من الأيام الخالدة فى تاريخ مصر يوم أن قامت ثورة 23 يوليو 1952 وأطاح الجيش المصرى بالملكية الفاسدة وبوجود المستعمر الانجليزى على أرض مصر، ولقد حددت الثورة أهدافها فى القضاء على الاستعمار وأعوانه والإقطاع، والاحتكار، وسيطرة رأس المال على الحكم وإقامة عدالة اجتماعية وحياة ديمقراطية سليمة.
إن جيش مصر هو جيش الشعب فلا توجد فى ربوع الوطن أسرة إلا وقدمت من أبنائها رجالا إلى القوات المسلحة، وصان الزعيم جمال عبدالناصر كرامة شعب مصر بالقضاء على الإقطاع وتمليك المعدمين من الفلاحين الذين عاشوا حياتهم مسخرين لخدمة الإقطاعيين حيث ملك كل أسرة خمسة أفدنة لتحيا حياة كريمة وطلب من الشعب أن يرفع كل مواطن رأسه بعد أن مضى عهد الاستعباد، فتمت إقامة المدارس والوحدات الصحية الريفية فى جميع مراكز وقرى الجمهورية ليوفر التعليم والرعاية الصحية لكل أبناء الشعب، وطهر البلاد من دنس المستعمر.
وأعلن فى 26 يوليو 1956 (تأميم الشركة العالمية لقناة السويس شركة مساهمة مصرية) رافضا التبعية بعزة وكرامة وأنشأ السد العالي، وساند ثورات التحرير فى العالم العربى والافريقى وكان مثالا للنزاهة وطهارة اليد، حيث قام باستبدال مبلغ 35 جنيها من معاشه أى مايعادل 3500 جنيه الآن لتجهيز زيجات بناته ولم يكن يملك سكنا خاصا، ولم يكن للمرحومة الفاضلة حرمه دخلا خاصا غير معاشها من زوجها.. هذه هى الزعامة والرياسة التى سطرت تاريخها بأحرف من نور. إن جيش مصر الباسل الذى حمى الثورتين المجيدتين فى 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013 انحاز إلى إرادة الشعب الذى خرج بالملايين فى جميع ميادين مصر يهتف بأعلى صوت (الجيش والشعب إيد واحدة) وجيش الشعب الذى سيظل محافظا على عزته وكرامته وصيانة تراب مصر الغالى أبد الدهر.
د. على بيومى كلية الطب ـ جامعة الزقازيق
رابط دائم: