رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
والغريب أن الفيلم لم يتعامل مع هذا الفشل من منطلق التضييق عليها مثلا من قبل رؤسائها الرجال على أساس أنه مبدأ عام تعانى منه المرأة عموما فى جميع المجالات والميادين , بل جعل الفشل ناتجا عنها بعد أن أظهرها كشخصية غير كفؤة وغير جديرة بالعمل فى هذا المجال على الإطلاق , بدليل أنها تسببت بإفساد كل المهمات أو الحملات الأمنية التى شاركت فيها ! وبالتالى وبدلا من دفاعها عن عمل وحقوق المرأة راحت تسيء إليها حتى وإن كان قد جاء هذا دون قصد أو تعمد منها , واعتقد طبعا أنها ليست هى المسئولة عن ذلك وإنما هو عيب السيناريو الذى كتبه خالد جلال، فهو ورغم كفاءته وأهميته كمؤلف فإنه لم يكلف نفسه عناء التعامل مع هذا الموضوع الحساس بشكل أكثر احتراما وجدية! وحتى عندما أدرك صناع الفيلم هذا العيب وقاموا بتصحيحه فكان هذا فى نهاية الفيلم وتم بشكل مفتعل ومتصنع فجعلوا عصمت أبو شنب تنجح ولأول مرة فى تنفيذ مهمة شاقة بعد أن قامت بإنقاذ الأطفال المخطوفين من قبل إحدى العصابات الخطيرة بمفردها وبعيدا عن رئيسها المباشر وحبيبها أيضا الضابط حسن أبو دقن ! وعلى أى حال فنحن اعتدنا على مثل هذه العيوب التى تعتبر شيئاً عادياً وطبيعياً مادمنا بصدد فيلم كوميدى , وكأن الكوميديا عندنا فقط ودون سائر أنحاء العالم تتنافى أو تتعارض مع وجود الموضوعية أو الجدية! وبصرف النظر عن الملاحظات والعيوب فإن ذلك لم يؤثر ولم يقلل من حجم النجاح والإقبال الجماهيرى الكبير على الفيلم وذلك نظرا لمستواه العالى جدا من الكوميديا الراقية البعيدة تماما عن الإسفاف أو الاستظراف المتعارف عليه فى مثل هذه النوعية من الأفلام! ويرجع الفضل فى ذلك أولا للإخراج الجيد لسامح عبد العزيز ثم لكل نجوم الكوميديا المشاركين فى الفيلم بيومى فؤاد ولطفى لبيب وبدرية طلبة وإيمان السيد ورجاء الجداوى وحمادة بركات وليلى عز العرب ومحمد أحمد الذى قام بدور «أبو شنب». وحتى ظافر عابدين رغم أنها التجربة السينمائية الأولى له فأنه استطاع أن يضيف للفيلم بحضوره الطاغى وبراعته فى تجسيد دور الضابط الجاد المتشدد «أبو دقن» فكان واحدا هو الآخر من المكاسب الحقيقية للفيلم بصفة خاصة وللسينما بعد ذلك بصفة عامة. أما ياسمين فبرغم نجاحها واستمرارها فى المنافسة أمام سطوة النجوم الرجال فإنه عليها أن تنتبه فيما بعد إلى ضرورة التغيير ليس فى الكوميديا فقط ولكن أيضا فى الأدوار النمطية التى تقوم بها, خصوصا أنها تستطيع ذلك بسهولة لما تملكه وتتمتع به من مقومات ومواصفات عديدة من أهمها خفة الدم والجمال وهما صفتان نادرا ما تجتمعان فى كوميديان , ولكنهما اجتمعتا هنا فجعلتا »ابو شنب« تنجح فى مواجهة »أبو دقن«!