التواجد المدنى المصرى فى بدأ منذ العشرينات من القرن الماضى , وهو محل ترحيب واحترام من كل مواطنى جنوب السودان لأنه يمس حياتهم اليومية بصورة مباشرة , خاصة كما قال أكوى دينق أمه وجود بلا أطماع كبعض القوى الاقليمية والدولية التى تنهب على حد قوله ثروات الجنوب وتعمل على إذكاء الصراع المسلح فيه لتحقيق اقصى استفادة ممكنه من حالة التوتر التى يعيشها منذ منتصف القرن الماضى .
فى مقر الرى المصرى فى جنوب السودان وهى التسمية المحببة لسكان جوبا قابلت المهندس حسام الطوخى مدير عام مشروعات التعاون الفنى بجنوب السودان الذى قال ان بعثة الرى موجوده هنا منذ عشرينات اقرن الماضى وانه بعد اقرار الانفصال فى 2005 ثم الانفصال الفعلى فى 2011 تم توقيع مذكرة تفاهم فى مجال الموارد المائية بين الدولتين بمبلغ 26 مليون دولار تشمل انشاء مشروعات محطات مياه للشرب وتطهير المجارى المائية زاقامة معمل مركزى لتحليل المياه بالاضافة الى تاهيل محطات قياس المناسيب
ويؤكد انه تم الانتهاء الفعلى من انشاء 6 محطات مياه شرب تخدم 20 الف نسمة من بين 30 محطة مستهدفة , وكذلك الانتهاء من الدراسات الفنية والاقتصادية لاقامة سد واو بسعة تحزينية 2 مليار متر مكعب ويولد كهرباء بطاقة 11 ميجاوات .
وويقول المهندس حسام ان المشروعات التى يقوم بها الجانب المصرى تمس حياة المواطنين البسطاء مباشرة خاصة انها فى مجالات التنمية والصحة , لذلك فهى محل ترحيب من الجميع .و ويقوم حاليا الجانبين المصري والجنوب السوداني بدراسة تنفيذ ثلاثة مشروعات جديدة
اولها انشاء عدد (4) سدود حصاد مياه الامطار (حفائر) في ولايات تونج و جوجيريال وايماتونج حيث تبلغ السد الواحد 40 ألف متر مكعب وسيتم تزويدها بأحدث وسائل التكنولوجية لاستخدام الطاقة الشمسية في تشغيل طلمبات الرفع لتخفيض تكلفة التشغيل من اجل توفير مياه الشرب النقية والاحتياجات المائية للأهالي والثروة الحيوانية . و انشاء المزرعة النموذجية بمدينة واو على مساحة 100 فدان حيث تم تخصيص موقع المزرعة على نهر البوشري احد روافد نهر الجور وسيتم تجهيز المزرعة بأحدث نظم الري الحديثة واعمال البنية التحتية .وكذلك تطوير المجرى الملاحي لبحر الجبل للملاحة النهرية وستقوم بعثة مساحية مشتركة من الجانبين المصري والجنوب السوداني لأعمال الرفع المساحي للمرحلة الاولي من مدينة جوبا وحتى مدينة جميزة لتجهيز مستندات الطرح لأعمال التطهيرات للمجرى الملاحي ويشمل المشروع في مراحلة الاخرى تأهيل المجرى الملاحي لبحر الجبل بالكامل لخدمة الملاحة النهرية بين مدينة جوبا وصولا الى مدينة ملكال .
اما فى مقر شركة المقاولون العرب فى العاصمة جوبا التقيت المهندس علاء النجار مدير فرع الشركة فى جنوب السودان , حيث أكد انتهاء الشركة من انشاء محطة قياس مناسيب المياه فى (منجلة ) وهى واحدة من بين 3 محطات سيتم الانتهاء منها جميعا بعد تحسن الاوضاع الامنية .

ويضيف انه تم الانتهاء ايضا من انشاء محطة مياه فى مدينة واو ومرسى نهرى فى ولاية واراب وكذلك فرع جامعة الاسكندرية والذى يضم 3 كليات للتربية والزراعة والطب البيطرى وكلها جاهزة للافتتاح بمجرد عودة الاستقرار للجنوب.
مشيرا الى ان حجم العمل الذى تقوم به الشركة يبلغ 34 مليون جنيها تشمل الجامعة على مبانى الكليات ومبنيين لهيئة التدريس ومبنيين لاسكان الطلاب ومبنى لادارة الجامعة التى تقع على مساحة 3 الاف فدان .
عقب اللقاءين استشعرت بالسعادة فعلا, فشباب مصر ودولتهم قادرون على التواجد فى الزمان والمكان الصحيحين مهما كانت الظروف الاقتصادية , فحجم الوجود الاجنبى الاوروبى والصينى والاسرائيلى وايضا دول الجوار كبير جدا , ولكن يبقى للوجود المصرى المحايد ازاء الصراعات الداخلية فى جنوب السودان مميزا ومتجردا , وتبقى ثقة البسطاء من الجنوبيين فى المهندس والطبيب والادوية والاغذية المصرية بلا حدود وضمن اطارها الاخوى .
ومع ذلك يبقى غياب الاستثمارات المصرية فى جنوب السودان علامة استفهام كبيرة , فرغم مطالبة الجنوبيين انفسهم لرجال الاعمال المصريين والوعود التى حصلوا عليها اكثر من مرة الا ان احدا لم يات اليهم حتى الان .
رابط دائم: