ندد الداعية فتح الله جولن بالقضاء التركى أمس، معتبرا أنه»غير مستقل ويمتثل لأوامر النظام»، ذلك بعد صدور مذكرة اعتقال رسمية بحقه واتهامه بالتدبير لمحاولة الانقلاب الفاشلة فى ١٥يوليو الماضى.
وقال جولن فى بيان له من مقر إقامته فى ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة «من المؤكد أن النظام القضائى التركى ليس مستقلا، وبالتالى فإن مذكرة التوقيف هذه هى مثال جديد على نزعة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى التسلط والابتعاد عن الديمقراطية». وذكر جولن بأنه «أدان مرات عدة محاولة الانقلاب فى تركيا ونفى أى معرفة أو ضلوع له فى هذه القضية».
ومن جهتها، نقلت وكالة «الأناضول» عن مصادر أن التهم الموجهة لجولن وفقا لمذكرة الاعتقال، التى أصدرتها السلطات فى حقه مساء أمس الأول ــ الخميس ــ هى «محاولة الإطاحة بحكومة الجمهورية التركية أو منعها من مزاولة مهماتها، وحرمان حرية أشخاص بشكل جبرى أو تحت التهديد أو الحيلة، وارتكاب جريمة قتل، وممارسة القتل المنهجى بحق موظفى الدولة، ومحاولة القضاء على النظام الدستوري، وإلحاق أضرار بالممتلكات والممتلكات العامة».
وفى السياق نفسه، كررت الحكومة الأمريكية على لسان مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن الآلية القضائية لموضوع تسليم جولن سوف تستغرق وقتا. وقال تونر إن وزارة العدل «لا تزال تحاول تحديد ما إذا كانت الوثائق التى أرسلتها تركيا تشكل طلب تسليم رسميا أم لا».
جاء هذا فى الوقت الذى كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن المسئولين الأمريكيين لا يتوقعون تسليم جولن إلى الحكومة التركية، وذلك بسبب عدم قناعة واشنطن بالأدلة التى تقدمت بها أنقرة، بالإضافة إلى الشعور بالانزعاج إزاء التصريحات الصادرة عن مسئولين أتراك والتى تتسم بالتهديد. ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن مسئولين أمريكيين وأتراك قد أجروا مشاورات سرية بشأن تسليم جولن، غير أن السلطات الأمريكية لم تقتنع بعد بمدى صحة الأدلة المتعلقة بتسليم الداعية التركي.
ومن ناحية أخرى، اشتعلت الحرب الكلامية ما بين تركيا والنمسا فى ظل العلاقات المتوترة ما بين البلدين بعد محاولة الانقلاب، واقتراح المستشار النمساوى كريستيان كيرن إنهاء محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
ووصف مولود تشاووش أوغلو وزير الخارجية التركى النمسا بأنها «عاصمة العنصرية المتطرفة». وقال فى حوار مع قناة «تي. جي. تي. آر خبر» إن تعليقات كيرن «قبيحة» رافضا إياها جملة وتفصيلا.
وفى فيينا، طالب سيباستيان كورتس وزير الخارجية النمساوى نظيره التركى بالاعتدال فى التصريحات والأفعال. وقال كورتس «أرفض بشدة انتقاد وزير خارجية تركيا للنمسا. ندعو أنقرة لأن تكون معتدلة فى اختيار كلماتها وتحركاتها فى الداخل، وأن تقوم بواجباتها».
وداخليا، اتسعت حملة التطهير لتطال هذه المرة الحزب الحاكم نفسه، حيث أعلن حزب العدالة والتنمية أن الفترة المقبلة ستشهد عملية إحلال وتجديد فى صفوفه لاستبعاد أى أعضاء على صلة بفتح الله جولن.
رابط دائم: