رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

تكريم عايدة عبدالعزيز المترفعة عن الأضواء

محمد بهجت
مثل الفاكهة التى تثمر لفترة قليلة ثم تختفى تابعنا حضور الفنانة القديرة عايدة عبدالعزيز فى المسرح والسينما.. تختار بأشد العناية النصوص التى تستحق من أجلها أن تقف على خشبة المسرح أو تواجه الكاميرات ثم تنهى عملها فى صمت دون سعى إلى دعاية أو تواجد إعلامى أو حتى ظهور شخصى فى المناسبات الفنية المختلفة.

كان زوجها المخرج الراحل د. أحمد عبدالحليم استاذى وصديقى وكان نموذجا فريدا فى التواضع والبساطة والحرص على مساندة صغار الفنانين والعمال والسؤال عن أحوالهم.. وكثيرا ما حدثنى بكل الحب والامتنان والرضا عن تحمل زوجته لفترة مرضه الطويل.. وقبل سفره لتلقى العلاج فى ألمانيا اتصل بى تليفونيا ليسأل عن صحتى ويتحدث معى حديثا طويلا لم أكن أعرف أنه الأخير.

والفنانة عايدة عبدالعزيز التى كانت أول دفعتها فى معهد التمثيل آثرت أن تترك حقها فى السفر ببعثة إلى الخارج لمن يتلوها فى الترتيب باعتبارها ستسافر مرافقة لزوجها خمس سنوات فى انجلترا من أجل حصوله على الدكتوراه.. والعجيب أنها بعد عودتها من انجلترا محملة بالعلم والتجربة حيث التحقت برابطة الدراما البريطانية ودرست برامج فى التمثيل وحرفية المسرح هناك كما قامت مع زوجها بارتياد المسارح فى انجلترا وفرنسا وألمانيا الشرقية ويوجوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا.. كل هذه الثقافة الرفيعة لم تشفع لها لتجد مكانا بين ممثلى المسرح القومي.. وظلت 6 سنوات دون الحصول على أبسط حقوقها، حتى جاء مخرج ألمانى هو كورت فيت ليقدم مسرحية دائرة الطباشير القوقازية على المسرح القومى واختار نجمتنا لأحد الأدوار الرئيسية، وحين اخبروه أنها ليست عضوة بالفرقة ولا يجوز له اختيارها هدد بالانسحاب وترك العمل.. وهنا اضطرت الفرقة لضمها بعقد خاص لتقدم على المسرح القومى العديد من الروائع مثل ولادك يا مصر إخراج كمال حسين وتأليف سعد زغلول نصار، وبحلم يا مصر تأليف نعمان عاشور وإخراج عبدالغفار عودة وطائر البحر للقاص الروسى العبقرى أنطون تشيخوف وإخراج عبدالرحيم الزرقانى وعودة الغائب للدكتور فوزى فهمى وإخراج شاكر عبداللطيف ولعبة السلطان ايضا لنفس المؤلف وإخراج نبيل الألفى والسيرك الدولى للكاتب يسرى الجندى والمخرج محمد صديق والست هدى لأمير الشعراء أحمد شوقى والمخرج القدير سمير العصفورى وحب ما قبل الرحيل التى أعدها الدكتور أحمد سخسوخ عن سوزانا تامارو وأخرجها هانى البنا، بالإضافة لأعمال كثيرة أخرى على مسارح الدولة المختلفة ومنها زواج على ورقة طلاق لألفريد فرج ورفيق العمر المخرج أحمد عبدالحليم وأحلام شقية للكاتب سعد الله ونوس والمخرج محمد أبوالسعود وكانت البدايات لأوبريتات لبيرم التونسى أخرجها زكى طليمات ودونجوان موليير من إخراج نبيل الألفى وشيء فى صدرى الذى جمع بين إحسان عبدالقدوس ونور الدمرداش والأرض الذى جمع بين عبدالرحمن الشرقاوى وسعد أردش وأعمال أخرى كثيرة يصعب حصرها ربما من أهمها النجاة المأخوذ عن رواية لنجيب محفوظ وأخرجها أحمد عبدالحليم

أما فى السينما فلا ننسى أدوراها المتنوعة التى تميزت بالأداء السهل الممتنع ومنها دور الزوجة الريفية المشغولة بالطهى فى فيلم خرج ولم يعد مع العملاقين فريد شوقى ويحيى الفخرانى والنجمة ليلى علوي.. وسكة سفر الذى نالت عنه جائزة احسن دور ثان عام 1987، كما لا ننسى دور زعيمة العصابة الشرسة فى فيلم النمر والأنثى مع عادل إمام واثار الحكيم.

وتكريم المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية لها هو استمرار فى أداء مهمة عظيمة يقوم بها ذلك الصرح الثقافى المهم لتعريف الأجيال المختلفة بقيمة ودور الرواد وإرساء لمعنى الاعتراف بالفضل وتقدير كبار النجوم وإن كانت لافتة «التكريم قبل الرحيل» غير موفقة وصادمة ولا تتناسب مع تهذيب ودماثة خلق الشعر الرقيق د. مصطفى سليم مدير المركز الذى عليه أن يراجع كل تفصيلة فى حفلات التكريم، فعايدة عبدالعزيز أمد الله فى عمرها ومتعها بالصحة هى وسائر عمالقة الفن المصرى لا يرحلون بحق من ذاكرة ووجدان الجماهير.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق