فى البداية لابد أن يعلم كل الطلاب أن النجاح او الفشل لا يأتى صدفة، وأن الفشل هو الاستثناء والنجاح هو الطبيعى لكل البشر، وأن كل خبرة او تجربة حتى ولو فاشلة هى سلم فى طريق النجاح.
أما تهيئة الأسرة أبنائها الطلاب لاستقبال نتيجة الثانوية العامة فهو أمر ضرورى حتى يتم تجنب الآثار السلبية أيا كانت النتيجة، وأهمية توجيه الأبناء لدراسة ما يرغبونه وما يتفق مع قدراتهم وسوق العمل.
الدكتور عماد مخيمر أستاذ علم النفس ووكيل كلية الآداب جامعة الزقازيق يقول:
المطلوب من الأسر والآباء أن يؤهلوا أبناءهم الطلاب للإحساس بالرضا أىا كانت النتيجة.. وأن الابن طالما أيا ما عليه واجتهد ولم يقصر لمدة عام كامل فى المذاكرة وتحصيل واجباته فعليه أن يرضى بالنتيجة، فهذا يعمل على التهيئة لاستقبال النتيجة أيا كان المجموع.
ويوم إعلان النتيجة تتوقع الأسرة أن يحصل الإبن على أعلى الدرجات، ويأتى هذا التوقع بسبب محبة الوالدين للأبناء ورغبتهما فى أن يكونون أفضل منهم، وفى الواقع غالبا تأتى النتيجة بحالات ثلاث:أن تكون متفقة مع التوقعات فلا توجد مشكلة او صدمة، أو توجد مبالغة فى التوقع فتأتى النتيجة على العكس وهنا تحدث الصدمة لدى الأسرة، أو يحصل الطالب على مجموع ضعيف نتيجة عدم اجتهاده.
أما بالنسبة لأصحاب المجاميع العليا فى الغالب نجد أنهم يفضلون كليات القمة سواء كانت الطبية او الهندسية او الاقتصاد و العلوم السياسية والألسن، وفى هذه الحالة طالما تتوافر لدى الطالب القدرات والإمكانات والرغبات والطموحات التى تؤهله لاختيار كليات القمة فلا توجد مشكلة.. أما إذا كان الطالب حاصلا على مجموع كبير ولا يرغب فى الدراسة بإحدى كليات القمة، عندئذ نجد أنه قد يحدث صدام بين رغبة الأهل ورغبة الطالب، وفى هذه الحالة نقول لهم مثلا إن كلية الطب يلتحق بها 1000 طالب، وعند التخرج يتم تعيين من 100 الى 150 طالبا فقط كمعيدين فى الجامعة او مستشفيات الجامعة، والباقون يعملون فى مجالات مختلفة ومنها تسويق الأدوية، هذا مثال لكلية واحدة وينطبق هذا أيضا على باقى الكليات.
وهناك نسبة كبيرة من الطلاب الذين يدرسون فى مجالات غير مرغوب فيها ولا يعملون بها مما يؤدى فى المستقبل الى انخفاض الكفاءة الإنتاجية للعاملين فى الدولة والمجتمع، وهنا نشجع الطلاب على الالتحاق بالكليات التى يرغبون فيها سواء كانت الفنون او الشرطة او السياحة او لغات، وذلك حسب الرغبة والقدرات.ولذا لابد أن ننبه على أهمية تحقيق رغبات الأبناء فيما يدرسونه، فمثلا هناك كليات ومجالات جديدة منها كلية التمريض أو كليات علوم الإعاقة وهى كليات جديدة ببنى سويف وتتعامل مع أصحاب الفئات الخاصة وسيكون لها مستقبل رائع فى سوق العمل.وأيضا المعهد الصحى به أقسام الأشعة والتحاليل الطبية وتركيبات الأسنان، والعمل فى مجال النظارات الطبية وهى كليات غير براقة ولكن خريجها يعمل مباشرة بعد التخرج او حتى فى أثناء الدراسة فهى كليات لها مستقبل كبير فى سوق العمل.. فلابد من تغير نظرة الأسرة والمجتمع لمثل هذه الكليات.
أما الطالب الذى لم يحصل على المجموع المتوقع والتحق بكلية أقل من كليات القمة مثل الآداب او الحقوق او التمريض او التربية الرياضية، فأمامه فرصة للتفوق إذا اجتهد بنفس المستوى فى الثانوية العامة، فهناك خطط لتعيين المعيدين ويمكن أن يصبح عضو هيئة تدريس ويكون أفضل من خريجى كليات القمة. (فلعل الخير يكمن فى الشر) فإن النجاح ليس هو كليات القمة ولكن النجاح الحقيقى فى الحياة وتحقيق الذات، فكثير من المشاهير والشخصيات العامة فى المجتمع حققت النجاح بعيدا عن كليات القمة.اما الطالب الذى لم يحالفه النجاح فينصحه د عماد مخيمر قائلا تستطيع النجاح فى مجالات الحياة المختلفة إذا أديت ما عليك، وأيضا لديك دور ثان وفرصة أخرى والمهم هدوء الأعصاب و مساندة الاهل ويمكنك تحويل الفشل الى نجاح، التعلم من الدرس وعليك أن تبدأ من جديد مع المزيد من التركيز والاهتمام والتنظيم وعدم تضييع الوقت والثقة بالنفس، بجانب تشجيع الأسرة مع عدم توجيه اللوم او العبارات السلبية. ولابد أن يعلم كل الأبناء والطلاب أن النجاح او الفشل الدراسى ليس نهاية الحياة، وخير دليل على ذلك قصة (اديسون) مخترع المصباح الكهربائى حاول وفشل 999 مرة لعمل مصباح كهربائى وفى المرة الألف نجح وعندما سألوه عن رسوبه قال تعلمت أن هناك 999 طريقة لا تؤدى الى اختراع المصباح وفى كل مرة أتعلم شيئا جديدا.
رابط دائم: