أدت الأوضاع غير المستقرة التى تمر بها تركيا الى تراجع الحركة السياحة الى أدنى مستوى لها منذ 22 عاما،حيث تشير التقارير الحكومية الواردة من تركيا الى ان نسبة الإلغاءات وصلت الى أكثر من ٧٠% كما تراجعت الإيرادات بنسبة 25%..
واعلن منظمو الرحلات فى كل من بريطانيا ودول اوروبا تخفيض عدد رحلاتهم الى تركيا الى اجل غير مسمى بعد قيام العديد من العملاء بإلغاء رحلاتهم الى المقاصد التركية..ومن المعروف ان تركيا هى الدولة المنافسة الأبرز للسياحة المصرية وانها سعت خلال السنوات الماضية لمنح منظمى الرحلات فى دول العالم المختلفة ميزات تنافسية للحصول على حصة مصر من حركة السياحة العالمية.
وبالفعل استطاعت تركيا بفضل هذه الحوافز ان تقنع هذه الشركات بزيادة عدد رحلاتها من بقاع العالم المختلفة الى كافة مقاصدها السياحية ، وخلال العام الماضى فقط وصل عدد السائحين اليها الى 42 مليون سائح محققة دخلا وصل الى 36 مليار دولار.وحققت تركيا هذ الرقم الضخم بالرغم من محدودية موسمها السياحى الذى لا يتعدى 6 أشهر فقط فى العام..حيث يضربها الصقيع باقى فصول السنة.
فى حين على الجانب الآخر نجد ان مصر التى تتمتع بطقس رائع معتدل طوال العام ولديها شواطئ ممتدة على طول البحرين الأحمر والمتوسط وتمتلك ثلث آثار العالم..لم تتخط طوال تاريخها السياحى حاجز ال 14 مليون سائح محققة دخلا لا يزيد على 12 مليار دولار..وهى الأرقام التى تم الاحتفال بها فى نهاية عام 2010.
بالتأكيد أن الإجراءات التى اتخذتها تركيا تدعيما لصناعة السياحة كانت السبب الرئيسى وراء هذه الفجوة الكبيرة ..وكانت وراء تفوقها علينا فى مجال كان من المفترض ان تكون لنا فيه الريادة..بل يؤكد خبراء السياحة ان ما اتخذته تركيا من خطوات جريئة تجاة منظومة السياحة ادى الى القضاء على الميزات التنافسية التى تنفرد بها مصر.
وهنا يؤكد منظم رحلات أوروبى يسير عددا كبيرا من الرحلات السياحية الى تركيا وعدد ضئيلا الى المقاصد السياحية المصرية..انه يشعر بالثقة عند التعامل مع القطاع الحكومى السياحى فى تركيا مما يدفعه لزيادة رحلاته كلما امكن له ذلك..فى حين انه فى مصر يواجه العديد من العقبات والروتين الذى يجعله يتردد الف مرة قبل ان يشرع فى وضع برامج جديدة لأى مقصد سياحى مصري.
لافتا الى ان مصر بها العديد من المقومات التى تفتقر لها تركيا مثل الطقس الرائع وشواطئها التى يعشقها الأوروبيون..ولكن بها ايضا العديد من المعوقات التى تهدر الكثير من الجهد والمال.
وقال ان الأحداث التى تمر بها تركيا الأن غير مشجعة على الاستثمار فى تنظيم رحلات خاصة فى ظل تراجع الاقبال على زيارتها..طالبا ان تستفيد مصر من هذا الموقف وتصدر إجراءات فورية وسريعة تجعلنا نعمل على إقناع عملائنا بتغير وجهة رحلاتهم الى المقاصد السياحية المختلفة.
وقد تعهد منظم الرحلات الأوروبى الذى رفض ذكر اسمه بأن يقوم بمضاعفة عدد رحلاته الى مصر وان يصل بعدد السياح الى مليون سائح حال قيام الحكومة المصرية بتطبيق نفس المعايير التى تطبقها تركيا على السياحة الوافدة مؤكدا ان العديد من شركات السياحة الاوروبية لديها القدرة على زيادة الحركه السياحية الى مصر بما لايقل عن ٣٠ مليون سائح فى غضون سنوات قليلة.
وأضاف ان القرارات التى تصدرها الوزارات فى مصر لا تنظر اكثر من موضع قدمها وتهدف فقط الى تحقيق حصيلة نقدية سريعة..ولا تنظر الى المستقبل القريب الذى سيحقق لها عائدات تصل الى اضعاف ما تطمح إليه.
وقال دعنى أجر لك مقارنة بسيطة بين ما يسدده منظم الرحلات من اموال لكل من تركيا ومصر..وستدرك على الفور السبب الحقيقى وراء عدم حصول مصر على نصيبها الطبيعى من حركة السياحة العالمية..ونجاح دول مثل تركيا واسبانيا فى استقطاب كبار منظمى الرحلات فى العالم وحثهم على زيادة معدلات رحلاتهم طوال الموسم السياحى ودون توقف:
أولا وقود الطائرات: نسدد لشركة مصر للبترول المسئولة عن تزويد الطائرات بالوقود نحو 632 دولارا للطن الواحد وهو ما يزيد على السعر العالمى حيث نسدد فى مطارات تركيا واسبانيا 407 دولارات فقط.
ثانيا رسوم الهبوط: نسدد للطيران المدنى 28 دولارا لكل رحلة فى حين انها فى تركيا لا تزيد على 15 دولارا.
ثالثا دعم الشارتر:وهو ما يعرف بالطيران العارض الناقل للحركة السياحية..حيث تحدد دعمه مصر بنحو 2500 دولار للطائرة ولا نعلم متى نحصل عليه..فى حين ان تركيا تحدده بنحو 6 الآف دولار ونحصل عليه فى مواعيد محددة لا تزيد على اسبوعين.
رابعا الحملات المشتركة:..لا نحصل من مصر على دولار واحد. فى حين ان تركيا تسهم معنا بنحو 500 الف دولار سنويا..مما يشجعنا على وضع خطط ترويجية لتنشيط الحركة السياحية الى تركيا..لأن الفائدة ستعود على الجميع.
خامسا رسوم التأشيرة: تحصل مصر على 25 دولارا من كل سائح فى حين أن تركيا واسبانيا تعفيان السائحين من هذه الرسوم.
وهذا يعنى ان مصر تحصل من منظم الرحلات على 5685 دولارا مقابل كل رحلة يصل متوسط عدد ركابها إلى 200 سائح..فى حين انه يسدد لتركيا 422 دولارا فقط..مؤكدا انه على الرغم من ذلك فإن المحصلة النهائية لدخل تركيا من السياحة يصل الى 4 أضعاف ما تحققه مصر!
وقال ايضا إن قواعد صرف اموال دعم الشارتر والحملات التسويقية المشتركة ليس لها آلية فى مصر وتخضع لأهواء شخصية ولمدى العلاقة التى تربط منظم الرحلات بالمسئولين فى الوزارة عن هذا الملف.
وأكد ان الحكومة المصرية مطالبة اليوم قبل الغد بأن تتعامل بمهنية اكثر مع ملف السياحة وان تنظر حولها وتدرس وتستفيد من تجارب الدول التى سبقتها على الرغم من عدم امتلاكها نفس المقومات السياحية..
انتهت التصريحات الصادمة لمنظم الرحلات..والتى جاءت لتدق جرس إنذار للحكومة المصرية علها تدرك ما تقوم به الدول من أجل إنعاش صناعة السياحة لزيادة دخلها وتحقيق الرفاهية لشعوبها.
رابط دائم: