رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الأهرام 125 سنة
فى 5 أغسطس 2001 كتب الأستاذ سلامة أحمد سلامة هذا العمود بمناسبة مرور 125 عاما على صدور الأهرام:

تحتفل الأهرام اليوم بمرور قرن وربع القرن علي مولدها كصحيفة يومية، وهي مناسبة تستحق ان يتوقف عندها المرء وهو يجيل البصر حوله في عالم الصحافة العربية والعالمية، كيف كانت مع نهايات القرن التاسع عشر وكيف اصبحت مع بدايات القرن الحادي والعشرين؟ وكيف نجحت الأهرام في الصمود أمام تقلبات السياسة وتوالي الحقب وتغيرات العهود، وأن تتكيف مع هذه الظروف وتحقق في الوقت نفسه من الانتشار والازدهار ما يضن لها طوال العمر والتجدد الذي تفرضه تطورات العصر!

وربما كان من أهم العوامل التي حفظت للأهرام استمراريتها، هو ان الذين أنشاؤها في أواخر القرن التاسع عشر وضعوا لها أسسا راسخة، أو بعبارة أدق ترسخت مع مرور الزمن لتجعل منها »مؤسسة« ذات كيان قائم بذاته، تتفاعل مع الظروف والمتغيرات، التي تواجه منشأة صحفية في محيط سياسي سريع التغير، دون أن تفقد شخصيتها أو تذوب فيه بالكامل وأكبر الظن ان عنصر الإدارة القوية كان من أهم العوامل التي ساعدت علي ذلك فضلا عن الاهتمام بالحياة الثقافية والفكرية ليس في العالم العربي وحده بل في العالم علي اتساعه، مع إدراك عميق بأننا سنظل لوقت طويل قادم في حاجة إلي ثمار الحضارة الغربية بصفة عامة، ودون إخلال أو تصادم مع الثوابت الدينية في المجتمع.

وقد شهدت الأهرام علي مر تاريخها الطويل مراحل متعاقبة ورياسات متميزة امسكت بزمامها بأساليب مختلفة،و ولكن عملية الانتقال والتطور بين هذه المراحل تمت بسلاسة ويسر، حتي عندما انتقلت الأهرام من الملكية الخاصة لأسرة نقلا إلي مرحلة التأميم التي شهدت تأميم الصحافة في مصر مع بداية عهد الثورة، وكان لكل رياسة من هذه الرياسات بصمات قوية اضافت الي تطور الأهرام وبالأخص خلال العقدين الأخيرين والمحافظة علي مكانتها كمؤسسة صحفية ذات ملامح عالمية.

ومع بداية القرن الحادي والعشرين وما يقترن به من ثورة هائلة في وسائل الاتصال والمعلومات، وما شهدته مصر وتشهده من سعي حثيث نحو الأخذ بأساليب التحديث والإصلاح في شتي المجالات الاقتصادية والسياسية والمعرفية يحق للمرء ان يتساءل عما ستكون عليه »الأهرام« بعد ربع قرن من الآن، في خضم منافسة حادة بين الصحافة المطبوعة والفضائيات وفي ظل التقدم الكبير الذي يطرأ علي الإمكانات التقنية والمؤهلات المهنية اللازمة للصحفي في عصر العولمة؟

في اعتقادنا ان الإجابة علي هذا السؤال سوف تكون رهنا بما يمكن ان تشهده الصحافة المصرية والعربية عموما، من قدرة علي التحرر من قيود القوانين المكبلة والخيوط المرئية وغير المرئية التي .مازالت تربط بين الصحافة والسلطة في مختلف صورها!!

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق