هاجسها الأصالة أينما كانت، وتتنقل بين الأشكال الغنائية التقليدية والموشحات الساحرة إلى الأغانى المتطورة والألحان المبتكرة بداية من محمد عثمان إلى هانى شنودة، تحرص على تقديم الموسيقى والغناء من تراثنا الغنى، إنها فرقة « سماعى».
خلال مسيرتها بحث أعضاؤها عن الألحان الرائعة المتداولة بل والمهجورة أحيانا، واهتموا بنفس الدرجة بتقصى الكلمات الرائقة والأشعار المنتقاة بهدف واحد هو «الأصالة».
وكما يلتقى النغم بالإيقاع والصوت، تلاقى مؤسسو فرقة سماعى منذ تأسيسها فى عام 2002، ولأن أول ما يصدر عن الكائن الحى هو إيقاع ضربات القلب، بدأت الرحلة مع عازفة الإيقاع فى الفرقة، ضحى الجرزاوى، التى بدأ عشقها للإيقاع منذ طفولتها المبكرة، وأوضحت لم تشغلها عنه دراسة الهندسة ولا العمل بها، وكان اللقاء النواة فى عام 2002 فى كونسيرفتوار الإسكندرية بإشراف الموسوعى محمد سعد، ولم تكتف بموهبتها فى التعامل مع آلات الإيقاع، بل والتها بالدراسة الجادة والتمرس فى الإيقاعات الشرقية الأصيلة والمعقدة أحياناً. وهى بالإضافة لكونها عضواً مؤسساً فى سماعي، فهى من أعضاء أوبرا مكتبة الإسكندرية.
وكما جمعت التوءمين الهندسة والفن، فقد جمعتهما فرقة سماعى ليشدو صوت «فجر» فى الموشحات وأغانى التراث، ولم تكن حلاوة الصوت السلاح الوحيد الذى اكتفت به، بل دعمته بالغوص فى المقامات الشرقية الغنية والتقلب بين الأشعار المختارة.
يكتمل مثلث النغم بالعود، مع عبدالقادر الأمير، الذى يزود الفرقة بأغانيها الخاصة كتابة وتلحيناً، ويشدو على الكمان مينا عطوان، ولابد للتخت الشرقى من آلة القانون فينضم جون وعماد، شابان موهوبان وعاشقان آخران للموسيقى الشرقية وعازفان متمكنان ذوا خبرة غنية برغم صغر السن، إلا أنهما شاركا العزف فرقاً محترفة عديدة.
وتستمر الأجيال فى «سماعى» بعازفة التشيللو نور الرمادى وهى تعزف من الطفولة المبكرة؛ والتحقت بالفرقة مؤخراً، أما الطفل الموهوب مصطفى الحرازى فهو عازف الإيقاع الثانى فى الفرقة، يقوده مع حماسه وموهبته دأب فى التمرين وحب للتعلم.
قدمت الفرقة العديد من الحفلات والعروض من المركز الثقافى الفرنسى إلى مركز الإبداع وساقية الصاوى التى تعاونوا معها لعدة سنوات، ثم مكتبة الإسكندرية منذ عام 2009 , حيث تقدم الحفلات بانتظام.
وتحيي حفلا اليوم للجمهور على مسرح مكتبة الإسكندرية فى اطار مهرجان الصيف الدولى الرابع عشر.
رابط دائم: