رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

ديلى إكسبريس : علاقات لندن مع القاهرة والرياض مهددة بالتوتر بسبب مذكرة «الداخلية»

> تقرير ــ هانى عسل
أثار الموقف المتخبط الذى أظهرته الحكومة البريطانية تجاه منح اللجوء السياسى لعناصر وقيادات جماعة الإخوان المسلمين عاصفة من الغضب فى أوساط البريطانيين، الذين لم تعجبهم فكرة منح صفة اللجوء لعناصر جماعة إرهابية فى وقت تعانى فيه بريطانيا وأوروبا كلها من خطر الإرهاب، ومن النفوذ المتزايد بشكل عام للإسلاميين فى البلاد، والذى ترسخ بوصول شخص مسلم تحوم حوله شبهات علاقته بالجماعات المتطرفة إلى منصب رئيس بلدية لندن قبل بضعة أشهر.

فقد نشرت صحيفة «ديلى إكسبرس» البريطانية تقريرا مطولا تحت عنوان «مذكرة صادمة بوزارة الداخلية تكشف: أعضاء الإخوان يمكنهم اللجوء سياسيا إلى المملكة المتحدة»، ذكرت فيه أنها تمكنت من الاطلاع على نص مذكرة داخلية عبارة عن «دليل إرشادي» صادر عن وزارة الداخلية يؤكد أنه سيكون من حق أعضاء الجماعة المحظورة فى مصر والسعودية طلب اللجوء السياسى فى المملكة المتحدة.

وقال فيسنت وود صحفى الجريدة البريطانية الذى اطلع على نص هذه المذكرة إن هذه الخطوة من جانب الحكومة البريطانية تأتى على الرغم من أن جماعة الإخوان تعد منظمة إرهابية فى أنحاء العالم العربي، وكانت لها أهمية فى تأسيس تنظيم القاعدة، كما تتبنى فكرة «الجهاد» العالمي، بحسب تعبيره.

وعلى الرغم من أن السفارة البريطانية بالقاهرة حاولت التلاعب بالألفاظ، ووزعت على وسائل الإعلام المصرية بيانا «هزيلا» ذكر أن ما تعنيه السلطات البريطانية بهذه المذكرة هو أنها ستدرس كل حالة طلب لجوء على حدة وفقا لالتزامات بريطانيا الدولية، وأنها لن تمنح حق اللجوء السياسى إلا لأشخاص موجودين بالفعل على أراضيها، فإن صحيفة «ديلى إكسبريس» حذرت من أن خطوة كهذه معناها تعريض العلاقات بين المملكة المتحدة وحلفائها الشرق أوسطيين، مثل مصر والسعودية، للخطر، خاصة وأن هذين البلدين أعلنا من قبل أن الإخوان جماعة إرهابية، بل وأشارت الصحيفة نفسها إلى أن رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون نفسه كان قد اعتبر فى العام الماضى أن «أقساما» من الإخوان لديهم علاقة واضحة مع التطرف العنيف، سواء كأيديولوجيا أو كشبكة، غير أنه لم يصل إلى درجة إصدار قرار باعتبار الجماعة «إرهابية» فى بريطانيا، مكتفيا بوضعها تحت المراقبة.

وبلغ التخبط البريطانى مداه عندما أكدت السفارة أن بريطانيا ترفض تقديم الحماية لأولئك الذين ارتكبوا جرائم خطيرة والذين يمثلون خطرا على أمنها القومى ومجتمعها، ولكن هذا الكلام مهدد بالنسف بموجب ما جاء فى المذكرة السابق الإشارة إليها، والتى تحدثت عمن يواجهون خطر الإعدام، وهو كلام ينطبق على عدد كبير من قادة الجماعة، وتحدثت أيضا عن صحفيين وعمن شاركوا فى أنشطة مظاهرات، وهى كلها تعبيرات فضفاضة للغاية، فضلا عن أن السلطات البريطانية قد ترى أن الجماعة، وإن كانت تشكل خطرا فى دول أخري، فإنها لا تشكل خطرا أو تهديدا مباشرا على بريطانيا.

وجاء هذا التخبط ليكمل مسيرة أسبوع حافل من القرارات والحركات البريطانية الغريبة، فبعد المحادثات الهاتفية الإيجابية بين الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، خرجت بعض التقارير التى تتحدث عن لقاء جرى بين أشخاص محسوبين على جماعة الإخوان مع رئيسة الوزراء البريطانية، إلا أن الحكومة البريطانية نفت حدوث ذلك، وأكدت أن ماى لم تلتق أى أعضاء من الجماعة منذ توليها رئاسة الحكومة.

المثير من الأمر أن موجة بركانية غاضبة من التعليقات انهالت على صحيفة «ديلى إكسبريس» بعد نشرها أنباء مذكرة اللجوء السياسى للإخوان، معبرة عن استياء البريطانيين الشديد من التوجه البريطانى نحو هذه المعاملة «الودية» مع جماعة إرهابية، ووجه أصحاب تعليقات انتقادات لاذعة إلى حكومتهم على هذه الخطوة.

.. فهل يصبح تقرير «ديلى إكسبريس» عن مذكرة الداخلية البريطانية واقعا؟ وهل تستطيع الحكومة البريطانية الصمود فى وجه هذه الاعتراضات الهائلة على سياساتها تجاه «الإخوان»؟ أم أن الأمر كله ليس سوى «بالونة اختبار» للرأى العام هناك؟!

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق