفى الثلث الأخير من الرواية يحاول البطل يائسا التصالح مع نفسه والتوبة عما اقترفته نفسه من جرائم فى حق الله و فى حق الإسلام والبشرية بأجمعها ويقول: كانت الفكرة المسيطرة على عقلى أننى مجرم ارتكبت ما يغضب الله من الخطايا والمعاصى، لم يكن همى أن تصل الشرطة إلينا فعقاب الله أشد.
وخلاصة القول فى هذه الرواية، أنها نجحت فى إيصال رسائل عشرات الباحثين والأكاديميين حول العالم الذين تخصصوا فى شئون التنظيمات الإرهابية إلى أكبر شريحة ممكنة من عامة البشر، حيث خاطبتهم بلسان حالهم الأقرب لهم.
وكما تيسر لإنتاج هذه الرواية كمسلسل إذاعى من السهل أيضا، إنتاجها كعمل درامى أو سينمائى لأن مثل هذه الأعمال الإبداعية هى الوسيلة الأنجع فى وأد الإرهاب فى مراحله الأولى وتجنيب ملايين البشر ويلاته فى المستقبل.
الرواية: سرية قندهار
الروائى: عبد المقصود محمد
الناشر: دار غريب
رابط دائم: