أصبحت الحرائق على متن الطائرات ظاهرة مثيرة تشغل بال المسافرين وشركات الطيران حيث شهد هذا العام تزايدا لمعدلات الحرائق على الطائرات، لعل أبرزها هذا العام الحريق الذى اندلع بطائرة مصر للطيران المنكوبة التى سقطت فى البحر المتوسط ولم تعرف أسبابه حتى الآن وفقا لما قالته لجنة التحقيق فى الحادث كما شهدت العديد من شركات الطيران حرائق على متن طائراتها كان آخرها حريقا بطائرة طيران الإمارات الأسبوع الماضى وقبلها تعرضت طائرة للخطوط السنغافورية لحريق أيضا.. فما هى أسباب حرائق الطائرات.. وكيف تحدث.. ولماذا تتزايد.؟
خبراء الطيران يؤكدون أن الكثير من حوادث الحرائق بالطائرات قد تبدأ فى «أماكن صعبة جدا» يصعب على طاقم الطائرة الوصول إليها كما يؤكدون أنه لا يمكن القضاء على جميع مصادر الاشتعال على متن الطائرات ولكنهم يرون أن هناك بعض الحرائق التى تحدث على متن الطائرات فى الجو قد تجعل الطائرات تسقط وتتحطم! وأشاروا الى أن الحرائق بالطائرات قد تكون معتادة بشكل صادم وإن كانت غالبية هذه الحوادث تنتهى بسلام ولكن الأشد خطورة هو نشوب حرائق فى أثناء عملية الطيران وهو ما حدث للطائرة المصرية المنكوبة الأيرباص 320 والتى يشير أحد الخبراء إلى أن المعلومات المتاحة بشأنها مازالت محيرة فالمعلومات تشير الى أن الطائرة ظلت تصدر إنذارات بوجود أدخنة وارتفاع فى درجة الحرارة لثلاث دقائق ثم أخذت تحلق لأربع دقائق بدون إنذار قبل أن تسقط لمدة دقيقتين.. هذه الدقائق فى زمن الرحلة فى الجو تعتبر «قصيرة» إذا كان ما حدث بالطائرة حريقا عاديا! ولكنها تعد فترة زمنية «طويلة» إذا كان الحريق بالطائرة نتيجة انفجار! وهو ما جعل الكثير من الخبراء فى حيرة من الأمر. ولكن كيف تحدث الحرائق على الطائرات؟.
المعروف أن هيكل الطائرة يتكون من الجسم والأجنحة ومجموعة الذيل ويراعى فى تصنيع هذا الهيكل أن يكون خفيفا وصلبا ومن هنا توصلت شركات صناعة الطائرات التى سبيكة من معدنى الألمونيوم والمغنيسيوم أطلق عليها اسم (ديور ألمونيوم) تجمع بين القوة والخفة معا وهى من المواد القابلة للاشتعال أما أعلى درجات الحرارة فتوجد بمحركات الطائرة حيث تصل فى قلب غرفة الاحتراق بالمحرك الى 3000 درجة كلفن (درجة كلفن = 273+ الدرجة المئوية) كما أن كمية الوقود قد تصل الى 70 طنا بالطائرات العملاقة مثل البوينج 747 والوقود المستخدم بالمحركات النفاثة هو الكيروسين وهو سائل سريع التبخر وسريع الاشتعال وذو انسيابية عالية و غير قابل للتجمد فى درجات الحرارة والتى قد تصل الى 58 درجة تحت الصفر فى الارتفاعات العالية للطائرة كما أن مقاعد الطائرة والجدران والقواطع بها يدخل فى صناعتها مواد قابلة للاشتعال! ويشير الخبراء الى أن الطائرات الحديثة بها أجهزة استشعار لانبعاثات الدخان وأجهزة إطفاء ذاتية وطفايات حريق فى مخزن شحن البضائع وفى كابينة القيادة وفى كل دورة مياه بالطائرة. ويشير الخبراء الى بعض الإحصاءات عن الحرائق على الطائرات ففى امريكا فقط يحدث سنويا ما بين 900 و1100 حادثة تتعلق بانبعاث دخان أو اندلاع حريق بالطائرات ويتضاعف هذا الرقم عالميا إذا تعلق الأمر ببقية أسطول شركات الطيران العالمية، ويرجع الخبراء تزايد معدلات انبعاث دخان ونشوب حرائق بالطائرات إلى زيادة أعداد المسافرين وزيادة رحلات الطيران وبالتالى ارتفاع معدلات التشغيل للطائرات.
أما أسباب وفرص حدوث حرائق بالطائرات فمنها اصطدام الطائرة أو الاحتكاك القوى عند الهبوط أو تعرضها لصاعقة رعدية أو تسرب الوقود أو حدوث شرارة كهربائية قد تلامس الوقود فتشعله فى منطقة التسرب أو الهبوط الخاطئ أو خلل فى المحرك أو أخطاء أو عيوب فنية أو أخطاء تشغيلية مثل مخالفة أحد أفراد طاقم الطائرة لنظم التشغيل كل هذا قد يؤدى بدرجة كبيرة الى حريق.. وهناك أيضا أخطاء بشرية كأخطاء الصيانة من جانب بعض الفنيين أو استعمال قطع غيار منتهية الصلاحية أو حمل مواد قابلة للاشتعال على متن الطائرة وتظل هناك أيضا أسباب غير معروفة لحرائق قد تنشب بالطائرات.. بخلاف الأعمال الارهابية وهو ما جعل الكثير من شركات الطيران تزيد من تدريبات أطقم الطائرات بشأن كيفية التعامل مع الحرائق التى اصبحت مشكلة تواجه شركات الطيران.
رابط دائم: