إنها جميلة فعلاً وهى المسرحية التى شاهدتها لك بمسرح الغد وهو المسرح الصغير الملاصق لمسرح البالون.
فى البداية وقبل أن تبدأ المسرحية كان إحساس فى منتهى السعادة بأن المسرح كل مقاعده تقريبا يحتلها المتفرجون.
الجمهور من كل الأعمار وأيضا الطبقات.. الكل جاء يستمتع بالمسرح.. بالفن المسرحى الذى مازال يحاول الصمود والتحدى ليجد له مكانا وسط الفنون المختلفة بما نشهد بحق للممثلين والكتاب والمخرجين وأيضا برؤساء أو مديرى المسارح بأنهم يصارعون كى يبقى هذا الفن العريق محتفظا ولو بمكانة ما ولن نقول مثل الزمن الماضى عندما كان المسرح واحدا من أهم الفنون التى يتوافد عليها المتفرجون وعدد منهم أيضا من المثقفين. المهم أن المحاولة جيدة أن يظل المسرح فاتحا أبوابه ورافعا ستائره أمام الجمهور المتلقى.
المسرحية كما قلت لك اسمها «جميلة» وهى بالفعل جميلة فى العرض لا تتجاوز الساعة ونصف الساعة ويصعب أن تشعر بأى ملل من خلال تلك الإطالة التى تحفل بها عروضنا المسرحية بصفة عامة. جميلة هى اسم للفتاة المتمردة أو إلى حد ما «المسترجلة» التى لا تفكر فى الزواج وهذا بالفعل فى العلن ولكن فى الداخل.. هى امرأة فى النهاية .
يقوم العمل على تلك العادة التى لا أدرى إذا كانت مازالت موجودة لدينا أو فى بعض العائلات التى ترفض زواج الابنة الصغرى قبل الابنة الكبرى. الابنة الصغرى ترتبط بحب مع أحد الشباب.
فتمنى الزواج منها لكن العقبة فى الكبرى التى لا تريد الزواج وبالتالى فالصغرة هنا هى الضحية.النص هنا لمروة رضوان وساعدها على تقديم العمل فى الصورة التى تريدها أنها هى أيضا المخرجة. قدمت مشاعر الفتاة التى لا تعتقد فى الحب ولا تجد من يستحق الزواج منها بصدق ربما يصعب على الكاتب الرجل أن يستشعره.
لدينا مجموعة كبيرة من الشباب يضمهم ديكور جميل وبسيط إلى حد ما يصور مايمكن أن نطلق عليه التجمعات السكنية الجديدة.. الديكور المتحرك أمام الديكور العام لا يتجاوز منضدة ومقعدين أمام إحد «الكافيهات».
مع العرض تخيرت الموسيقى التى تتناسب مع فقرات العمل من تلك الموسيقى الحادة المناسبة للرقص والأخرى الهادئة المناسبة للحظات الحب بين الشباب.
من الجوانب المهمة فى هذا العرض هو الاستعراض .. الرقص.. الرقص الحديث الذى لا يحبه غير الشباب ولكن أهم مافيه هو أنه مصمم بشكل ممزوج بالكوميديا وبالطبع مع هذا الاستعراض أبطال العمل كلهم من الشباب وأيضا من الشباب الذى يحمل اللياقة البدنية العالية.. بعضها نتيجة السن الصغيرة وأستشعر أن بعضها بسبب المداومة على الرياضة.
لدينا ممثل واحد فقط من الكبار وهو هنا يقوم بدور الأب ونجده ربما شجعه الشباب على أن يشاركهم الرقص فكان هذا جانبا من الكوميديا الحركية.
استعراضات المسرحية لفنان ربما لا أكون قد شاهدت له من قبل عملاً استعراضيا وهو نهاد عوض. وجدت من الضرورة هنا أن أقدم للقارىء أسماء المشاركين بعد أن تم تغيير البعض .
هنا لدينا إيمان غنيم وميدو عبد القادر ومايا ماهر ونهلة كمال وخضر زيتون ومحمد كمال وأحمد سالم ومصطفى عبده ومحمود خالد وندى مرسى ونشوى المهدى.
رابط دائم: