قبل مشاهدة فيلم «اشتباك» للمخرج محمد دياب كانت لدي تساؤلات كثيرة حول ما تقوم به جماعة الفيلم من تهييج مقصود علي مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الاعلام الاخرى ..
فى محاولة منهم لتصدير صورة للناس بأنهم محاصرون وهي طريقه غير اخلاقية فنيا لجلب البكائيات والصريخ واشعار الآخر بأن هناك حصاراً وكل هذا بهدف جذب الجمهور ومغازلة الغرب الممول للفيلم علي انهم ابطال يواجهون ويصارعون من اجل الحرية.
شاهدت الفيلم فتعجبت من حالة الصخب والضجة التى سبقت عرضه فهو لم يضف أي جديد فكراً أو فناً فملخص محتواه انه يستعرض احداث احد الأيام التى أعقبت ثورة 30 يونيو، ونجاح الشعب في إسقاط حكم جماعة الإخوان الارهابية ويصور الفيلم الاحتفالات بسقوط الارهابيين ومظاهرات تخريب الجماعة الارهابية وما يدور من رصد لرأي كثير من فئات المجتمع داخل سيارة في حضوراعلامي امريكي بالطبع لزوم الرمزية.
الفيلم فى مجمله ضد العنف وهي رسالة إنسانية لا خلاف عليها ولكن لا يستحق تلك الضجة ولا هذا التهليل ولم ألمس أي جرأة مما توقعت سواء في طرح الفكرة او الرؤية او قضية وانما هو يستعرض آراء أنماط من المجتمع وموقف كل شخص مما عشناه من ارهاب الاخوان ومحبيهم،ولا يجب ابدا تحميله اكثر مما به، فهو لم يصل الي جرأة العديد من الأفلام الشهيرة مثل «البرىء» «طيور الظلام» وشىء من الخوف «ولا هي فوضي وكلها افلام انتجت في العصور الذهبية وكان يجب علي صناع الفيلم مشاهدة جواهر السينما وكيف يفكر مبدعو السينما في تقديم اعمال ستظل خالدة بعيدا عن التمويلات والمهرجانات.
ما لفت نظري من البداية التتر الذي حمل معه اسماء الممولين ويظهر حجم التمويل الضخم الاجنبي الذي جاء لصناعته من الخارج وهي علامة استفهام كبيرة... وتؤكد «شطارة» مخرجه ومؤلفه الذى نجح في الحصول علي اكبر تمويل يؤهله للحصول على الاوسكار المتوقع.
عوده لاستغلال صناع الفيلم للسوشيال ميديا وتصدير حملات في غير مكانها وموضعها ومطالبات بالدعم والالحاح علي المشاهدة واعتقد ان الهدف الكبير من وراء ذلك ايهام الناس بانهم محاصرون ، ولكن الحقيقة هدفهم تجارى فقط، فكان الاولي والاصدق لصناع هذا العمل ان يقولوا بصراحة ان هدفهم تجارى ولا معنى آخر سوي البحث عن المال تمويلا خارجيا او من الايرادات التي يدفعها الجمهور أما تصدير فكرة المحاصرة وغيرها فلا يليق بمن يفترض انهم من قادة الفكر. كما اننى استغربت جلوس مخرج الفيلم علي مواقع التواصل والشاشات ويقول الجمهور منبهر بفيلمي فكان الافضل له ان يترفع عن ذلك فهو صنع فيلما وانتهي وكما تعلمنا من المخرجين الكبار أنه بعد العرض اصبح ملك الجمهور. بعد مشاهدة الفيلم استطيع القول ان الفيلم تم انتاجه برعاية كاملة من وزارة الداخلية سيارات وجنودا وتصاريح وهي تفاصيل إنتاجيه.
كلمة أخيرة : فيلم اشتباك يذكرك بعلاقة جماعة الاخوان الإرهابية بالمسئولين في وزارة الداخلية سابقا. يعقدون معهم صفقات بالليل ويخرجون نهارا يناضلون ويهتفون ويصرخون مطالبين بتوفير «شوية» مياه وان أزمتهم المطالبة بحق قضاء الحاجة من خلال استغلال فتاه تثير الشفقة لاظهار أن الأمن يمنعها من أن تقضي حاجتها الطبيعية بحجة انها «أخونجية» وهو امر لم يحدث علي الاطلاق ان وضعت فتاة في سيارة ترحيلات بها رجال ، ولكن وجودها يظهرنا بالصورة التى ترضي وتسعد الجمهور الاجنبى وقد احسنت وزارة الداخلية بدعمها الكبيرللفيلم حتى تسكت ألسنة المتاجرين بالدين والوطن وجاء هذا الدعم الواضح للتأكيد أننا فعلا أصبحنا بلدا ووطنا بعد ثورة 30 يونيو ونجاح الشعب المحترم في طرد الجماعة الارهابية والخونة.
رابط دائم: