رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

المرأة الحديدية الجديدة

سبحان مغير الأحوال، فبعد أن كانت بريطانيا العظمى امبراطورية لا تغيب عنها الشمس فإنها الآن تغيب عنها الشمس والقمر والنجوم، أيضا بعد انسلاخها من الاتحاد الأوروبى حيث بدأت التداعيات فتوالى على تلك الامبراطورية بمحاولات خروج أحشائها (اسكتلندا وأيرلندا) وربما أطرافها أيضا (جبل طارق وجزر فوكلاند)

وربما يؤثر ذلك على اعتبارها احدى الدول العظمي، فقد سبق لهذه الإمبراطورية احتلال كثير من بلدان العالم ونهب ثرواتها وخيراتها خاصة الدول الإفريقية ومن بينها مصر التى احتلتها عام 1882 وعانت الكثير نتيجة هذا الاحتلال الذى سبب لنا خسائر فادحة فى الأرواح والثروات ومقدرات الدولة والآن اعتلت سدة الحكم فيها السيدة تريزا ماى التى توصف بالمرأة الحديدية مثلما كانت مارجريت تاتشر، ويتضح من سيرتها الذاتية التى نشرتها الأهرام أنها سيدة متدينة ووصفت نفسها بأنها تتعاطف مع الناس وتهتم بالعدالة للجميع وتسعى لمنح الفرص للجميع.

إننا نأمل منها امتلاك الشجاعة للاعتذار عن احتلال دولتها لنا ونهب ثرواتنا وتعويضنا عن الأضرار الفادحة التى لحقت بنا ومنها على سبيل المثال:

< التعويض عن الثروات المنهوبة منذ بداية الاحتلال عام 1882 حتى جلائهم عام 1954، وايضا عن مجزرة شهداء دنشواى عام 1906 الذين أعدموا ظلما وعدوانا، والتعويض عن اشتراكها مع إسرائيل فى العدوان الثلاثى عام 1956 وتدمير أحياء كاملة فى مدينة بورسعيد وتعطيل الملاحة فى قناة السويس.

< التعويض عن الأضرار التى لحقت بنا فى منطقة العلمين نتيجة زرع آلاف الألغام.

لقد اعترف تونى بلير بخطئه فى تقدير قوة العراق مما تسبب فى دماره وتفكك أوصاله ومن باب أولى أن تخطو السيدة/ تيريزا ماى الخطوة نفسها حتى وان لم تكن سببا فى الأضرار التى لحقت بنا، كما نتمنى أن ترد لنا ديونها المستحقة لنا التى تقدر بمئات الملايين مثلما فعلت ايطاليا عندما قامت بتعويض ليبيا عن فترة احتلالها لها.

إنها إن فعلت ذلك فإنها تفتتح عهدها بتطبيق ما آمنت به من حيث تحقيق العدالة ورد الحقوق لأصحابها، وفى هذه الحالة تكون قد أرست مبدأ مهما فى العلاقات الدولية يعيد للدول التى كانت تحتلها حقوقها المغتصبة، وربما يشفع ذلك لها الحصول على جائزة نوبل للسلام مثلما حصلت عليها من قبل الأم تيريزا عام 1979 باعتبارها كانت نصيرة للفقراء والمهمشين فى العالم.

محمد فكرى عبد الجليل

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق