في الذكري المئوية لميلاد الدكتور عبدالقادر القط 1916 -2002
يقدم ملحق الجمعة الاسبوعى للاهرام هذا الكشف الادبى الذى لم يرد له فيما كتبه القط او تحدث به عن نفسه.
الا فى اشارة عابرة ولم يرد له ذكر ايضا فيما كتب عن القط وعن نقده وشعره ام القصة القصيرة التى كتبها فى الاربعينيات فى بداية حياتة الادبية فانها تطلعنا على تجربة فنية عن كاتب صاحب نظرة شاملة وتركيز على الجوهريات كان داعم التطلع للجديد فى الحياة والابداع دون انفصال عن الماضى
والتراث والثقافة الأوروبية.
ولكن إذا كان الجديد في نظر القط ليس نابعا من حاجات اجتماعية وحضارية حقيقية، فإنه يفقد قيمته ومبرر وجوده، ولا يملك القدرة علي أن يأخذ مكانه في حياتنا، ويحل محل القديم الذي استنفد زمنه، ذلك أنه كما أن الحياة تتغير وتتطور، فإن الفنون والآداب تتطور وتتغير بالأذواق والعلم والإدراك.
ولهذا وقف عبدالقادر القط بكل قواه مع الشعر الحر، ورفض تنصيب أحد أميرا أو زعيما للشعراء لأن العصر لم يعد يحتمل أن ينفرد شاعر بالإمارة أو الزعامة، ولأن تجارب هذا الشعر لم تعرف النهاية، فهي لا تزال في مراحل التكوين والابتكار، ولن تتوقف قط عن النماء، ليكون لها أمير للشعراء، كما حدث مع شوقي في 1927، والكلاسيكية في نهاية أدوارها.
وعلي الرغم من أن تجربة القط الوجدانية التي أنتجها في السنوات من 1941 إلي 1943 تجربة غنية، لها قيمتها الفنية العالية في التقييم العام، فقد انصرف عن الشعر بعد أن جمع أشعاره في ديوان »ذكريات شباب« 1958 وأعيد طبعه في عام 1987، معبرا فيه عن حيرة الشاعر بين العقل والقلب، وبين مايريده بحسه الخاص وما يريده المجتمع.
وكما انصرف القط عن هذا الشعر الغنائي، ولم يستطع العودة إليه، ولا استطاع أن يخوض تجربة الشعر الحر، انصرف أيضا عن القصة القصيرة التي لم يكن مستواها الفني يقل عن مستوي شعره، بعد كتابة هاتين القصتين، لكي يتفرغ بكل ملكاته وثقافته للنقد الأدبي.
رابط دائم: