رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

إلهام شاهين: «يوم للستات»ينتصر للمرأة المصرية

حوار أجراه : أحمد السماحى
إلهام شاهين
هى فنانة جسورة بمعنى الكلمة، الصدق عنوانها، والجرأة فى تناول القضايا منهجها فى الفن والحياة، إنها «إلهام شاهين» تلك الفنانة التى ذهبت على جناح الحرية المسئولة لتضغط على العصب العارى فى الحياة المصرية، من خلال أعمال تلمس الواقع والغوص فى أعماق أعقد القضايا السينمائية والدرامية التى تتعلق بالشارع المشحون بالغضب، جراء العشوائية وتغير الظروف النفسية والسياسية التى تؤثر سلبيا على قوام هذا الوطن، كما جاء فى فيلمها «خلطة فوزية» ، ولأن المرأة لا تغادر مخيلتها، خاصة تلك التى تعانى القهر والظلم.

فقد جاء فيلمها الأخير «يوم للستات» نصيرا لها حيث تقدم لنا معزوفة سينمائية عنوانها البهجة فى قلب الألم ، ونشيدها الأبدى أن المرأة تظل تاجا على رأس كل الرجال بعطائها وتضحياتها التى تتحدى المستحيل، لذا كان هذا الحوار.

فى البداية أعربت النجمة إلهام شاهين عن سعادتها البالغة باشتراك فيلمها «يوم للستات» فى المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى الـ «38 «، وأيضا عرضه فى حفل الافتتاح، وقالت: مهرجان القاهرة الدولي، مهرجان كبير ومهم، ويجب أن نقف بجواره، ونسانده بعرض أفلامنا القوية المشرفة من خلاله، والتى تتناسب مع قدر وقيمة وأهمية هذا المهرجان.

ورغم أننى تلقيت كثيرا من العروض لعرض الفيلم فى مهرجانات دولية أخرى مهمة لا أريد ذكر أسمائها خوفا من غضب المسئولين عليها، لاعتقادهم بإننى رفضت المشاركة فى مهرجاناتهم المهة، لكنى فى الحقيقة فضلت مشاركة فيلمى فى مهرجان بلدى حبا فى دعم ومساندة هذا المهرجان الذى كنت أحزن جدا عندما أجد فيه نجوما عالميين وأفلاما أجنبية مهمة، ولا أجد فيه ــ خاصة فى السنوات الأخيرة تحديدا ــ فيلما مصريا قويا يمثلنا فى أى من فروع المهرجان، والحمد لله أننى قدمت فيلما راقيا ومحترما يعيد للسينما المصرية بريقها وتألقها، وعصرها الذهبي، ولقد سعدت بإنتاجه والتمثيل فيه مع عشرة من نجوم السينما المصرية الذين يمثلون أجيالا مختلفة.

وعن سر حماسها وإنتاجها لهذا الفيلم تحديدا رغم كثرة الأفلام التى تعرض عليها قالت: أحببت موضوع الفيلم جدا، كما أن « التركيبة» كلها كانت حلوة بداية من المؤلفة الرائعة «هناء عطية» التى قررت احتكار كل أعمالها الفنية القادمة وإنتاجها على نفقتى الخاصة، منها فيلمى القادم « نسيم الحياة» إخراج هالة خليل، مرورا بالمخرجة المبدعة كاملة أبوذكري، ومديرة التصوير نانسى عبدالمنعم، وأبطال الفيلم الرائعون « فاروق الفيشاوي، ومحمود حميدة، وهالة صدقي، نيللى كريم، اياد نصار، وأحمد الفيشاوي، وناهد السباعي، وأحمد دواد، وطارق التلمساني» و الذين كانوا يعملون بحب وحماس، وسعداء بتمثيلهم فى سينما محترمة وراقية، فضلا عن حماسى لقضايا المرأة وتغيير نظرة المجتمع لها، والتى يناقشها الفيلم، لأن المرأة المصرية ورغم كل التقدم الحادث الآن مازالت تعاني، وبعضهن مقهورات، ومن ثم فمهمتى كممثلة ومنتجة الدفاع عن هؤلاء النساء المقهورات وتسليط الضوء على مشاكلهن.

ورغم أن الفيلم يتحدث عن بعض قضايا «الستات» من خلال قيام مركز شباب فى حى شعبى بتخصيص يوم يكون فيه حمام السباحة داخل المركز للسيدات فقط، وما يترتب على هذا القرار من تأثير على الحياة الاجتماعية والنفسية والعاطفية لنساء الحي، لكن كل قضية وراءها رجل، لهذا ليس الفيلم للستات فقط!، لكنه يناقش قضايا اجتماعية مهمة تلعب المرأة فيها دورا رئيسيا.

وأكدت «إلهام» أن حبها وعشقها للسينما وغيرتها على هذه الصناعة المهمة التى أثرت ومازالت تؤثر فى وجدان الجمهور العربي، كان وراء مجازفتها بالإنتاج فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها صناعة السينما فى مصر، والسبب الآخر حق السينما عليها التى أعطتها الكثير، وهذا الحق جعلها لا تتأخر عندما وجدت فيلما محترما وراقيا يليق بأن تضع عليه اسمها كمنتجة فلم تتردد فى إنتاجه.

وبابتسامة كبيرة أضافت: أتحدى أى منتج سينمائى يخوض مثل هذه التجربة التى بها أكثر من عشرة نجوم ملء السمع والبصر، وعموما تجربة إنتاج النجوم ليست ظاهرة جديدة، ولكنها من بدايات السينما المصرية، فقد خاضت معظم نجمات مصر تجربة الإنتاج بداية من «عزيزة أمير وبهيجة حافظ وفاطمة رشدي» مرورا «بآسيا ومارى كويني، ومديحة يسري، وفاتن حمامة ماجدة، وشادية»، ووصولا لـ«نجلاء فتحى ويسرا، وليلى علوي»، فضلا عن النجوم الرجال.

وطلبت منى إلهام ضاحكة: عدم تذكيرها بالصعوبات التى مرت بتصوير فيلم « يوم للستات» لأنها لا تريد تذكرها!، فهى كثيرة جدا، كان أهمها هو تنسيق جدول تصوير النجوم العشرة أبطال الفيلم وهذا كان مهمة شبه مستحيلة، فعندما ننسق لنجوم، نجد مواعيد النجوم الباقين لا تتناسب وهكذا.

وعندما حدث التنسيق رحلت والدة المخرجة «كاملة أبوذكري»، واحتراما لأحزانها قمنا بتأجيل التصوير فترة، وعندما اجتازت كاملة أحزانها، واجهتنا مشكلة مواعيد النجوم مرة أخري، ثم دخل علينا شهر رمضان، فقررنا تأجيل التصوير من جديد، فضلا عن تآخر وصول كاميرات التصوير تحت الماء، وعموما « يوم للستات» من أصعب التجارب الإنتاجية التى مررت بها فى مشواري، لكن كل هذه الصعوبات نسيتها تماما عندما شاهدت نسخة الفيلم النهائية.

وكشفت أنها تجسد فى الفيلم دور «موديلز» كانت فى الماضى فتاة جميلة الشكل والجسم، لكن مع مرور الوقت والسنين كبرت، لكن ظل وجهها معبرا وجميلا!.

وعن مدى قلقها من عرض فيلمها» يوم للستات» فى موسم الشتاء بعد انتهاء مهرجان القاهرة السينمائى الدولي، وأحداث الفيلم تدور فى موسم الصيف قالت: فيلمى ليس فيلم مناسبات أو مواسم، ولكنه يعرض فى أى وقت وبإذن الله سيستمتع به الجمهور.

وصرحت نجمتنا الكبيرة، بأن كل ما تردد على مواقع الإنترنت وبعض الصحف عن سر انسحابها من مشاركة النجم محمد سعد بطولة فيلمه «حنكو فى المصيدة، غير صحيح بالمرة، وقالت: إنها اعتذرت عن عدم تصوير الفيلم عندما علمت من منتج الفيلم وائل عبدالله أنهم سيبدأون التصوير بعد إجازة عيد الفطر مباشرة، لانه سيتم عرضه فى عيد الأضحي، وهى كانت تعانى الإرهاق بعد تصوير مسلسل «ليالى الحلمية ـ الجزء السادس» واستمر تصويره لنهاية الشهر الكريم تقريبا، كما كان لديها ارتباطات خاصة بإنهاء فيلمها «يوم للستات»، والسبب الأهم أنها غير معتادة على العجلة فى تصوير الأفلام خصوصا، فهى تحب التأنى والهدوء فى أثناء التصوير.

وعلى جانب آخر، أيدت صاحبة « خلطة فوزية» ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إحدى خطبه بأن العشوائيات ليست مصدرا للبلطجة، ولكن بها أناسا شرفاء وستات « جدعة»، وأضافت أن كل ما قاله الرئيس اتضح أكثر فى فيلم « خلطة فوزية» ففى هذا الفيلم ستجد مثالا رائعا لسكان العشوائيات وتآخيهم مع بعضهم البعض، وحبهم للحياة، وعملهم الجاد المحترم فى سبيل لقمة العيش الكريمة.

وعن رأيها فى قرار دعم الدولة للسينما المصرية بمبلغ (50 مليون جنيه) الذى صدر أخيرا، خاصة أنها كانت أول فنانة طالبت أعضاء لجنة الخمسين لتعديل الدستور بضرورة وضع مادة بالدستور المعدل، تنص على إلزام الدولة بدعم صناعة السينما قالت: دعم الدولة للسينما شىء رائع وإيجابى وجعلنا نتفاءل بمستقبل السينما المصرية، لكننا حتى الآن لم نر شيئا، وأخشى أن تذهب هذه الأموال لغير مستحقيها من المنتجين غير الأمناء على صناعة السينما المصرية! لهذا أتمنى أن تذهب هذه الأموال فى المكان الصحيح، والحقيقة أننى لا أريد أن أجهد الدولة المصرية فى هذه الظروف الاقتصادية الصعبة بدفع مبالغ مالية كبيرة للسينما، لكن من الممكن أن تدعم الدولة السينما بطرق أخري، مثل عدم فرض جمارك على أجهزة السينما التى تستورد من الخارج، وأن تسمح الدولة والأجهزة المعنية لصناع السينما من منتجين ومصورين ومخرجين بالتصوير فى الأماكن الأثرية التابعة لوزارة الثقافة مجانا، أو بأسعار مخفضة جدا جدا، وأضافت أن هذه الخطوة ستضمن تنشيط السياحة، التى تعد أحد الموارد الرئيسية والمهمة لدعم الاقتصاد المصري، لأن الحقيقة التصوير فى الأماكن الأثرية أو المطارات مغالى فيه جدا تصل الساعة أحيانا لعشرة آلاف جنيه، وهذا يجعل كثيرا من المنتجين يترددون فى التصوير فى الأماكن الأثرية ويستبدلونها بأماكن أخري!.

كما أتمنى أن تنتج الدولة أفلاما تاريخية للأجيال القادمة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق