النجم الصاعد محمد رمضان المثير للجدل والذى يرفض أغلب النقاد وقطاع كبير من الجمهور افلامه ويرون أنها تدعو للعنف وتكرس لقيمة أخذ الحق بالذراع وعدم احترام القانون.. يختلف كل الاختلاف عن محمد رمضان الذى يقف على مسرح القطاع الخاص بالهرم لأول مرة بعد أن وقف أكثر من مرة على مسارح القطاع العام فى بداية طريقه وبعد أن وصل للنجومية ليؤكد عشقه للمسرح أبو الفنون وحرصه على تقديم أعمال تبقى وتترك أثرا طيبا فى ذاكرة المشاهدين..
ومن خلال النص الهادف الذى كتبه وليد يوسف والخلطة السحرية للمخرج المتميز خالد جلال والتى تعتمد على الإبداع الجماعى وتخليق الكوميديا من المشاهد الإنسانية الجادة..
نرى شكلا فنيا جديدا لمحمد رمضان ربما يجعله يتردد ألف مرة فى العودة إلى سينما العنف والمقاولات.. فهو فى المسرحية بملامحه الصعيدية البسيطة يجسد دور شاب عادى يعمل خادما لأسرة ثرية ويحفظ الجميل للرجل الذى رباه بين أولاده واعتبره واحدا منهم ويرفض أن يكون سلبيا فى مجتمعه الصغير فيحاول قدر طاقته انقاذ أبناء الرجل من المحن والأزمات التى يتعرضون لها.. وتدفعه الشهامة الصعيدية وحيل أولاد البلد إلى اختراق مجتمعات المتطرفين والمدمنين والنصابين لينتشل فى كل مرة ضحية من أبناء رجل الأعمال الذى أدى دوره النجم القدير أحمد فؤاد سليم وتساعده على مهمته النبيلة سكرتيرة رجل الأعمال والتى تنجذب لطيبته وصفاته النبيلة فتنشأ بينهما قصة حب وأدت الدور الفنانة روجينا فى حضور مسرحى كبير ليس جديدا عليها.. بينما تقاسم البطولة مع رمضان مجموعة من النجوم الصاعدين أغلبهم من أبناء مركز الإبداع الفنى بالأوبرا من تلاميذ خالد جلال.. حيث لعب زيزو دور المدمن ومحمد على رزق دور الشاب الملتزم الذى ينجرف فكر الدواعش ويتحول إلى متطرف يحلم بإنقاذ العالم عن طريق عودة دولة الخلافة العثمانية وتؤدى هنا الزاهد دور الفتاة العاطفية المسطحة قليلة التجارب التى يسهل النصب عليها ولا ترى عيوب من تحب بينما قدم حسام داغر أجمل خطوط العرض المسرحى وهو دور الشاب المريض نفسيا والذى يعيش فى عالم طفولى من صنع خياله ويتصور الحلول قادمة من أبطال أفلام الكارتون وهنا يتحول رمضان الخادم المخلص الى بطل حقيقى يحارب ما فى ذهنه من أوهام عن طريق اصراره على الوقوف إلى جانبه والصبر عليه فى تلقى العلاج.. ليستغل المخرج هذا الجانب الإنسانى فى صنع مشاهد حركة واستعراضات مبهرة يستخدم فيها طاقات محمد رمضان فى الغناء والرقص بالإضافة إلى تفجير امكانيات الممثل الكوميدى بداخله بعيدا عن تقليد المشاهير أو القاء النكات خارج سياق الدراما.. وقد نجح خالد جلال إلى أبعد حد فى توظيف طاقات نجم العرض دون الحاجة إلى أساليب ضحك غليظة أو خروج عن تقاليد وقيم الأسرة المصرية.. وتألق معه حسن عبدالفتاح فى دور صول القسم ودوجلاس فى دور النصاب الشيوعى وإن كانت هذه الشخصية قد اصبحت خارج سياق الزمن وهناك نماذج أكثر حداثة وقرب من الواقع للنصاب عبر الإنترنت والنصب باسم جمع التبرعات أو العمل تحت مظلة جمعيات حقوقية أجنبية وغير ذلك من مستجدات، كما تألق من خلف الستار الفنان عمرو مصطفى فى وضع جمل موسيقية شديدة الجاذبية والطرافة وخفة الظل لا سيما إلى الدواعش.. والذى يبدأ جادا كأناشيدهم الدينية ثم يتحول فجأة إلى المرح والسخرية مع جملة (جهاد النكاح والليالى الملاح) وساعده على ذلك الكلمات البسيطة الذكية التى كتبها أحمد حسن راؤول والاستعراضات المبهرة للفنان عاطف عوض واكتملت عناصر الفرجة والإبهار بأزياء جميلة متنوعة صممتها د. مروة عودة واستخدام أمثل للإضاءة من المبدع عمرو عبدالله ومشاركة لعدد من النجوم الواعدين فى أدوار صغيرة لمجرد التواجد فى عمل يحمل القيمة الإنسانية ويمهد لعودة مسرح قطاع خاص شبابى وجذاب دون استجداء للضحك أو خدش للحياء.. عمل يحمل روح وشخصية مركز الإبداع الفنى ولكن فى صورة انتاج استعراضى سخى.
رابط دائم: