فجرت وثيقة ألمانية سرية أمس مفاجأة من العيار الثقيل، حيث استندت إلى تحليل أجرته المخابرات الخارجية الألمانية توصل إلى نتيجة مفادها أن تركيا تحولت تحت قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى منصة عمل مركزية لمنظمات إسلامية وإرهابية فى الشرق الأوسط.
وجاء فى الجزء السرى من التقرير الذى يعد ردا من جانب الحكومة على طلب إحاطة من الكتلة البرلمانية لحزب اليسار بشأن مدى صحة ازدياد نفوذ جماعة الإخوان بتولى حزب العدالة والتنمية الحكم فى تركيا وحصلت وكالة الأنباء الألمانية على نسخة منه ، الآتي:
ـ كنتاج للسياسة الداخلية والخارجية المتأسلمة التى تتبعها أنقرة تدريجيا منذ عام 2011 تحولت تركيا إلى منصة عمل مركزية لتنظيمات إسلامية فى منطقة الشرق الأوسط والأدنى«. ـ تضامن الرئيس التركى وحزب العدالة والتنمية مع الرئيس المعزول محمد مرسى وقدما الدعم للإخوان فى مصر، حيث يقيم العديد من قادة التنظيم المنفيين حاليا فى تركيا«.
ـ وسع الإخوان فى مصر خلال الأعوام الماضية نفوذهم الإعلامى فى تركيا عبر سلسلة من القنوات الفضائية على وجه الخصوص ويديرون عبرها حملة ضد الحكومة المصرية الحالية«.
ـ تعبيرات التضامن الكثيرة وإجراءات الدعم لجماعة الإخوان فى مصر وحركة حماس وجماعات المعارضة الإسلامية المسلحة فى سوريا من قبل حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا والرئيس التركى أردوغان تؤكد أن هناك تقاربا أيديولوجيا مع الإخوان المسلمين.
كماجاء فى التقرير أن جزءا كبيرا من المتطرفين الذين سافروا حتى نهاية العام الماضى من ألمانيا إلى مناطق معارك تنظيم داعش منحدرون من أصول تركية، وقال إنه »وفقا لمعلومات سلطات الأمن فإن نحو 190 من أصل 760 متطرفا ألمانيا أو متطرفا من ألمانيا ممن سافروا حتى نهاية عام 2015 إلى سوريا والعراق، يحملون الجنسية التركية أو منحدرين من أصول تركية«.
وفى رد فعل تركي، انتقدت وزارة الخارجية التركية التقرير الألماني، وقالت إن مزاعم الحكومة الألمانية بأن تركيا تحولت إلى مركز للجماعات الإسلامية يعكس »عقلية مشوهة« تحاول استهداف الرئيس رجب طيب أردوغان. وأضافت الوزارة فى بيان أن »المزاعم دلالة جديدة على عقلية مشوهة تحاول منذ فترة الإضرار ببلادنا عن طريق استهداف رئيسنا وحكومتنا«.
كماوجهت صحف تركية مقربة من الحكومة انتقادات حادة لتصنيف الحكومة الألمانية لتركيا على أنها منصة عمل مركزية للإسلاميين فى الشرق الأوسط.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أنه من المتوقع أن يزيد هذا التقرير من تدهور المناخ الدبلوماسى بين برلين وأنقرة، كما يثير الجدل على المستوى الداخلى فى ألمانيا، حيث تتهم المعارضة المستشارة أنجيلا ميركل ووزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينماير منذ بداية أزمة اللاجئين بالتحفظ الشديد فى الإدلاء بتصريحات ناقدة عن أردوغان.
وفى الداخل التركي، أعلن وزير العدل التركى بكير بوزداج أن تركيا ستفرج عن نحو 38 ألف سجين غير متورطين فى محاولة الانقلاب الفاشلة وهو ما فسرته وكالة أنباء رويترز أنه محاولة من قبل الحكومة التركية لتوفير أماكن فى السجون المكتظة بمعتقلى محاولة الانقلاب.
وفى غضون ذلك، ذكرت مصادر إعلامية تركية أنه تم إصدار مرسومين يقضيان بعزل أكثر من ألفى ضابط شرطة ومئات العسكريين الآخرين، وكذلك عاملان بهيئة تنظيم الاتصالات الحكومية بسبب ارتباطهم بمحاولة الانقلاب الفاشلة .
رابط دائم: