رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

فلسفة زويل

فقدت مصر، والعالم علما من أعلام العلم طبقت شهرته الآفاق، إنه العالم الراحل الكبير أحمد زويل رحمه الله الذى برع فى محراب الفيزياء والكيمياء، خاصة كيمياء الفيمتو ثانية، والتى أحدثت انقلابا كبيرا فى العلوم الحديثة ومفاهيمها، وتطبيقاتها المتعددة فى كثير من المجالات

ولا عجب أن يلقى الرجل التكريم المناسب والجوائز الدولية العديدة التى نالها عن جدارة، ولفتت نظرى مقولة له قليلة فى كلماتها عظيمة فى معانيها ودلالاتها، حيث قال.. «الغرب ليسوا عباقرة ولسنا نحن أغبياء، هم يدعمون الفاشل حتى ينجح، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل!! أجل، فلو استكان للوائح البيروقراطية عند تخرجه بامتياز لكان أقصى ما يطمح إليه أن يكون معيدا فى الجامعة أو أستاذا بعد مشقة وعناء، وبالفعل فإن المتفوقين والنابغين لا يتم اكتشافهم إلا فى حالات نادرة، فإن أردنا النهوض ببلادنا، فلابد من اكتشاف براعم العلم فى مهدها ورعاية المتفوقين منهم وتهيئة الفرص والامكانات لتحقيق ابداعاتهم ونبوغهم.

إن كثيرا من المنصفين يعترفون بأن الطفل المصرى من أذكى الأطفال فى العالم.. لكن، وللأسف، كان تراجع دور المدرسة وانحسار المنظومة التعليمية عاملا أساسيا فى عدم اكتشاف أمثال هؤلاء النابغين ورعايتهم، ويفاقم ذلك انتشار مراكز الدروس الخصوصية التى لا يأبه القائمون عليها باكتشاف مثل هؤلاء النابغين لأن كل همهم هو الربح ولا شيء غيره... ومن ثم فلابد أن يعود للمدرسة دورها الأساسى حتى تكون الفرصة متاحة لاكتشاف الطلبة النابغين والاهتمام بهم فى كل مراحل التعليم بدلا من وضع العراقيل وتثبيط همهم.

وعلى نفس المنوال ينبغى أيضا الاهتمام ـ كذلك ـ بالعاملين الاكفاء والمجتهدين فى عملهم بكفاءة واقتدار فى مواقع العمل المختلفة والذين يعملون فى صمت، ولكن للأسف لا يتم تقديرهم التقدير الكافي، بل قد يتم محاربتهم ووضع العقبات فى طريقهم، خاصة فى مجالات العمل المتميزة مثل الشركات والبنوك والمصالح المهمة التى يخضع تقييم العاملين فيها غالبا لأهواء رؤسائهم، ولذلك ينبغى وضع معايير موضوعية محددة لتقييم جهود العاملين، بحيث لا يضار العاملون الأكفاء الذين يعتبرون عماد العمل ودعامته، ولقد كانت خطوة موفقة عندما هيأت الدولة الفرصة للشباب ـ شباب البرنامج الرئاسى ـ لتقديم نموذج محاكاة الدولة المصرية للتعامل مع التحديات، والأزمات وما أكثرها الآن حتى تخرج بلادنا من عنق الزجاجة، وتنطلق إلى مصاف الدول المتقدمة، وبذلك تتقدم الأمم وتنهض بأبنائها الأوفياء.

محمد فكرى عبد الجليل

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    ^^HR
    2016/08/08 09:07
    50-
    82+

    مشهد الوداع الاخير جاء كأصدق تعبير عن حقيقة زويل
    الحقيقة زادت وضوحا ورسوخا لدى العالمين بحقيقة زويل وقدره وصدقه ونبل دوافعه وعلو قامته فى سماء العلم ،، زويل باق فى ضمير ووجدان الانسانية بعلمه ومآثره وانجازاته أما الذين قللوا من شأنه واهمية انجازاته للبشرية فسيظلون نكرات واقزاما وحياتهم مثل مماتهم
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق