وسط مخاوف حلف شمال الأطلنطى «الناتو» من تداعيات محاولة الانقلاب الفاشلة فى تركيا، أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان نيته إجراء إعادة هيكلة فى المؤسسة العسكرية،
فى الوقت الذى استمرت فيه حملة الاعتقالات والإقالات لقيادات الجيش من مختلف الرتب، والتى وصلت إلى ما يقرب من ٩ آلاف عسكري، مما قد ينعكس بطبيعة الحال على الدور التركى فى الحلف.
وفى هذا السياق، كشف تقرير لشبكة «سي. إن. إن» الأمريكية أن العديد من القيادات العسكرية في «الناتو» عبروا عن قلقهم من استمرار سياسة تطهير الجيش التركى عقب محاولة الانقلاب على الرئيس أردوغان، والتى طالت ثلث القيادات العسكرية، مثل الجنرال أكين أوزترك، قائد سلاح الجو التركى والذى قاد قوات تابعة للناتو فى أفغانستان. مما طرح سؤال حول من يمكن للناتو التعامل معه ومن يمكنه الثقة به فى المستقبل؟. كذلك حول مصير عضوية تركيا فى الحلف؟.
وأشارت الشبكة فى سياق تقريرها إلى الاجتماع العاجل الذى عقده قادة الحلف لبحث الوضع فى تركيا، والتى تعد ثانى أكبر قوة عسكرية فى الناتو منذ انضمامها عام١٩٥٢، وأعربوا عن مخاوفهم من دخول تركيا فى حالة من الفوضى والحرب الأهلية، فى ظل حالة انقسام واضحة حاليا، وتمسك أردوغان بالسلطة. وأعلنوا عن حالة التأهب العسكرى لمواجهة أى تصعيد فى الموقف، وربما التدخل لإجلاء رعاياها من تركيا إذا ساءت الأوضاع ودخلت البلاد مرحلة حرب أهلية.
وفى الوقت نفسه، استبعد ينس ستولتنبرج الأمين العام للحلف أن تؤدى حملة «التطهير» التى تقوم بها الحكومة التركية ضد الانقلابيين إلى «إضعاف» الجيش التركي. وقال فى لقاء مع وكالة «رويترز» للأنباء على هامش مؤتمر وزراء الدفاع فى التحالف ضد تنظيم داعش الأربعاء الماضى إن «تركيا لديها قوات مسلحة ضخمة ومحترفة. وأنا على يقين أنهم سيستمرون كشريك ملتزم وقوي» فى الحلف. كما أكد أهمية الشراكة مع تركيا فى ضوء التوترات على الحدود مع العراق وسوريا.
أما الولايات المتحدة الأمريكية، فيبدو موقفها أكثر وضوحا من عضوية تركيا بالناتو، وذلك حينما حذرت فى مؤتمر مشترك مع الاتحاد الأوروبى الإثنين الماضى الحكومة التركية صراحة من احتمال فقدان عضويتها فى الحلف، إذا فشلت فى المحافظة على مبادئ وقواعد الديمقراطية فى أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة.
ومن جهة أخرى، أثار قطع تركيا التيار الكهربائى عن قاعدة أنجيرليك الجوية، التى تعد بمثابة قاعدة انطلاق لطائرات التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش الإرهابى إحدى أوجه الخلاف ما بين واشنطن وأنقرة، ذلك بعد مداهمة الشرطة لها واعتقال قائدها و٧عسكريين آخرين.
وفى السياق نفسه، أعربت وسائل إعلام أمريكية عن مخاوفها حيال سلامة الأسلحة النووية الأمريكية الموجودة فى تركيا، مشيرة إلى أنها لم تعد آمنة تماما بالنظر إلى الاضطرابات السياسية الواقعة فى البلاد منذ محاولة الجيش الإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان.
ومن جانبها، قالت شبكة «سى.إن.إن» إن هشاشة الوضع فى تركيا وقربها من الإرهاب يثير تساؤلات بشأن سلامة الأسلحة النووية الأمريكية المتمركزة هناك.
ونقلت عن جوشوا والكر خبير العلاقات الأمريكية التركية لدى صندوق مارشال الألمانى، «إنه ليس سرا أن القنابل توجد فى إنجرليك».
وقال المتحدث باسم البنتاجون فى مؤتمر صحفى»لقد اتخذنا جميع الخطوات اللازمة للتأكد من أن كل ما لدينا فى تركيا آمنا ومأمون». وعلى جانب أخر، تثير دعوات أردوغان إعادة هيكلة الجيش المخاوف من احتمالية دخول ميليشيات حزب «العدالة والتنمية» المسلحة إلى الحلف، خصوصا بعد أن ظهرت بشوارع تركيا عقب محاولة الانقلاب وعملت على إهانة الجيش فى صور أظهرتها وسائل الإعلام وانتقدتها دول أوروبا.
وأعادت لهجة أردوغان التذكير بدعوات جماعة الإخوان عن ذات الغرض.
ومن ناحية أخرى، كثف الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، من ضرباته فى حملة التطهير الواسعة ضد مؤسسات الدولة بتوقيع أول مرسوم طوارئ أمس يأمر بإغلاق أكثر من 1043 مدرسة خاصة و1229جمعية ومؤسسة خيرية و19 نقابة عمالية و15 جامعة و35 مؤسسة طبية، علاوة على تمديد الفترة المسموح بها لاحتجاز المشتبه بهم دون اتهامات، وذلك فى أول مرسوم يوقعه منذ إعلان حالة الطوارئ لتصل إلى شهر.
رابط دائم: