رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

سياسيون ومفكرون عرب يقرأون ديوان الأهرام
السفيرأحمد بن حلى نائب الأمين العام للجامعة العربية:
أسهمت فى تشكيل الوعى العربى وإعلاء الحس القومى

لم تكن الأهرام مجرد صحيفة انطلقت لتسد فراغا فى المشهد المصرى قبل 141 عاما لكنها ولدت لتجسد بوضوح كونها الصحيفة الرسالة والمسئولة تجاه وطن آنذاك كان يبحث عن هويته ومع التحولات السياسية التى نتجت عن ثورة الثالث والعشرين من يوليو من العام 1952 بقيادة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر حملت الأهرام عبئاقوميا الى جانب أعبائها الوطنية فتحولت لتكون منبرا لقضايا الأمة ومصدرا للتنوير والإحياء والتجديد خاصة بعد تولى رئاسة تحريرها محمد حسنين هيكل وعلى الرغم من كل المتغيرات المتسارعة سواء فى المحروسة أو الإقليم أو فى العالم ظلت الأهرام حريصة على دورها الوطنى القومى التنويرى وإن اختلفت الأدوات وتفاعلت مع العصر بثورته العلمية والتقنية .. هنا حصيلة لقاءات وحوارات مع عدد من أبزر السياسيين والمفكرين والمثقفين العرب حول رؤيتهم لـ «الأهرام» وهى تحتفل بذكرى تأسيسها الواحدة والأربعين بعد المائة .

لقد أصبحت مؤسسة الأهرام اليوم إحدى المنارات الإعلامية فى دنيا الثقافة والفكر والفنون حيث تجاوزات إضاءاتها وتأثيرها عالمنا العربى لتصل الى الفضاء الكونى وترسخ وجودها كمرجعية ومصدر للمعلومات من قبل السياسيين والباحثين والمختصين والإعلاميين وبلا جدال لعبت صحيفة الأهرام وما زالت دورا تنويريا فى عالمنا العربى على مدى تاريخها وحفزت بقية العائلات الصحفية المصرية والعربية ووسائل الإعلام الأخرى على المنافسة الشريفة والسباق للإرتقاء بالأداء الصحفى وانتهاج أسلوب الحداثة والتطوير فى التغطية الإعلامية واكتساب أحدث تكنولوجيا العصر وكانت بكل أمانة باعثا للنهضة الصحفية فى مصر والعالم العربى ومصدرا لإثراء الساحة الصحفية أيضا ببروز العديد من الجرائد والمطبوعات الراقية مثل مؤسسة دار الهلال وروزاليوسف ودار المعارف ودار أخبار اليوم وغيرها على مستوى مصر تحديدا وصحف عدة على مستوى الوطن العربى ولا أود أن أخص بها واحدة دون أخرى .

ومن محاسن الأقدار أن تداول على رئاستها كتاب أفذاذ مرموقون عبر تاريخها الحافل بالإنجازات الصحفية , فقد عايشنا ونحن طلاب فترة تولى الأستاذ محمد حسنين هيكل مسئولية تحريرها وهو المفكر القدير وصاحب القلم الرصين والمعلومات الغزيرة والبصيرة النافذة لوقائع الأحداث ومجرى التاريخ والذى أثرى المكتبة العربية بالمراجع السياسية المهمة وهو الذى جعل من الأهرام تجمعا للنخبة المثقفة فى مصر والعالم العربى حيث ضمت كوكبة من المفكرين العظماء والكتاب اللامعين من مختلف التيارات والمشارب الفكرية والعقائدية مثل الدكتور طه حسين ونجيب محفوظ وعباس العقاد والدكتورة عائشة عبدالرحمن (بنت الشاطئ )ويوسف إدريس ويوسف السباعى وغيرهم من المفكرين والمصلحين الذين كنا ننتظر إنتاجهم خاصة فى ملحق الجمعة لنلتهم وجبته الدسمة الراقية والمتنوعة من فنون الأدب والفلسفة والثقافة والعلوم.

ولقد مشى الأستاذ هيكل بحكم ثقافته العالمية وإطلاعه الواسع بالأهرام عبر المحطات العالمية الكبرى فى مجال الصحافة والإعلام على غرار كبريات الصحف فى لندن وباريس وواشنطن وطوكيو وبرلين ,كما استطاع توفير حيز مهم من حرية التعبير لكتاب الأهرام فضلا عن جرأة الطرح للقضايا المهمة ونصب نفسه محاميا للدفاع عما ترسمه أقلام الأهرام وروافدها وما تطرحه للعقول من أفكار وآراء متنوعة , وهكذا أصبحت الأهرام وإصداراتها مصدرا لتشكيل الوعى العربى وتكريس الحس القومى ودافعت بكل حماس عن القضايا العربية الكبرى وعن الثقافة والحضارة العربية وواكبت حركات التحرر فى الوطن العربى من نير الاستعمار حيث وقفت بكل صلابة مع الثوة الجزائرية ومع القضية الفلسطينية بكل ثبات والتزام.

ومن منا لايتذكر المقال السياسى الأسبوعى الذى كان يكتبه هيكل تحت عنوان بصراحة , حيث كنا نتسابق ونحن طلاب وافدون على قراءته ليلة الخميس بعد خروجنا من الحفلة المسائية للسينما ولاننتظر حتى يشرق صباح يوم الجمعة ,ومن منا لايتذكر الفنان الفذ المبدع المتنوع المواهب صلاح جاهين برسوماته الكاريكاتورية الساحرة .

أما عن علاقتى بالأهرام , فقدأصبحت مع قهوة الصباح عادة دائمة تلازمنى ,وأحرص عليها بالذات منذ انضمامى الى قيادة الجامعة العربية حيث أطل كل صباح من نافذة الأهرام على العالم الخارجى بقضاياه واحداثه قبل أن أنغمس فى عملى اليومى, وكان أول اتصال مباشر وعن قرب مع الاهرام من خلال التحاقى وأنا ما زلت طالبا بالسنة الجامعية الثالثة كصحفى تحت التمرين بها عقب انتقالها الى المبنى الجديد فى الجلاء ومازلت أتذكر مدى انبهارى بما شاهدته من تقنية حديثة وساعات معلقة على جدران صالة التحرير فيها تشير الى التوقيتات فى العواصم العالمية الكبرى وكم سعدت بما رأيته من التزام المحررين بنظام وجدية وبجهود عمال الطباعة الحديثة لإخراج الأهرام فى أبهى صورة وأنقاها.

هذه ذكريات جميلة اعتز بها وأحن اليها وتلك انطباعاتى عن قصة نجاح مسيرة الأهرام المؤسسة بإصداراتها المتعددة والمتنوعة التى تمثل فى رأيى إحدى المنارات التى أضاءت طريق أجيالنا وساهمت فى تشكيل فكرنا وصياغة تعابيرنا فخالص التهانى الى أسرة الأهرام وهى تحتفل بعيدها الواحد والأربعين ,والى مزيد من التألق والنجاح .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق