رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

ترقية الشهداء .. واجب وطنى

> كتب ــ محمد دنيا
جلست تبحث بين السطور عن اسم ابنها ضمن المئات من الرجال الذين يقدمون أرواحهم فداء لهذا الوطن .. تمققت عيناها حتى سالت منها الدموع على وجنتيها،

فلم تجد ابنها الشهيد فى حركة تنقلات وترقيات ضباط الشرطة التى أصدرها اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية منذ أيام قليلة، فقد استشهد فى مذبحة كرداسة قبل نحو 3 سنوات، و توقفت به عقارب الزمن بعدما غدر به ارهاب اسود مع زملائه من الشهداء.

لم تكن والدة الشهيد محمد فاروق، هى وحدها من تبحث عن ابنها وفلذة كبدها بين من فرحوا بالترقية الجديدة، بل كان معها كل أم شهيد فى الشرطة راحت تبارك لزملاء ابنها وقلبها يعتصر حزناً على فقيدها، وتمنت لو كان على قيد الحياة ليحمل على كتفه «نجمة» جديدة تمنحه لقب يضاف إلى تاريخه الحافل بالعزة والكرامة والتضحية فداء للوطن، وأنين صوت قلب الأم يقول باكياً «ليتك يابنى كنت حى وتشوف حالى!»

ما أصعب شعور هذه الأم وتلك الزوجة عندما تتذكر اليوم الذى تخرج فيه ابنها أو زوجها فى كلية الشرطة ليحمل لواء الدفاع عن أمن وسلامة الوطن وكانت تنتظر كل ترقية جديدة تضاف إلى سجله المهني وتفتخر به أمام الناس ويكون قدوة لأبنائه، ورغم أن الشهيد نال أسمى درجات الشهادة دفاعاً عن وطنه وسقط هو لتبقى مصر واقفة شامخة فى وجه أعدائها، وحرص وزارة الداخلية كما جرت العادة على تكريم الشهداء واسرهم بعد استشهادهم، فيرقى الشهيد من تاريخ استشهاده ترقية استثنائية للرتبة الأعلى من رتبته وقت استشهاده، كما تمنح عائلته معاشاً يساوى أقصى مرتب الرتبة التى يرقى إليها وذلك من تاريخ استشهاده، إلا أن هذا التكريم يجب أن يظل مستمراً من خلال التدرج فى الرتب، وحصول الشهيد على ترقيته بين زملائه كأنه حي يرزق، فهو دفع الثمن غاليا، ولو كان على قيد الحياة لم يكن يقدم للوطن مثلما قدم فى استشهاده.

«ابنى محمد كان هيبقى مقدم شرطة قد الدنيا» .. بهذه الكلمات بدأت الحاجة فاطمة، والدة الشهيد الرائد محمد فاروق، معاون مباحث قسم شرطة كرداسة كلماتها وبنبره حزينة قالت : ابنى مات دفاعاً عن الوطن ونال الشهادة، وهو كان يتمناها فى سبيل الله والواجب، ويجب أن تظل سيرته العطرة موجودة بين زملائه، فكم كنت أتمنى أن أراه فرحاً بالترقية الجديدة التى طالما كان ينتظرها، لكن يد ارهاب الغادرة طالته وقضت على حلمه وحياته قبل أن ينال تلك الفرحة، ولن يعوضني عنه أى شيء فى الدنيا.

أما السيدة نجاة والدة النقيب الشهيد ضياء فتوح الذى استشهد أثناء تفكيك قنبلة بالقرب من قسم الطالبية فقالت : أنها كانت تتمنى أن ترى ابنها الشهيد فى رتبة اللواء مثل والده، لكن يد ارهاب الآثمة اغتالته قبل تحقيق هذه الأمنية، وأن هذه الترقية الاعتبارية هي تكريم متواصل للشهداء يظل معهم بمرور السنين ويعطى شعور سر الشهداء بأنهم مازالوا على قيد الحياة.

هنأت زملاء ابنى بالترقية الجديدة .. هكذا قال الحاج على والد الشهيد ملازم أول محمد المسيرى شهيد أحداث الحرس الجمهورى، ولا تمر أى لحظة إلا وأتذكر فيها ابنى الشهيد الذى ضحى بحياته من أجل وطنه وهو فى مقتبل عمره، فمازلت أتذكر فرحته عندما التحق بكلية الشرطة ثم تخرجه فيها، وفرحتى ووالدته بأنه أصبح ضابط شرطة يخدم بلده، لكن الإرهاب الأسود اغتال تلك الفرحة وأسكن مكانها الحزن فى قلوبنا وحياتنا، وفى حركة الترقيات الأخيرة فكان يفترض أن يكون محمد ابنى برتبة النقيب، وتخيلت صورة «محمد» وهو يرتدى بدلته الشرطية ويحمل فوق كتفيه النجوم الثلاث.

أما الحاجة مُجدة والدة النقيب الشهيد أحمد سمير الكبير قالت وهى تغالب دموعها : «أحمد» حصل على ترقيته فى الجنة فهو شهيد ونال أعلى درجات الشهادة دفاعاً عن وطنه، وأتمنى أن تظل ترقياته مستمرة كأنه على قيد الحياة فصورته أمام عينى طوال الوقت لا تفارقنى لحظة واحدة.

ومن جانبه، قال اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية الأسبق ان ترقى الشهيد بنفس تدرج دفعته، هو عملية اعتبارية تسهم فى رفع الروح المعنوية لأسرته وحتى يفخر به أبنائه ويكون قدوة لهم، ولها انعكاسات إيجابية أخرى على آسر الشهداء فى الجانب المادى فى حال ترقى الشهيد إلى رتب أعلى، وتحصل أسرته على راتب الرتبة الجديدة، وهذا من شأنه أن يساعد أسر الشهداء على تحمل أعباء الحياة.

ويوجد مقترح بتقنين معاشات أسر الشهداء وجعلها رواتب ترتفع بالتزامن مع الترقى فى الرتبة وفق زملاء الشهيد من دفعته، وهذا المقترح ستتم مناقشته فى مجلس النواب بعد أن تقدم عدد من نواب المجلس بمقترحا ينص على تدرج الشهيد فى الرتب بعد وفاته ليحصل ذووه على المستحقات المخصصة لكل رتبة. أما اللواء مجدى البسيونى مساعد وزير الداخلية الأسبق، فقال إن قانون الشرطة لا ينص على تدرج الشهيد فى الرتب بعد استشهاده، إلا أن وزارة الداخلية تعمل جاهدة على توفير كل سبل الراحة والاهتمام بأسر الشهداء.

أما النائب عصام فاروق، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان، فقد أوضح أن هناك بالفعل مقترحا بقانون فى مجلس النواب ينص على منح أسرة الشهيد نفس الراتب الذى كان يتقاضاه قبل استشهاده، بالإضافة إلى حقه فى الترقى بنفس تدرج دفعته، وأحيل إلى لجنة الدفاع والأمن القومي بالمجلس لدراسته.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    مصرى حر
    2016/08/06 06:22
    0-
    7+

    ترقية الشهداء .. واجب وطنى وشئ رمزى لا اكثر
    ولكن لن يعوض الشهداء الا الجنة إن شاء الله ... ولن يعوض اسرهم وذويهم وجميع المصريين كنوز الدنيا عن فقد ابطال ورجال الوطن الذين بذلوا دماءهم من اجل امن شعبهم ووطنهم
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق