حكايات الإعجاب.. وشروط الزواج!

ماجدة تتحدث عن قصة حب مع ابن الجيران المهندس، كانت الجوابات وسيلة التواصل بيننا حين كنا نسكن فى حى السيدة والتى مازلت أحتفظ بها، تزوجنا بعد حصولى على الثانوية العامة ثم أكملت تعليمى الجامعى، أنجبنا ثلاثة أولاد وبنتين قصة حب استمرت لأكثر من 30 سنة, رغم الصعوبات الحياتية التى مرت بنا فلاتزال الذكريات ومشاعر الحب تجمعنا.

أستاذ جامعى يقول: أتذكر أول حب لبنت الجيران كانت جارتى وزميلتى فى المدرسة الابتدائية، كانت فاتنة الجمال، ولا أنسى أنى أخذت علقة عندما ضربت واحد عاكسها، فى المرحلة الثانوية تأكدت أنى كنت أحبها ومن شدة خوفى لم أفصح لها عن مشاعرى وفضلت الصمت خوفا من أن تصدمنى لكننى علمت بعد ارتباطها وبعد فوات الأوان أنها كانت تبادلنى الاعجاب.

يقول مدير مالى لا أنسى الصفعة التى كانت على عنقى من والدى وأنا فى أولى جامعة كنت معجبا ببنت الجيران، عندما رآنى أقف فى الشباك أمامها نهرنى وعاتبنى قائلا »دى بنت الجيران مثل أختك واجب تحافظ عليها».

ذكريات حب

د. صفاء اسماعيل أستاذ علم النفس كلية الآداب جامعة القاهرة وخبيرة الاستشارات والتوعية الأسرية والزوجية تقول: بالفعل ذكريات الحب الأول تظل محفورة فى الذاكرة ولا تنسى حتى يتم الارتباط بآخر طبقا للمعايير, وتكون فى مرحلة المراهقة من 18 الى 21 حتى سن الرشد عندما يدرك الفتى أو الفتاة أنه كان فى هذه المرحلة مترددا ومشوشا ولا يحسن الاختيار, وأنها كانت مجرد مرحلة تحمل عواطف جياشة وانفعالات تفتحت عند أول طارق لها، وهو ابن أو بنت الجيران.. حين يتذكرها يشعر بالسعادة، ولا يخجل من ذكرها لأبنائه لما كانت تتميز به من براءة ونقاء، الحقيقة أن الشاب الذى لم تتحرك مشاعره فى فترة المراهقة للجنس الآخر يكون غير طبيعى من الناحية النفسية, فالأصح هو التحكم الجيد وليس المنع أو الكبت, لأن الكبت حيلة دفاعية لا شعورية تعبر عن أعراض مرضية.. كان ينظر الى بنت الجيران فى العادات والتقاليد السائدة فى الفترات السابقة أنها مثل الأخت أو من العائلة من الواجب الحفاظ عليها وحمايتها كما كنا نراها فى الأفلام العربية القديمة, أو كان الشاب يراقبها من وراء الشباك لعله يفوز بنظرة أو يرمى بجواب أو يرسل شقيقته للتعرف عليها، وتنقل لها اعجاب أخيها، كان هناك حياء وخجل وتدين وخوف من سلطة الكبار، هذه السلطة لم تعد موجودة فى الأونة الاخيرة، بل لا أكون مبالغة حين أقول إن الفتاة أحيانا هى التى تبدأ بلفت أنظار الشاب.

ليست الوحيدة

أما الزواج من بنت أو ابن الجيران فقد كان سائدا قديما لاعتقاد الشاب وأهل الفتاة أنه يعرفها ويعرف الأهل والعائلة, بالتالى كلاهما يطمئن للآخر، فالذى نعرفه أفضل من الذى لانعرفه.. وأنا أعتقد أنه كان أفضل حيث وجود فرصة أكبر الى التعارف والرؤية عدة مرات للطرفين ومتابعة سلوكيات كل منهما، أما حاليا فمع انتشار وسائل التواصل الاجتماعى أصبحت فرص إقامة العلاقات متعددة والبدائل متوافرة من خلال زملاء الدراسة أو العمل, لذلك لم تعد بنت الجيران الخيار الأوحد المطروح كما كان فى السابق وأصبح الشاب يتردد ويقارن قبل اتخاذ قرار الارتباط .

شروط تفضيل بنت الجيران

وتضيف: متى تكون بنت الجيران هى المفضلة؟ الجواب عندما يعجب بأسرتها ذات السمات الطيبة ويكون الأب والأخ لهما احترام ويتوقع أن تصبح الفتاة مثل أمها ويتوقع أن تعامله هو وأهله فيما بعد كما تتعامل مع أهلها.

أخيرا تنصح د. صفاء الشباب المقبل على الارتباط والزواج بأهمية التعرف على الطرف الآخرقبل الخطبة فى اطار العادات والتقاليد، فكلما حدث تعارف بين الخطيبين والأهل بشكل جيد قلت نسبة فسخ الخطبة أو الانفصال فيما بعد، احترام رأى الكبار خاصة الوالدين عند الاختيار لأنهما أكثر خبرة، والتروى والتعقل وعدم الاندفاع وراء الأهواء الشخصية، عدم الاختيار بناء على المصلحة، لأنه يكون ارتباط محكوما عليه بالفشل والتعاسة، وعدم زواج البدل مثل ارتباط أخيها بأخته أو الأخين يتزوجان الأختين, لأنه قد يبخس الفتاة حقها ومن المحتمل ألا تأخذ مهر وهذا ظلم من الناحية الدينية ولا تعيش فرحتهافى الارتباط.