«الشيشة» عادة سيئة يقبل عليها المدخنون منذ أزمان بعيدة إلا أنها ازدادت انتشارا بصورة لافتة مؤخرا، وأصبحنا نراها جهارا نهارا على الشواطئ، فى الخيم الرمضانية، النوادى المحترمة والكافيهات العائلية بعد أن كانت حصرية على المقاهى فى الشوارع..
وبدلا من أن يستمتع المصطافون بهواء البحر النقى الغنى باليود أصبحوا يدخنون الشيشة على الشاطىء والغريب أن النساء والبنات ينافسن الرجال فى تدخينها.
د. مجدى بدران استشارى طب الأطفال، زميل معهد الطفولة وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة يوضح: للأسف أصبحت الشيشة عادة سيئة تنتشر فى النوادى والفنادق، وقد ساهمت الأعمال السينمائية والتليفزيونية فى نشرها بين الشباب والمراهقين والنساء والفتيات.. كما أثبتت الأبحاث أن جلسة الشيشة تستغرق من 15 إلى 90 دقيقة بمتوسط 2 - 3 جلسة يوميا وأنها تستهلك حجرين من أحجار التبغ لدى ثلث المدخنين مما يترتب عليه مرور أدخنة الشيشة على الفم والجهاز التنفسى فيجعلها أخطر بكثير من السيجارة، كذلك أكدت الأبحاث أن جلسة الشيشة تساوى ما بين 100 و 200 سيجارة، وللأسف فإن 20% من مستخدمى الشيشة يتبادلونها مع شخص آخر.
يضيف د. بدران أن هناك ارتباطا واضحا بين تدخين الشيشة والبدانة خاصة فى منطقة البطن بالمقارنة مع غير المدخنين علاوة على أنها تعمل على تآكل عظام الفكين فالمواد المستخدمة لإشعال التبغ، مثل الخشب سريع الاحتـراق أو الفحم تزيد من المخاطر الصحية، لما ينبعث منها عند اشتعالها من مواد سامة خاصة، بما فى ذلك المستويات العالية من أول أُكسيد الكربون والغازات والمواد الكيميائية المسببة للسرطان.
بالإضافة إلى أن كمية الأبخرة المتصاعدة من تدخين الشيشة تفوق تدخين السجائر وأن القوة اللازمة لسحب الهواء من الشيشة تجعل الهواء يندفع بعمق للرئتين، وذلك يقلل من كفاءتها فيسهل انتقال السل وفيروسات البرد والإنفلونزا.
ويؤكد أنه لا صحة لما يقال بأن ماء الشيشة يقلل من الأخطار، فالدخان الناتج عن الشيشة، برغم مروره من خلال الماء، يحتوى على مستويات عالية من المركبات السامة، مثل أول أُكسيد الكربون الذى يطلق عليه «القاتل الصامت»، لأن الكميات الكبيرة منه تقتل بلا إنذار علاوة على الغازات الثقيلة، والمواد الكيميائية المسببة للسرطان، فجلسة تدخين الشيشة تنتج غاز أول أكسيد الكربون خمسة أضعاف السيجارة، ولا ننسى التدخين السلبى تالذى يسبب أيضا السرطان والموت المفاجئ فى الأطفال حيث يوجد فى الولايات المتحدة الأمريكية 3000 حالة سنويا و50000 وفاة من أمراض القلب بلا سبب إلا التدخين السلبى، وتكمن خطورته فى أنه يخفض من مضادات الأكسدة فى الدم مما يزيد من الدهون الضارة ويخفض الدهون المفيدة ويؤثر على الأوعية الدموية فور التعرض لأبخرة التدخين وبعد خمس دقائق من التعرض لأبخرة التدخين تقل قدرة الأورطى أكبر شريان فى الجسم على التمدد وبالتالى تقل كمية الدم التى تصل للأنسجة، فبعد 30 دقيقة تفقد الشرايين التاجية (التى تغذى القلب نفسه) الاحتياطى السريع الذى يمد القلب بالدم وقت الخطر وعند زيادة المجهود.
وأخيرا يحذر د.بدران من التدخين السلبى الذى يتسبب فى شلل الطبقة الطلائية للأوعية تماما، والتهابات الأذن الوسطى، التهابات الجهاز التنفسى حيث أن معدلات الربو تتضاعف فى أبناء المدخنين 20% بدلا من 10% وتكون معدلات السرطان أعلى عند أبناء المدخنين.
رابط دائم: