رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

احذرى أمراض التخاطب فى التوائم

سالى حسن
زادت احتمالية حدوث حمل التوائم نتيجة التقدم المذهل فى علاج العقم وتأخر الإنجاب سواء فى الأدوية المحفزة للتبويض أو التقدم فى تكنولوجيا الإخصاب المساعد وهو ما يعرف مجازا بأطفال الأنابيب، ونتج عن ذلك زيادة أمراض التخاطب فى التوائم.

هذا ما يؤكده د.محمد بركة أستاذ أمراض التخاطب بكلية الطب جامعة عين شمس مشيرا إلى أن نسبة حدوث حمل التوائم زادت فى الثلاثين عاما الأخيرة بنسبة 75%، ففى عام 1980 كانت نسبة حدوث حمل التوائم 19 من كل ألف ولادة، أما فى عام 2009 فأصبح هذا العدد 33,3 من كل ألف ولادة. والأرقام تقول إن 90% من التوائم يقل وزنهم عن 2500 جم عند الولادة، يضاف إلى ذلك مجهود الأم الذى سيقسم على عدد الأجنة بدلاً من واحد، ودخل الأسرة المقسم على أكثر من طفل فى نفس الوقت، أى أنه كلما زاد عدد التوائم قلت فترة الحمل وقل الوزن عند الولادة وزادت المخاطر على الأم فى احتمالية تسمم الحمل وسكر الحمل والأنيميا وسوء عمل وظيفة المشيمة، بالإضافة إلى المخاطر على الجنين مثل قلة الوزن عند الولادة وهذا هو العامل الأخطر، وقلة فترة الحمل بـ 2 إلى 3 أسابيع عن الطبيعى، وكثرة العيوب الخلقية فى التوائم، واحتمالية الأمراض الوراثية أكثر فى التوائم، وازدياد حدوث صفراء حديث الولادة.

أما عن أمراض التخاطب التى تحدث للتواءم يوضح لنا د. بركة أن أمراض اللغة الناتج عن ضعف سمعى نتيجة لزيادة نسبة الصفراء حيث إن المخ البشرى حساس لزيادة الصفراء بأى كمية كما يحدث تأخر نمو اللغة من الضعف السمعى الحسى العصبى مهما تكن درجته وإن كانت الدرجة ضئيلة.

كما تأخر نمو اللغة النوعى: وهذا يحدث لـ 72% من التوائم المتماثلة، و49% للتوائم غير المتماثلة.

وأن نسبة حدوث الطفل كثير الحركة، وتشتت الانتباه ثمانية أضعاف حمل المفرد.

مشيرا إلى أن نسبة حدوث الشلل الدماغى (التوافقى) أربعة أضعاف فى التواءم عن حمل المفرد.

كما يحدث التوحد فى 60% من للتوائم المتماثلة، و5% فى للتوائم غير المتماثلة.

وأضاف أن أمراض النطق كثيرة فالتلعثم يحدث فى 63% من التواءم المتماثلة، و19% فى التوائم غير المتماثلة.

وكذلك أمراض الصوت مثل احتمالية حدوث عيب خلقى خطير فى الحنجرة (انسداد الحنجرة)، وهذا مميت إذا لم نعرفه فى أثناء الحمل وتم الاستعداد له عند الولادة، بالإضافة إلى احتمال حدوث الحبيبات الصوتية فيهم نظراً لأن التوائم غالباً لهم نفس العادات الصوتية.

ويضيف د.بركة أن هناك عوامل مجتمعية تزيد من تأثير الإعاقة التخاطبية فى التوائم نظرا لأن هذه الأسر قد وهبها الله هذه الأطفال بعد عدة محاولات ونفقات مالية كبيرة فيحيط أهل هؤلاء الأطفال بعزلة مجتمعية شديدة من خوفهم عليهم من الحضانة والأحوال الجوية المتقلبة مما يزيد من فرصة حدوث تأخر نمو اللغة، وقد تفضل الأم أحد هذين التوءمين على الآخر وتتكلم معه طيلة الوقت وتهمل الآخر ويتعرض الأخير لتأخر نمو اللغة أيضا، ولا ننسى مجهود الأسرة والعبء المادى على الأسرة فى نفس الوقت أيضا هذه كلها عوامل تزيد من ضراوة أمراض التخاطب.

ويقدم د. محمد بركة عدة نصائح للوقاية من حدوث أمراض التخاطب والحد من تأثيرها منها:

أولا: ضرورة لفت نظر أطباء أمراض النساء والتوليد إلى زيادة احتمالية حدوث أمراض التخاطب فى التوائم، فإن أمكنه مراعاة كمية الهرمونات التى تنشط التبويض أو عدد الأجنة المخصبة معملياً نقدم له الشكر ما أمكن ذلك.

ثانياً: يرجى من طبيب الأطفال أن يسجل وزن كل جنين عند الولادة، وفترة الحمل كاملة أو ناقصة، وهل حدثت صفراء أو نقص أكسجين عند الولادة أو إن كانت هناك أى عيوب خلقية.

ثالثاً: يجب على الأسرة عمل قياس سمع عند الولادة، وهذا يتم الآن عالمياً بمسح شامل للسمع فى اليوم الأول للطفل، وهو إجراء يتم فى ثلاث دقائق فقط.

رابعاً: يجب على الأسرة مراقبة التطور الحركى واللغوى والتفاعل للطفل، وإخبار طبيب الأسرة بأى تأخر فى النمو الحركى والتطور المعرفى أو اللغوى عن الطبيعى للتدخل بالتدريبات والحضانة بعد التقييم الشامل مبكراً.

خامساً: إذا وجد طبيب أمراض التخاطب توءماً به مرض تخاطب، فالأجدر به أن يقيم الطفل الآخر حتى وإن أخبرته الأسرة أن التوءم الآخر ليس به أى أمراض تخاطبية، فالأوقع هو تقييمه حتى وإن وجدنا قدراته اللغوية والمعرفية حتى لا يتأخر كلاهما فى اللغة والتعلم والاندماج فى المجتمع.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق