رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

مع ترقب عودة السائحين الروس والبريطانيين:
الأمـل «يـراود» السـياحة المصـرية

تحقيق ــ سيد صالح
الركود السياحى يؤثر على عمليات البيع والشراء بالمناطق السياحية
سادت حالة من التفاؤل والأمل، لدى مستثمرى السياحة، والعاملين بهذا القطاع الحيوي، بعودة السياحة الروسية والبريطانية، بعد الحوار الذى أدلى به إلى رؤساء تحرير الصحف القومية الثلاث « الأهرام والأخبار والجمهورية»، الذى أشار فيه إلى أن عودة السياحة الروسية إلى مصر تعبير عن قوة العلاقة بين البلدين ، معربا عن تفاؤله بعودتها قريبا، كما أن الرئيس ناقش - خلال اتصال هاتفي- مع السيدة تريزا ماى رئيسة الحكومة البريطانية، عودة السياحة البريطانية لمصر، وأن الحديث كان إيجابيا فى هذا الشأن، وتوقع الرئيس عودة السياحة البريطانية فى الخريف المقبل، وأن مصر ستتلقى إجابة حاسمة فى هذا الشأن قريبا.

نالت المؤامرات من حركة السياحة وأدت إلى حالة من التراجع والركود غير المسبوق، حيث لا تزيد نسبة الإشغال الفندقى للسياحة الأجنبية على 20% فى أحسن حالاتها بالغردقة وشرم الشيخ ، بينما تراجعت السياحة فى نويبع وطابا إلى المعدل «صفر» منذ ثورة يناير 2011 وحتى الآن.

الغردقة فى قلب الأزمة

نبدأ من الغردقة، فحال السياحة لا يسر عدوا ولا حبيبا، كما أن نسبة الإشغال الفندقى للسياحة الأجنبية لا تتجاوز نحو 20%، بالإضافة إلى بعض الأفواج السياحية الداخلية، فى مقابل أعباء مالية كبيرة يتحملها أصحاب تلك الفنادق والمنشآته السياحية الأخري، كمرتبات العاملين إلى جانب فواتير الكهرباء، والمياه، والضرائب، وهنا يقول سعيد الدابى أحد أبرز مستثمرى السياحة فى الغردقة، إنه خلال حالات الركود يتحمل أعباء مالية كبيرة، حيث يعمل لديه نحو 900 موظف فى منشآت السياحية الثلاث، مؤكدا أن العديد من الفنادق أغلقت أبوابها، وقامت بتسريح العاملين أو خفضت أعدادهم، لكنه قرر أن يستمر فى العمل متحملا خسائر مالية كبيرة نتيجة تراجع حركة السياحة، كالتزام أخلاقى تجاه العاملين وأسرهم، وانتظارا لتحسن الأوضاع خلال المرحلة المقبلة، وأملا فى عودة الحركة السياحية إلى سابق عهدها.

فى الوقت نفسه، يطالب سعيد الدابى بضرورة تغيير الصورة الذهنية عن السياحة المصرية لدى السائح الأجنبي، والتى يروج لها البعض بأن مصر تعانى من الإرهاب، والانفلات الأمني، وهو إدعاء كاذب، حيث ينعم السائحون القادمون إلى الغردقة من مختلف الجنسيات بالأمن والأمان، ويستمتعون بروعة المنشآت الفندقية، وسحرالطبيعة، وجمال الشواطئ ونقائها، وصفائها، فضلا عن ضرورة تفعيل الدور الذى تقوم به المكاتب السياحية للترويج للسياحة المصرية بالخارج، وفتح أسواق سياحية جديدة، مشيرا إلى أن الدولة قدمت ومازالت- تقدم تسهيلات لمساعدة أصحاب المنشآت السياحية على تجاوز الأزمة الحالية، ومواجهة تحديات السياحة، مثل منح مهلة لسداد فواتير الكهرباء والمياه وتأجيل سداد الديون البنكية المستحقة على المستثمرين استشعارا منها بالظروف الصعبة التى تمر بها الحركة السياحية.

السياسة قبل السياحة

قضية السياحة فى مصر سياسية فى المقام الأول، هكذا قال لنا هشام على رئيس جمعية مستثمرى جنوب سيناء .. فهناك مؤامرة على مصر، وهناك حصار اقتصادى غير معلن، وافتعال كوارث وأزمات وإدعاءات كاذبة، تروجها جهات خارجية تريد الإضرار بالحركة السياحية وضربها فى مقتل، برغم استقرار الأوضاع، وروعة المنشآت الفندقية وجاهزيتها لاستقبال السائحين، برغم سحر الطبيعة، وجمال الشواطئ، والشعور بالأمن والأمان، مشيرا إلى أن ذلك الحصار الاقتصادى غير المعلن، وكوارث الطيران المدبرة، قد حالت دون وصول السائحين من روسيا وبريطانيا، ما اثر بقوة على الحركة السياحية على مدينة شرم الشيخ وغيرها من المناطق السياحية المصرية، ففى شرم الشيخ وحدها تم إغلاق نحو 100 فندق بسبب تراجع حركة السياحة، وحظر السياحة من روسيا وبريطانيا، مشيرا إلى أن وفدا بريطانيا من «السيناتورز» قد زار شرم الشيخ أخيرا، وقد أعربوا عن سعادتهم ورضائهم عن السياحة المصرية، كما أن محافظ جنوب سيناء اللواء خالد فوده قد أطلعهم على جميع الإجراءات التأمينية، والمزايا التى تتبعها الفنادق والشواطئ، وهناك رئيسة وزراء جديدة فى بريطانيا، ولدينا آمال كبيرة فى رفع حظر السائحين البريطانيين، وكذلك عودة السياحة الروسية بقوة كسابق عهدها إلى شرم الشيخ، كما أن وزير السياحة الحالى السيد يحيى راشد يعمل بفكر جديد، بالإضافة إلى الحجز الالكترونى والفيزا الالكترونية، وهناك « عبارة» تبحر بين شرم الشيخ والغردقة، الأمر الذى يربط المدن السياحية ببعضها البعض.

وأضاف لقد التقينا كمستثمرين سياحيين - المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء فى عدة اجتماعات، للبحث عن حلول لتجاوز أزمة السياحة الحالية، ونريد المزيد من الجهود الرسمية لدعم حركة السياحة وحل مشكلاتها، لأنها الحل الوحيد والمؤكد لأزمات الاقتصاد المصري، وعليها تعيش أكثر من 1500 حرفة وصناعة.

تحديات كثيرة

هناك تحديات كثيرة تواجه حركة السياحة.. أبرزها كما يقول سامى سليمان رئيس جمعية مستثمرى نويبع طابا، مشكلة الإدارة، حيث لا يوجد طيران داخلى ولا خارجي، ولا طرق، كما أن الطريق الأوسط مغلق أمام السياحة الأجنبية، كما تم منع سيارات «التريبتك» ذات الدفع الرباعى من الدخول، والعجيب أن شركتى مصر للطيران والكرنك قد قاما بتنظيم برحلات مدعمه للغردقة وشرم الشيخ الأقصر وأسوان ونسوا نويبع وطابا، وقد طالبنا أكثر من مرة بإنشاء منطقة حرة، وتم تشكيل لجنة لمراجعة المنطقة على الطبيعة، وننتظر تحركا إيجابيا لتنمية قطاع نويبع طابا، مشيرا إلى أن المستثمرين لم يتمتعوا بالإعفاء الضريبى لمدة 10 سنوات، حيث انتهت المهلة قبل أن يبدأوا نشاطهم، كما أن المنطقة تخلو تماما من أى استثمار عربى أو أجنبي، والمنطقة بشكل عام- ليست موجودة على خريطة السياحة، حتى إن نحو 70 منشأة سياحية أغلقت أبوابها تماما.

وبالرغم من كل هذه التحديات، لا يزال لدينا أمل فى تحرك الدولة نحو استعادة حركة السياحة لسابق عهدها، حيث كانت تلك المنطقة تستأثر بربع الحركة السياحية القادمة لمصر ، وكان يتردد عليها نحو 700 ألف سائح سنويا حتى عام 2001.

نويبع - طابا

وفى نويبع، الصورة لا تختلف كثيرا، فالركود مازال يخيم على المنشآت، والقرى السياحية هناك، هكذا قالت لنا صفاء الحلوانى «مستثمرة سياحية» إنها تعمل فى هذا المجال منذ16 عاما، فلديها نحو69 غرفة، ولديها خطة للتوسع، لا يمكن أن تنفذها فى ظل أزمة السياحة الراهنة، حيث تراجعت نسبة الإشغال إلى المربع صفر، ولا تزال القرية متوقفة عن العمل منذ فترة، بعد أن كانت تستقبل العديد من الأفواج السياحية من سويسرا، وألمانيا، وانجلترا ، مشيرة إلى أن الحركة السياحية توقفت تماما، ولا احد من السائحين يذهب إلى نويبع، حيث لا يوجد مطار، فضلا عن سوء حالة الطرق، ولا أحد يهتم بتلك المنطقة وكأنها خارج حدود الوطن، ما أدى بالكثير من الفنادق على طريق نويبع - طابا إلى إغلاق فنادقهم انتظارا لتحسن الأوضاع، بينما فتحت بعض الفنادق أبوابها لأنها تخشى من الإغلاق، وتنتظر الفرج، مؤكدة أن تلك المنطقة الحدودية بحاجة ماسة للتنمية والاهتمام.

وبشكل عام، فإن الأوضاع فى المنشآت السياحية فى نويبع مؤسفة، فمعدل الإشغال يساوى صفر، بعد أن كانت هذه المعدلات تصل إلي90% فى بعض الفترات، ثم تراجعت قبل حدوث ثورة25 يناير علي60%، حتى وصلت إلى المربع صفر فى الوقت الحالي، ولذلك حققت المنشآت السياحية فى المدينة خسائر كبيرة.

عودة السائحين

يؤكد مراد كويسلاتى مدير أحد الفنادق السياحية الشهيرة بالغردقة، أن مصر تمتلك الكثير من المقومات السياحية، مثل الفنادق والمنشآت السياحية التى تتمتع بالجاهزة والكفاءة والمواصفات العالمية، فضلا عن سحر الطبيعة، وجمال الشواطئ، كما أن السائح الأجنبى يشعر بأنه فى بلده ، فضلا عن الشعور بالأمن والأمان، مشيرا إلى أن الحركة السياحة تواجه تحديات كبيرة، وكلما بدأت فى تجاوز تلك العقبات، نفاجأ بأزمة جديدة، تجسد مؤامرة لضرب السياحة، لكن مصر قادرة بفضل قيادتها المخلصة الواعية، ومستثمريها الوطنيين، وشعبها الأبى الواعي، على عبور تلك الأزمة، التى نأمل أن نتجاوزها بعودة السياحة الروسية خلال الفترة المقبلة، وجذب مزيد من السائحين الأجانب، وفتح أسواق سياحية جديدة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق