مشهد الغرق قد نصادفه كثيرا خلال فترة المصيف سواء فى البحر أو حمامات السباحة المنتشرة داخل قرى الساحل الشمالى وغيرها، ويقف الناس كمتفرجين يعيق عملية الإسعاف، وأحيانا يبادرون بحسن نية لإنقاذ الغريق بطريقة خاطئة قد تضره. فماذا نفعل إذا تعرض شخص للغرق؟ وما هو دورنا الذى يجب أن نقوم به فى لحظات قليلة قد تنقذ حياة غريق؟
توضح بداية د.آمال إمام طبيبة ومدربة الإسعافات الأولية بالهلال الأحمر المصرى أن دورنا فى هذه الحالة هو دور المسعف الأولى، وهذا الدور يختلف تماما عن دور المنقذ حتى لو كنا على دراية بأصول السباحة، لذلك لا ينصح على الإطلاق بمحاولة إنقاذ الغريق إلا إذا كنا مدربين على طرق الإنقاذ وإلا تعرضنا للغرق أيضا، وهذه حالة متكررة نسمع عنها كل يوم.. وكل ما نستطيع أن نقوم به هو الانتظار على الشاطئ وإلقاء طوق نجاة أو عوامة أو حبل يمكن للغريق أن يتعلق به حتى يصل المنقذ. عندما يقترب الشخص من الشاطئ نحاول رفع رأسه لأعلى حتى لا ترتطم بالأرض، خاصة مع وجود كثير من الصخور فى شواطىء مصر، وأيضا لكى نبعد المياه عن مجرى التنفس. بعد وصول المصاب إلى الشاطئ نقيم درجة وعيه عن طريق هز كتفه برفق، والنداء عليه بصوت عال، فإذا استجاب إذن هو واع فيمكن أن نبدل ملابسه وندير رأسه لأحد الجانبين، ربما يحدث تقيوء ونقوم بمراقبته حتى وصول الإسعاف.
أما فى حالة عدم الاستجابة نتيجة فقدانه الوعى فيجب ألا نضيع الوقت فى محاولة طرد الماء من بطن المصاب عن طريق الضغط على صدره، ولكن يجب مراقبة حركة التنفس، فإذا كان يتنفس ولكنه غير واع نضعه على أحد الجانبين وهو ما يعرف بوضع الإفاقة، مع فتح ممر الهواء عن طريق إرجاع الرأس للخلف وتدفئته. أما إن كان لا يتنفس فيجب فورا البدء فى إعطاء تنفس صناعى عن طريق الفم على الفم مع إغلاق أنف المصاب.
وفى حالة عدم وجود نبض ولا تنفس إذن نحن أمام شخص يحتاج إلى تدليك القلب أو إنعاش القلب والتنفس، ويكون عن طريق الضغط على منتصف صدر المصاب بكلتا اليدين مع إعطاء تنفسات صناعية. وتنصح د.آمال بأهمية التدرب على هذه العملية لأنها تحتاج إلى تدريب مسبق، كما تؤكد أن كل الحالات السابقة تحتاج إلى الإسعاف، لذلك لابد من الاتصال بـ 123 على الفور عند اكتشاف حالة غرق، كما يفضل استدعاء جهاز الصدمات الكهربائية والشخص المدرب فى حالة وجودهم فى الفنادق أو بعض القرى السياحية.
وتنبه إلى عدة سلوكيات خاطئة فى التعامل مع الغريق وهى محاولة الضغط على بطنه، ووضع أيدينا فى فمه، كما تشير إلى حالة الهلع التى تصيب المحيطين ظنا منهم أن المياه سدت الرئتين، ولكن فى الحقيقة أنها تذهب للبطن فى معظم الحالات. وأخيرا تنصح كل من يستطيع الالتحاق بدورات تدريبية لإنقاذ الغريق او الإسعافات الأولية عموما أن يفعل ذلك لأنه بذلك قد يتسبب فى إنقاذ حياة شخص.
رابط دائم: